- الفرزلي: علاقة بري وعون انتقلت من حليف الحليف إلى الحليف المباشر
بيروت ـ عمر حبنجر
عكست زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري الخاطفة إلى بيروت اهتماما أميركيا ملموسا بالوضع في لبنان، والتقدير أن زيارته لم تقتصر على ما قاله عن ضرورة ملء الفراغ الرئاسي، أو السؤال عن الخطة للمستقبل بشأن التعاطي مع الأزمة السورية، فهو طرح مواضيع عدة، من قضية اللاجئين السوريين إلى الالتزام بأمن لبنان، إلى ملء الفراغ الدستوري، ودعم الحكومة الحاضرة.
وما لم يطرحه كيري علنا، تبلغه المعنيون في بيروت ضمنا، وبالتحديد الرئيس نبيه بري الذي هو نافذته على فريق 8 آذار والرئيس تمام سلام، سبيله إلى 14 آذار، وخلاصته ان لبنان قد لا يكون أولوية أميركية الآن، لكنه في بال الأميركيين دائما، ومن يتصرف على أساس ألا مجال لاختيار رئيس للجمهورية دون الوقوف على خاطر النظام السوري، المجدد له بانتخاب مشكوك بديموقراطيته ونزاهته وحريته، عليه أن يدرك أن انشغال الأميركيين في ميادين صراعية أخرى، لا يعني أن عينهم ليست على لبنان. ولاحقا أوضح المكتب الإعلامي في رئاسة الحكومة أن المؤتمر الصحافي الذي عقده كيري في رئاسة الحكومة بعد لقاء رئيس الحكومة تناول مجموعة أمور لم تكن بين القضايا التي تناولها اللقاء بين الرجلين، وبصورة خاصة ما يتعلق بالعلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية، ولاحظت مصادر لـ «الأنباء» أن نفي هذه الواقعة، صدر بعد سفر كيري، وبناء لمراجعة جهة ما مع رئيس الحكومة.
وخلال لقائهما في مطرانية بيروت المارونية أعرب البطريرك بشارة الراعي للوزير الأميركي عن إصراره على انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، وان يكون الرئيس قويا، وضرورة اكتمال عقد المؤسسات الرسمية للدولة والعمل على الإفادة من النفط الموجود في المياه الإقليمية اللبنانية لدعم الاقتصاد الوطني، وقد أبدى كيري استعداد بلاده للتفاوض مع اسرائيل في ملف المساحات البحرية المختلف عليها مع لبنان.
وزير العمل سجعان قزي سأل كيري عن توقيت زيارته ولماذا لم تتم من قبل، خصوصا ان كيري زار المنطقة أكثر من مرة ولم يعرج مرة على لبنان، وسأل لماذا لم يأت قبل 25 مايو الماضي للمساعدة على انتاج الانتخابات الرئاسية بدل ان يأتي اليوم؟!
حدث آخر، شغل الأوساط السياسية في بيروت وهو «الزيارة النادرة» للعماد ميشال عون الى الرئيس نبيه بري في عين التينة، ووصفت مصادر بري الاجتماع بالجيد، «حيث سادت روح الوطنية الغالية». وتقول مصادر لـ «الأنباء» ان بري أبلغ عون في اللقاء الذي رتبه النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، بناء لتكليف سوري، أيضا بأن عليه ان ينتظر تخلي الرئيس سعد الحريري عن حلفائه!
من جهته، العماد عون قال: حكينا مع الرئيس بري بالمواضيع الراهنة، انتخابات الرئاسة وعمل الحكومة المتعثر، وعمل مجلس النواب، وإن شاء الله هذا العمل يساعد على انتظام الأمور بالقريب العاجل، وقال ردا على سؤال حول ما إذا كان المفتاح انتخاب الرئيس قال: سنرى.
