- جنبلاط لا يمانع في سحب ترشيح حلو إذا اقدم الآخرون على سحب ترشيحاتهم
بيروت ـ عمر حبنجر
التهدئة المطلة على المحور الغزاوي ـ الإسرائيلي، مدفوعة بضغوط عربية ودولية، هل يمكن أن تتمدد باتجاه جنوب لبنان؟
هذا السؤال يطرحه أكثر من مسؤول لبناني، مشفوعا بالتمني ألا يفتح من أغلقوا بوابة الصراع بين غزة وإسرائيل، أو هم في الطريق إلى اغلاقه، نافذة لهذا الصراع في جنوب لبنان المحروس بقوات الأمم المتحدة.
المخاوف اللبنانية جدية، انطلاقا من ربط بعض الأوساط ما يجري في غزة وجنوب لبنان «الجولان» بطاولة المفاوضات النووية الأميركية الإيرانية في فيينا.
ويقول وزير لبناني سابق لـ «الأنباء» الواضح ان حماس عادت الى حضن طهران، لكنها لا تستطيع الاستغناء عن البوابة المصرية، التي هي معبرها البري الوحيد خارج السيطرة الإسرائيلية.
أما «الجهاد الإسلامي» فعلاقتها أشد التزاما بإيران، وهذا ما اسدل عليه الوزير السابق في المعلومات التي ربطت اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، بأوامر هاتفية من أحد مقرات الجهاد وفي غزة.
ومع أن التراشق عبر الجنوب حافظ على وتيرة منخفضة، اطلاق صاروخين كل ليلة تقابلهما رشقات مدفعية إسرائيلية، بعيدة عن الأماكن المأهولة على الجانبين، لكن الأوساط اللبنانية تخشى أن يتحول زخم الصراع الناري من غزة إلى الجنوب وربما الجولان، في حال لقيت المبادرة المصرية آذانا حماسية إسرائيلية صاغية.
ويلاحظ المحققون ان البساتين التي تطلق منها الصواريخ تحت جنح الظلام تقع ضمن مدى مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوبي صور.
وإذا كانت فتح هي التنظيم الأقوى في هذا المخيم، فإن لتنظيم «الجهاد الإسلامي وجوده الفاعل، وربما غير المرئي احيانا.
وتساقطت القذائف الإسرائيلية على الساحل الصوري الممتد من رأس العين حتى «القليلة» وسط استنفار الجيش اللبناني الذي قطع الطريق من صور إلى النافورة.
في هذا الوقت وصلت تحذيرات خارجية الى الحكومة اللبنانية تشدد على ضرورة ضبط الوضع في الجنوب قبل انفلاته على الغارب، وكان جواب لبنان الأولي اعلان وزير الخارجية جبران باسيل العزم على تقديم شكوى ضد القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان.
وصدر تحذير أممي حول لبنان، على لسان ممثل الأمم المتحدة المقيم للشؤون الانسانية في لبنان روث ماوتن، الذي قال في مؤتمر صحافي في جنيف ان لبنان يواجه خطر التفكك كدولة، القي على عاتقها عبء مليون ومائة ألف لاجئ سوري.
وقال ماوتن إن الأمر لم يعد مسألة طوارئ انسانية، بل اصبح ازمة تتعلق بوجود لبنان وبأمن البلاد واستقرارها، معبرا عن خشيته من أن يتصاعد التوتر بشكل اكبر وان يؤدي الى شبح المشكلات بين اللبنانيين.
وسأل ما إذا كان بإمكان الحكومة الحفاظ على التوازن بين الخليط السياسي والطائفي في لبنان والمضي قدما نحو الانتخابات الرئاسية والنيابية.
الوضع الأمني المضطرب يصب في خانة تعطيل الاستحقاقات الدستورية والسياسية، فالفراغ يتمدد في القصر الجمهوري والحكومة تجتمع قليلا، وإن اجتمعت فقراراتها محكومة بالتوافق، وإلا التعطيل، ومجلس النواب حاضر غائب.
ولهذا لم يحدد اي موعد لجلسة مقبلة لمجلس الوزراء في ضوء ما حصل في الجلسة السابقة حول ملف عمداء الجامعة اللبنانية.
كما ان عقد جلسة تشريعية لمجلس النواب يوم الخميس يبقى احتمالا، وهو بانتظار مشاورات مع الرئيس سعد الحريري يجريها الرئيس فؤاد السنيورة مع الرئيس الحريري في جدة، اضافة الى وساطة النائب وليد جنبلاط بين الحريري وبري.
وسيلقي الرئيس الحريري خطابا مسجلا في افطار تيار المستقبل في بيال يوم 18 الجاري.
وغادر بيروت امس الأول الى جدة كل من وزير العدل اشرف ريفي والنائبين سمير الجسر ومحمد كبارة، لإجراء مشاورات مع الرئيس سعد الحريري حول اوضاع طرابلس.
وقبل المغادرة تحدث ريفي عن موقوفي طرابلس، وبنوع خاص «الإسلاميين» منهم، حيث اكد ان مجلس القضاء الأعلى يشرف مباشرة على تسريع المحاكمات، موضحا ان 50% من الملف انجز.
وطمأن ريفي اهالي الموقوفين بأن العدالة ستأخذ مجراها بشكل سريع وعادل وطرابلس لن تتخلى عن امنها واستقرارها، والقاضي وحده هو من يحدد متى يطلق الموقوف، ونحن تمنينا على القضاء تسريع الاجراءات، لافتا الى ان من يطالب بعفو خاص عن الموقوفين، عليه ان يعلم بأن هذا يتطلب وجود رئيس للجمهورية، وان عدم انتخاب رئيس هو خطيئة كبرى.
الرئيس ميشال سليمان قال لصحيفة المستقبل ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ابلغه في لقائهما الاخير في باريس انه لا مرشح لفرنسا لرئاسة الجمهورية، ولا فيتو منها على اي مرشح.
سليمان شدد على عدم جواز الاتكال على الخارج في الاستحقاقات الداخلية، وقال: يمكننا ان نتفق على رئيس توافقي يجمع بين الناس، بعيدا عن تصنيفات القوي والضعيف.
سليمان استقبل امس رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، الذي لاحظ انه لا جديدا في موضوع رئاسة الجمهورية، علما بأن الحل يكون بانتخاب رئيس للجمهورية.
بدوره، النائب وليد جنبلاط قال في تصريح له امس انه ليس بمقدور احد ان يتنبأ بموعد انتهاء الأزمة السورية، داعيا الى وضع مصلحة لبنان اولا.
وأشار الى ان الظروف الحالية تستوجب تفعيل عمل الحكومة لا تعطيله، مشددا عبر «السفير» الى وجوب التنبه اكثر للوضع الامني، كما دعا الجميع الى تقديم تنازلات، وصولا الى انتخاب رئيس جمهورية توافقي يستطيع إدارة الأزمة وتدوير الزوايا في لبنان بانتظار التسويات الإقليمية والدولية مؤجلة.
ولم يمانع جنبلاط في سحب ترشيح النائب هنري حلو، إذا اقدم الآخرون على سحب ترشيحاتهم.