- البطريرك لحام يسأل سلام عن «أمن الدولة»
- «التيار» يصف قرار بوتين بـ «اللغز» وبري يراه «لاعب جودو بارعاً»
بيروت ـ عمر حبنجر
خيمت الاجواء الاقليمية المستجدة على الحراك السياسي في لبنان امس، وكانت جولة الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله اول المستجيبين للتطور المتمثل بانسحاب القوة الضاربة الروسية من سورية، حيث كانت المداولات اكثر هدوءا ومرونة.
وسبق الجولة اجتماع رئيس المجلس نبيه بري بوفد المستقبل ثم بوفد حزب الله، كل على حدة، وحث الوفدين على المرونة.
مصادر حكومية تضع لـ «الأنباء» الانسحاب الروسي ضمن ملف التفاهم مع الولايات المتحدة وضمن اطار صفقة لم تتبلور صورتها الكاملة بعد، انما يرجح مختلف الافرقاء في لبنان ان تكون غايتها فك العزلة الدولية عن روسيا بسبب دورها في اوكرانيا والاعتراف لها بدور مفصلي في الشرق الاوسط، اما المقابل الذي حصل عليه الرئيس الاميركي باراك اوباما فأقله الاستجابة الروسية للحلول السياسية التي يريدها الرئيس الاميركي المشرفة ولايته على الغياب والذي فضل بوتين الاستجابة لطرحه، الآن، تحسبا لمجيء رئيس اميركي جديد من غير قماشة اوباما الناعمة.
وبالتزامن مع الانسحاب الروسي، ترددت معلومات عن انسحاب مواز لمقاتلي حزب الله من سورية وهو ما نفاه الحزب لاحقا.
الرئيس تمام سلام توقف خلال لقائه مراسلي الصحف العربية امام هذه الخطوة الروسية غير المتوقعة، مؤكدا ارتياحه لما تعنيه من تحول الازمة السورية نحو الحلول السلمية وبالتالي على ارتدادات هذا التحول ايجابا على لبنان الغارق في ازماته الدستورية والخدماتية.
على ان التطور في الموقف الروسي ستظهر ترجمته الفعلية في مؤتمر جنيف، ولا شك ان عملية خلط اوراق حصلت بفعل هذا التطور، ما يجعل محور الممانعة يعيد النظر في حساباته ومغالاته في تقدير قوته في المنطقة وكذلك في لبنان.
قناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله قالت عن الانسحاب السوري «انها عاصفة السوخوي التي هبت في الميدان حتى اثمرت في السياسة»، وبعد ان اصابت كل اهدافها في دعم النظام رمت بقذائفها السياسية الذكية.
«المنار» طمأنت الحلفاء الى ان الروس لن يفرطوا بجهد ميداني استثنائي بذلوه، على ما يحلل البعض وفق الامنيات لا الوقائع.
التيار الوطني الحر وصف قرار بوتين باللغز، وقال ان سورية اعادت موسكو الى واجهة القرارات الدولية، الا ان السؤال المطروح يبقى: لماذا تدخل بوتين فجأة في 30 سبتمبر الماضي ولماذا انسحب فجأة في 15 الجاري مع علامات استفهام حول طبيعة هذا الانسحاب واسبابه وحجمه وخلفياته؟!
رئيس مجلس النواب نبيه بري وصف الرئيس فلاديمير بوتين بلاعب الجودو البارع، وانه عندما تدخل عسكريا قلب المعادلة الميدانية، وعندما قرر الانسحاب احدث انقلابا من نوع آخر على مستوى الدفع في اتجاه الحل السياسي.
ويرى بري ـ وفق ما نقل عنه زواره ـ ان من شأن قرار بوتين المتزامن مع مفاوضات جنيف ان يشكل ضغطا على جميع الاطراف لتخفيف منسوب التشدد.
اما عن الانعكاسات المحتملة على الازمة اللبنانية، رأى بري ان من المبكر الخوض فيها، لأن الحل في سورية لن يكتمل في يوم او يومين.
رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة قال ان الانسحاب الروسي من سورية يقود الى استنتاجات ابرزها اطمئنان بوتين الى انه اصبح لروسيا الدور الذي كانت تتطلع اليه في المنطقة، وادراكه ان بقاءه لفترة اطول في سورية سيرتب عليه كلفة اكبر وسيهدد بانغماسه في المستنقع السوري، واحساسه بأن الاسد لم يتعلم الدرس، بل بات اكثر تشددا بعدما اعيد تمكينه بفعل القوة الروسية وقناعته ان الكلفة الاقتصادية للمشاركة الروسية في الحرب باهظة، فضلا عن توجيه رسالة الى ايران وحزب الله ليراجعا حساباتهما في سورية.
اوساط سياسية لبنانية توقعت ان يشهد لبنان في الايام القليلة المقبلة انخفاضا تدريجيا في السقوف السياسية لفريق 8 آذار، وقد لمس فريق المستقبل شيئا من هذا في جولة الحوار الجديدة مع حزب الله امس بعدما لفظت الرهانات على السوخوي انفاسها، وبدا واضحا ان الروس انما حققوا من دخولهم الحروب وخروجهم منها مصالحهم الخاصة.
الى ذلك، اجرى بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس لحام اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة تمام سلام عرض معه مشكلة جهاز امن الدولة ومظاهر التهميش التي تطول المدير العام للجهاز اللواء جورج قرعة والمديرية بشكل عام، بالاضافة الى عدم دعوة مدير هذا الجهاز الى الاجتماعات الامنية في وقت تحقق فيه نجاحات في اصعب الظروف.