تعتبر مصادر قريبة من النائب وليد جنبلاط أن فرص وصول النائب هنري حلو إلى سدة الرئاسة هي فرص جدية وحقيقية خصوصا ان المعيار المحلي والخارجي الذي أملى تسمية الرئيس تمام سلام كرئيس للحكومة الحالية ينطبق بمواصفاته وبحسب أوساط جنبلاط على النائب هنري حلو الذي ينتمي إلى منزل سياسي وطني عريق معتدل ومنفتح ومؤمن بالحوار.
كما ان الحيثيات الإقليمية والدولية التي تملي تثبيت أمن واستقرار لبنان وإبعاده قدر الإمكان عن حمم براكين المنطقة المشتعلة تتطابق وتتماشى شكلا ومضمونا مع وصول رئيس جمهورية إلى لبنان ينتمي إلى الكتلة الوسطية التي لطالما شكلت صمام أمان لحماية أمن لبنان وسلمه الأهلي في أصعب وأحلك المراحل التي مر بها خصوصا عندما كانت الخلافات الحادة بين فريقي الانقسام 8 و14 آذار تشهد ذروة احتدام المعارك الصدامية التي كادت تدفع بلبنان نحو منزلقات الفوضى والفتنة. كما ان وصول مرشح بمواصفات النائب هنري حلو إلى رئاسة الجمهورية في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة التي يمر بها لبنان ومحيطه وجواره من شأنه أن يكسر حدة الاصطفاف الداخلي ويعيد الاعتبار إلى معادلة لا غالب ولا مغلوب.
كذلك فإن ترشيح النائب حلو يفتح الباب جديا أمام إجراء الاستحقاق الرئاسي في مواعيده الدستورية بعد أن كانت الترشيحات عالقة ضمن أفق الأسماء الحادة والاستفزازية لهذا الفريق أو ذاك.
ومن أبرز المواصفات التي أدخلت على الرئيس القوي هي مواصفات الرئيس المعتدل والمحاور والمنفتح وهي مواصفات جوهرية وأساسية لأي رئيس جديد كونها تسمح وتمكن الرئيس من كسر «تابو» الاصطفافات الحادة بواقعها الداخلي وامتدادها الخارجي.
ويرى محللون في ترشيح اللقاء الديموقراطي النائب هنري حلو أبعد مما تم التعبير عنه أن في شأن الانزعاج من النائب جنبلاط لترشيحه نائبا من كتلته لموقع الرئاسة المسيحية لعدم رغبته في دعم عون أو جعجع ودعما للوسطية.
فهنري حلو يشكل نموذجا من دون أن يكون هو حصرا لما قد يكون أقرب المحتمل بالنسبة الى قوى 14 آذار، أي إيصال شخصية ليست بعيدة منها وليست محسوبة عليها خصوصا في ظل اعتراض عميق على إمكان انتخاب عون.
ومطالعة النائب جنبلاط المشيدة بالرئيس سليمان ووسطية الرئيس نجيب ميقاتي تفيد بعدم استعداده لغلبة فريق على آخر في وقت أثبت أنه بـ 16 صوتا هناك حاجة ماسة إليه لتعديل موازين القوى. فقد ظهر أن هناك قوة وسطية مرشحة للتعاظم على حساب الفريقين، ويمكنها التحكم في الدورة الثانية وما يليها، متى سمح اكتمال النصاب مرة ثانية بمواجهة مماثلة.