في إطار دعم المجتمع الدولي للاستقرار والأمن في لبنان، ينعقد في النصف الثاني من شهر يونيو الجاري في روما المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني، وسيتمثل لبنان في المؤتمر على مستوى وزيري الخارجية والدفاع، لاسيما أن المؤتمر هو الأول من نوعه وكان سبقه مؤتمر تحضيري على مستوى الخبراء، وإيطاليا مولجة بتوجيه الدعوات، والعمل جار لدعوة أكبر عدد ممكن من الدول التي لديها استعداد لدعم لبنان وجيشه، وثمة تركيز بالتحديد على الدول التي لديها مع لبنان برامج تعاون عسكري للجيش (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا...)، فضلا عن الدول العربية التي تدعم لبنان وجيشه دائما، وفي مقدمتها السعودية التي قدمت هبة الثلاثة مليارات دولار، إضافة الى دول أخرى شاركت في اليونيفيل مثل تركيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية وإسبانيا وإندونيسيا.
وعلم أن إيران ليست مدعوة إلى المؤتمر، الذي ينبثق عن مجموعة الدعم الدولية للبنان، ويعبر عن تنفيذ هدف من أهدافها الأربعة، وهي: دعم الاستقرار ودعم الجيش، وهذان الهدفان يجري تنفيذهما، ثم المساعدة في مسألة النازحين السوريين والدعم الاقتصادي، اللذين يجري البحث فيهما لكنهما ليسا فاعلين، ويحتاجان إلى عمل كثيف ودؤوب.
وستتبع المؤتمر اجتماعات تنسيقية مباشرة مع الجيش لبحث التفاصيل وتحديدها، علما أن الجيش هو الذي يتولى تقديم مجموع ما سيطلبه من احتياجات إن على المستوى التقني أو المالي وذلك وفق الخطة الخمسية التي وضعها، ويتوقع من المؤتمر تخصيص مبالغ مالية، فضلا عن برامج تدريب وتجهيز وتسليح.
وتكمن أهمية المؤتمر في أنه الأول من نوعه بالنسبة إلى الاهتمام العالمي لحشد الدعم الدولي للجيش، فضلا عن أنه يعبر عن دعم سياسي دولي له ومن خلاله للبنان من أجل أن تتعزز قوته الشرعية وتبسط سلطتها بمزيد من القدرة على كافة الأراضي اللبنانية وتكافح أي نوع من أنواع الإخلال بالأمن والاستقرار، ما يعني أن المؤتمر لا يعبر فقط عن دعم تقني للجيش إنما أيضا عن دعم سياسي دولي له، والدعم التقني جرى من خلال مؤتمر أبريل في روما.
المؤتمر مبرمج منذ مدة وقائم، حكومة لبنان لديها صلاحيات الرئيس، ولم تصبح حكومة تصريف أعمال لأنه لم يتم انتخاب رئيس جديد، لذلك فإن العلاقة الدولية معها ستكون عادية وطبيعية، مع الإشارة إلى أن الدول الكبرى تشجع على انتخاب رئيس، وأن الدول كما تعلن ليست مع طرف دون آخر، لا بل هي مع مصلحة لبنان واستقراره.
وعلى الرغم من الشغور في منصب رئاسة الجمهورية، فإن المجتمع الدولي يواصل دعمه للبنان وللاستقرار فيه، لا بل ان القلق الدولي على مصير الاستحقاق الرئاسي يجعل الدول أكثر تمسكا بالأمن في لبنان، ومن هذا المنطق تستمر التحضيرات الدولية لانعقاد المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني.