بيروت - خلدون قواص
رأى مفتى لبنان الشيخ د.محمد رشيد قباني أن غمامة الفراغ في رئاسة الجمهورية اللبنانية تغشي جميع السياسيين الذين أغراهم الاستكبار والاستعلاء والتفرّد في كل شيء فتمادوا في الخصام، وأكد في خطبة عيد الفطر من مسجد محمد الأمين في وسط بيروت أمس ان الحل هو في وحدة اللبنانيين ونبذ الخلافات والمصالح الضيقة والابتعاد عن الدوران في فلك الأقطاب الإقليمية والدولية، وفي الإقلاع عن سياسة الانتظار وبالالتفات الى شؤون الدولة وإنجاز الاستحقاقات التي هي عماد نظامنا الوطني، لاسيما انتخاب رئيس للجمهورية، وانتخاب مجلس نيابي جديد بعد قانون للانتخاب يمثل الجميع لا الأكثرية فقط، وقال الفراغ والتمديد المتمادي على كل صعيد، حتى على صعيد مجالسنا الشرعية هو سبب مشاكلنا كلها، وإنجاز الاستحقاقات اليوم هو الذي سيمكّن الدولة من استعادة دورها لخدمة اللبنانيين ووطنهم.
وأكد ان الجهاد لتحرير الأرض المقدسّة فلسطين، من الاحتلال اليهودي الأجنبي، هو فرض عين على كل مسلم مهما بلغت التضحيات، ومهما طال أو قصر الزمن، فالشعوب لا تبيع أوطانها، ولا تتنازل عن شر منها لقاء سلام باطل، مع عدوّ أجنبي محتل لأرضها، هذا هو الحق، وهذا هو الشرع، وهذا هو الإسلام، وهذا هو الدين، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.
وختم بالقول: ما يحدث اليوم في الموصل في العراق من تهجير للمسيحيين العراقيين من أرضهم وبيوتهم وأحيائهم وقراهم، وتخييرهم بين اعتناق الإسلام أو الرحيل أو القتل، ليس من أحكام الإسلام في المواطنين في أوطانهم، والإسلام قد علّمنا كيف نتعامل مع الآخر الذي يعيش معنا ونعيش معه في وطن واحد، ونجد معه ويجد معنا الأمن والأمان، وما يحدث اليوم في الموصل سيعود بالخراب والويلات على العرب والمسلمين والله أعلم لا محالة، ما هو إلا مقدمات الخراب والتقسيم وتفتيت الأمة خدمة للمخططات الغربية وأهداف الصهيونية العالمية وما يجري في الموصل اليوم ليس ببعيد عما يجري اليوم في غزة، فالكيان العبري الأجنبي المحتل اليوم لفلسطين دخيل على المنطقة العربية، ويقف وراء أزماتها.