- معلومات عن معطيات جديدة للمعارضة السورية لتصحيح «التوازن»
بيروت ـ عمر حبنجر
يتواصل السجال اللبناني الحاد بين فريقي 8 و14 آذار على خلفية كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد والذي هدد من خلاله بالانتقال من الدفاع الى الهجوم. كلام رعد كمّله بيان لكتلة الوفاء للمقاومة بالتهديد والوعيد.
ومن هذه النبرة العالية، يبدو أن حزب الله بصدد الذهاب باللعبة السياسية نحو المزيد من التصعيد، فالتصويب المركّز على تيار المستقبل، في هذا الجو الاقليمي المحموم يمكن ان يكون له ما بعده.
وقد طرح علامات استفهام حول طبيعة الأحداث الميدانية في سورية، اذ تشير المعطيات المتوافرة الى استعدادات المعارضة لتصحيح التوازن، قبل حلول موعد مؤتمر جنيف 2، الذي لم يحدد بعد.
وتقول مصادر في 14 آذار لـ«الأنباء» ان ما تصفه بتهديدات النائب رعد وتوصيفات النائب فضل الله، تعدت المضامين السياسية الى ما هو أبعد، اذ ليس في القوانين السياسية او الدستورية ما يتحدث عن الانتقال من الدفاع الى الهجوم، من أجل تأليف حكومة او لإعداد بيان وزاري، بل ان مثل هذه اللغة تستحضر في معرض استخدام القوة او التمهيد لها.
لكن فريق 14 آذار لم يتأثر بالعواصف الكلامية كما يبدو، فقد تجاهل الكلمات الكبيرة والساخنة، وتمسك بشرطيه المعروفين: لا حكومة مع حزب الله قبل سحب قواته من سورية، ولا حكومة معه، قبل الالتزام بإعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس.
اما تيار المستقبل، فقد اعتبر أمينه العام احمد الحريري ان ما ينطق به ممثلو حزب الله يخرج احباط الحزب الى العلن، خصوصا أن الاستقواء بالسلاح لن يغير في سياسة المستقبل، ولا يقلب الطاولة الا في وجه من يحمله.
اما النائب نهاد المشنوق عضو كتلة المستقبل، فقد قلل من قيمة الهجوم الكلامي لحزب الله على المستوى المحلي، وقال انه يظهر الغيظ من الدور الاقليمي للمملكة العربية السعودية التي أظهرت أنها رقم صعب في المعادلة الاقليمية.
بدوره، اعتبر النائب مروان حمادة ان مواقف حزب الله الاخيرة تنم عن تدني مستوى الاخلاق السياسي، وليس جديدا على هذا الفريق القيام بحملات التهديد والوعيد ان لم نقل القتل والتفجير.
واكد حمادة في حديث لـ«المستقبل» ان النائب وليد جنبلاط لايزال يعمل في الوسط فلم يحرق سفن 14 آذار ولم يرس عند 8 آذار.
ودعا الى تشكيل حكومة لم الشمل، اي حكومة اللاغلبة لأي فريق على الآخر، واشار الى ان ما كان يصح في اتفاق الدوحة لم يعد يصح اليوم.
وقال: حزب الله اعتقد ان الطريدة امامه وأراد ان يفرض حكومة 9 ـ 9 ـ 6، لكن سلته طلعت فاضية. وتابع: موقف الرئيس سعد الحريري وقوى 14 آذار كان حاسما، فأصيب حزب الله بالاحباط، معلنا ان الرئيس الحريري سيعود الى لبنان خلال اسابيع.
وقال: نحن سلاحنا الصبر وعدم التراجع، وهذا ما اغضب النائب محمد رعد وفريقه.
وردا على سؤال حول زيارة الرئيس سليمان الى السعودية الاثنين المقبل، قال ان المملكة لا تتدخل بتشكيل حكومة لبنان.
واستبعد ان يسلم علي عيد رئيس الحزب العربي الديموقراطي نفسه للقضاء، متوقعا منه الفرار الى سورية. وعن التنصت الاسرائيلي على لبنان، قال انه ليس جديدا، لكنه اعرب عن خشيته من استخدام حزب الله هذه المسألة الآن للتشكيك في أدلة المحكمة الدولية ضد قتلة الحريري.
ولوحظ ان التيار الوطني الحر تنحى جانبا عن هذه المعمعة، مؤثرا الاستماع الى نبرة حليفه حزب الله العالية دون تعليق، فالمرحلة بالنسبة اليه مرحلة انفتاح على الخصوم ومرونة في التعاطي على الرغم من اختلاف التوجه والاهداف، فالمستقبل منشغل بتشكيل الحكومة للخلاص من حكومة تصريف الاعمال، بينما كل الدروس بالنسبة للتيار الحر يتعين ان توصل رئيسه الى القصر الجمهوري في بعبدا. في حين اعتبر التيار الحر عبر قناة «او.تي.في» الناطقة بلسانه ان اللقاء مع تيار المستقبل خرق السقوف التفاوضية الصعبة وجسد الالتزام بسياسة الانفتاح التي كرستها خلوة تكتل التغيير والاصلاح في دير القلعة، وان هذا اللقاء كغيره من اللقاءات السياسية انما هو لتحديد الاولويات اللبنانية وتحييدها وتلخص بأمرين: الازمة السورية والخلافات اللبنانية حولها وتحييد الاولويات التشريعية والتنفيذية عنها، والتأكيد على قدسية الاستحقاق الرئاسي المقبل.