وتقول المصادر المتابعة ان بري بارك خلال اللقاء للعماد عون انفتاحه على تيار المستقبل وتمنى عليه المضي في هذا الاتجاه، وان يبادر باتجاه النائب وليد جنبلاط الذي سبق ان أعلن رفضه تولي العماد عون لرئاسة الجمهورية، وقد رشح بدلا منه عضو كتلته النيابية النائب هنري حلو، فيما وصفه عون بالبيضة المحودرة.
وقال بري لعون ان كل ما يقال حول موقفه المتحفظ على ترشيح الجنرال ليس صحيحا، وأكد أنه سيدعم هذا الترشيح في النهاية، وإذا أراد الفريق الآخر اختبارنا فنحن مستعدون لذلك، ورفض بري أي محاولة لتعطيل السلطة التشريعية، وتعهد بفتح أبواب المجلس أمام جدول أعمال تندرج تحته قضايا الميثاقية. النائب السابق إيلي الفرزلي الذي حضّر للقاء وشارك فيه قال من جهته انه تمت مقاربة المواضيع الأساسية، ولجهة ما أعلن عنه العماد عون حول حلحلة في الأسبوع المقبل. فقد أشار الفرزلي الى ان عون ربما كان يقصد عمل المؤسسات إذ كان هناك اتفاق على تحديد الآليات المطلوبة والدفع باتجاه رئيس للجمهورية.
وأكد الفرزلي حسم الفجوات التي كانت بين بري وعون، وقال لقد ارتقى اللقاء مع مستوى «حليف الحليف» الذي كانوا يوصفون به بري بالنسبة الى العماد عون الى مستوى الحليف.. خاصة انه سبق للرئيس بري ان أعلن دعمه ترشيح عون، في حال رشح نفسه.
وتزامن هذا الحراك للعماد عون مع إعلان نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، الشهادة لعون بأنه مجرّب ومؤمن بلبنان وسيادته وبالعلاقات السورية ـ اللبنانية، وبإيجاد حلول لمشاكل لبنان. علما أننا لا نتدخل في اختيار الرئيس اللبناني. لكن ان اختير عون فإني أؤكد أنه يستحق ذلك. وان المواصفات التي نقرؤها في كلام اللبنانيين تنطبق وبشكل ممتاز على «فخامة الجنرال عون».
النائب سليمان فرنجية فضل الفراغ الرئاسي على الرئيس الضعيف. داعيا في هذا السياق الى التريث في الاستحقاق الرئاسي، حتى يتبين وضع لبنان الجديد في التطورات الخارجية.
ونقلت المصادر عن فرنجية أن التريث يتيح انتخاب رئيس قوي للجمهورية، معتبرا أن عامل الوقت لمصلحتنا، فبشار الأسد يستعيد الأرض وحزب الله ينتصر في الحرب هناك، وفي مفهوم فرنجية ان بين المرشحين للرئاسة ثمة اثنان يتحليان بمواصفات القوة وهما العماد عون وسليمان فرنجية.
بدوره، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد رأى أن مصلحة ايران ان يكون لبنان سيدا حرا مستقلا. وقال: إذا كانت العلاقات تقوم على أساس المصالح المشتركة بين الدول فإن إيران ترى مصلحة لبنان في وحدة شعبه وانتظام مؤسساته وعدم التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية هي عين مصلحتها، لذلك فهي تبدي على الدوام استعدادها لتلبية ما يحتاجه لبنان منها في هذا المجال.
من جهة أخرى، تزامن مع إعلان فوز الأسد في دمشق إطلاق نار ابتهاجي من منطقة جبل محسن في طرابلس، حيث معقل العلويين المؤيدين للنظام السوري. وفي الضاحية الجنوبية لبيروت وفي النبطية في الجنوب، وفي بعلبك والهرمل.
وفي ضاحية بيروت، انطلقت تظاهرات سيارة ترفع صور الأسد، وكذلك في البقاع والشمال، وأفيد عن سقوط جرحى بالرصاص الطائش.