- بري يستعجل انتخاب رئيس وإلا فنحن نحو الأسوأ
- أوساط نيابية لـ«الأنباء»: جنبلاط يحاول إقناع بري بأفضلية التمديد للمجلس
الصواريخ «التسجيلية» المتقطعة، مستمرة الانطلاق ليلا باتجاه اسرائيل من جنوب لبنان الشرقي، فيما المعارك على أشدها بين حزب الله والمعارضة السورية على تنوعها في القلمون السوري انطلاقا من البقاع الشمالي اللبناني، وسط تعثر المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وحلفائها، وايران، مما عاظم المخاوف الدولية على لبنان الذي تحول الى مرمح للجياد الدولية والاقليمية المتنافسة على ارضه، او انطلاقا منها، او معقلا للرماية برصاص الابتهاج، والمفرقعات الدولية للاحتفال بمناسبات النظام السوري، واخرها مناسبة اداء الرئيس الاسد القسم امس حيث اشتعلت بعض احياء بيروت وضاحيتها الجنوبية ابتهاجا من جانب احزاب 8 آذار المناصرة لنظام الاسد.
هذه الفوضى الامنية العارمة، شكلت دافعا لتحذير اممي نقله المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديرك بلامبلي، العائد للتو من نيويورك حيث قدم تقريرا لمجلس الامن حول القرار 1701، يعكس قلق اعضاء المجلس من تنامي تنظيم داعش في العراق وسورية، مركزا على رسالة واضحة للبنان مفادها اهمية ملء الشغور في رئاسة الجمهورية من دون تأخير.
وتناول بلامبلي في تصريح له امس عن اطلاق الصواريخ من الجنوب قال انه خرق للقرار 1701 واصفا الوضع بأنه خطير، ودعا الى ضبط النفس من جانب كل الفرقاء، وقال: هذه رسالتي ورسالة اليونفيل الى السلطات في الجانبين، خصوصا ان الصواريخ تطلق لليوم الرابع، ومن حسن الحظ انه لم تسقط ضحايا الا ان خطر التصعيد يبقى حقيقيا ويجب ان يؤخذ به جديا، وان مجلس الامن موحد في دعمه استقرار لبنان ووحدة اراضيه وامنه، والكل يرى الآثار السلبية للشغور الرئاسي على عمل الحكومة والبرلمان.
وتقول مصادر السراي الكبير لـ «الأنباء» ان بلامبلي ابلغ الرئيس تمام سلام تحذيرات من مغبة تدهور الامور في الجنوب اذا ما استمر اطلاق الصواريخ والرد عليه.
وضمن هذا الاطار، اعلنت كتلة المستقبل النيابية رفضها استخدام الاراضي اللبنانية لاطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل انطلاقا من رفضها وجود سلاح غير شرعي على اراضيها، وتعتبر ان هذا العمل محاولة مدسوسة لتنفيذ سياسات اقليمية تناقض مصالح لبنان الوطنية الذي يلتزم بالقرارات الدولية وبالذات القرار 1701.
وكانت عملية الطلاق الصواريخ تكررت امس ولليل الرابع على التوالي من منطقة الماري (حاصبيا) باتجاه اسرائيل، لكن الصاروخ نفسه انفجر داخل الاراضي اللبنانية، بينما اعتقل الجيش اللبناني شخصين فلسطينيين بدا ان لهما علاقة بالموضوع وهما على صلة بمنظمات اصولية.
الرئيس نبيه بري قال امس ان كل يوم يمر يعرض لبنان لخطر محدق، وكل شهر يمر يعرض لبنان لفراغ آخر.
وشبه بري حال لبنان في هذه الايام بمنزل تحاصر النيران اسواره، واذا استمرت طريقة القوى السياسية والنيابية بالتعامل مع شؤون البلد واستحقاقاته على هذا المنوال فإن الحريق آت اذا لم نهب جميعا لاطفائه.
وعن الاستحقاق الرئاسي، قال بري: اذا تم انتخاب رئيس في وقت سريع وقبل فوات الاوان، ورغم كل هذا التأخير فإن البلد يستعيد مناعته، وحول احتمال بقاء الوضع على هذا الحال حتى سبتمبر المقبل، اجاب: اي سبتمبر؟ انها مسألة ايام والا فإننا نتجه نحو الاسوأ، كما قال لصحيفة «النهار» البيروتية.
وذكرت مصادر نيابية لـ«الأنباء» ان الرئيس بري كان ميالا لطرح اجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، بحسب رؤية وإصرار العماد ميشال عون، لكن رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي استطاع إقناعه بأن إجراء الانتخابات النيابية الآن وحسب قانون الانتخابات الساري المفعول، سيعيد إنتاج التركيبة النيابية نفسها، ومنها كتلة نواب العماد ميشال عون، المطالب بإجراء هذه الانتخابات، لكن من يضمن لبري تصويت عون وكتلته لصالح إعادة انتخابه لرئاسة مجلس النواب؟
النائب نبيل نقولا عضو كتلة عون تناول جنبلاط في تصريح له امس بالسؤال عما اذا كان يقبل ان يعين المسيحيون درزيا في اي منصب. وقال ان عون لم يعلن ترشيحه.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة «الأخبار» القريبة من 8 آذار معلومات تتحدث عن افكار جديدة تتناول انتخاب العماد ميشال عون لمدة سنتين، يتخللها إجراء انتخابات نيابية واجراء تعيينات اساسية بينها قيادة الجيش، وهو ما كان طرحه العماد عون في بعض المراحل، وردا على هذا المقترح وصف المحامي ساسين ساسين المستشار السياسي لرئيس حزب الكتائب أمين الجميل هذا الطرح بالوهمي، وغير القابل للحياة.
من جهته، رئيس الحكومة تمام سلام حذّر من ان «الأوضاع العامة بدأت بالتراجع نتيجة للتعطيل الذي أصاب السلطة التشريعية وبدأ يتسلل الى السلطة التنفيذية وجميع المؤسسات».
وأضاف خلال كلمة ألقاها في حفل إفطار مؤسسات الرعاية الاجتماعية: «مازال لبنان بعيدا عن التطرف الديني الذي يولد الإرهاب على الرغم من ظهور بعض علامات التطرف الظرفية، وأؤكد للبنانيين وللعرب ان لبنان ليس فيه بينة حاضنة للإرهاب وما واجهة لبنان من استهدافات إرهابية نجحت أجهزته الأمنية في ضبطتها والإنجازات النوعية للقوى الأمنية تحتاج الى تعزيز سياسي والتوافق الذي أدى الى إنشاء حكومة التوافق الوطني».
ولفت سلام الى ان «هناك ملفات وطنية تتطلب قرارات سريعة وفي مقدمتها ملف النازحين السوريين الذي بدأ يصبح عبئا على كاهل لبنان، وهناك ملف الطاقة وملف الدين العام وموضوع السلسلة والجامعة اللبنانية ومشكلة شح المياه وملف النفايات وتداعياته الصحية والبيئية في بلد يتميز باكتظاظ سكاني نسبة الى مساحته، وايضا هناك الملف الأمني، فتعطيل المعالجة السريعة لهذه الملفات نتيجة التعطيل تنذر بعواقب وخيمة على البلد لا يحتملها أحد».
ورأى ان المـؤسســــات الدستورية وجدت لتعمل لا لتتناحر الذي يؤدي للعجز وناشد سلام القوى السياسية الذهاب اليوم قبل الغد الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية وفق الدستور، ذلك لان اي تأخير يعتبر عجزا للمصلحة الوطنية.
وتطرق سلام للحرب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة، قائلا: «في هذا الشهر الكريم ومن دون اي اعتبار للقيم والحرمات تفتك آلة القتل المجرمة بأبناء غزة وأمام هذا المشهد نعلن تضامننا الكامل مع اخواننا الفلسطينيين، وندعو الأسرة الدولية وكل ذي ضمير حي لرفع الظلم عن هذا الشعب».
وتوقف سلام عن حادثة إطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، مؤكدا ان الجيش يقف بالمرصاد لكل من يعكر صفو الأمن في لبنان، مشددا على التزام لبنان جميع القرارات الدولية خصوصا قرار 1701.
على الصعيد الحكومي طارت جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم نتيجة اصرار رئيس الحكومة تمام سلام على التوافق في موضوع الجامعة اللبنانية قبل عقد الجلسة، وامام غياب التوافق ارجئت الجلسة الى الخميس المقبل.
ويبدو ان حزب الكتائب الذي كان يتمسك بتعيين عميد لكلية الطب من انصاره، تنازل عن مطلبه اذا اقتضى الامر بقاء عميد الكلية الحالي د.بيار يارد في منصبه كما يصر الحزب التقدمي الاشتراكي، ريثما تنتهي ولايته.
اما التيار الوطني الحر فلم يبلغ سلام تمسكه بان يكون بند الجامعة الأول على جدول اعمال الجلسة اذا ما عاودت الحكومة جلساتها.
ويصر تيار المستقبل على قوننة تفرغ الاساتذة مع تعيين العمداء انطلاقا من مبدأ اعادة القرار الى مجلس الجامعة.
امنيا نعى حزب الله مسؤوله العسكري عن منطقة النبطية من العام 1996 حتى اليوم بسام طباجة من بلدة كفر تبنيت الجنوبية، اضافة الى مقاتل آخر هو محمد علي الرباعي اللذين سقطا في سورية.
وكان الحزب نعى امس الاول مهدي حسن الموسوي الملقب بالسيد ناصر من النبي شيت في البقاع، ومحمد اكرم الحسيني من بلدة شمطار في البقاع ايضا، فضلا عن ثمانية اخرين سقطوا في معارك اليومين الماضيين في جرد يونين، التي تشكل امتدادا لجرود القلمون في سورية، والتي اسفرت عن سقوط نحو 20 مقاتلا لحزب الله، الذي وصف هذه المعارك بالاستباقية تحسبا لوصول داعش الى هذه المنطقة.
وتخشى اوساط رسمية امتداد هذه المواجهات الى عرسال البلدة السنية التي يبلغ عدد سكانها نحو 40 ألفا، مقابل 110 آلاف سوري نازح داخل البلدة وفي جوارها الواسع، ما قد يجر التوتر الى مناطق اخرى وعلى رأسها طرابلس.
وصباح امس سقط صاروخان مصدرهما الجانب السوري من الحدود الشرقية بالقرب من بلدتي بريتال والطيبة حيث ينتشر حزب الله ولم يبلغ عن اصابات.
هذه الامور الى جانب الامور السياسية المعقدة كانت محور لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في المقر الصيفي للبطريرك في الديمان، استمر ساعة ونصف الساعة وتناول ايضا موضوع رئاسة الجمهورية الذي لازال الشغل الشاغل للراعي الذي كان هدد بمقاطعة كل نائب مسيحي يقاطع جلسة انتخاب رئيس الجمهورية.