- سعيد: حزب الله أبلغ باسيل استحالة وصول عون إلى بعبدا
بيروت ـ عمر حبنجر
صعد السجال بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون الى السطح بشكل لافت، فبعد اعلان الرئيس بري استعداده لاسقاط اي مشروع تقسيمي في لبنان ولو بقوة السلاح، تساءلت مصادره عن مكمن الذمية التي يتحدث العماد عون عن وجودها في تجاوز المسيحيين، وعن اي ذمية يتحدث، هل بالالتزام بالمرشحين الاربعة لرئاسة الجمهورية او بدعمه طاولة الحوار الى ورقة النوايا؟
بينما تتساءل قناة «ان.بي.ان» الناطقة بلسان بري عمن خرج عن تلك المقررات وتهرب من تلك الالتزامات، ومن يعطل المؤسسات، ومن يترجم الازدواجية بين الشرعية واللاشرعية، بحسب مصالحه الشخصية.
وتتابع المصادر: اللبنانيون اليوم لا يريدون توتيرا سياسيا في زمن الفوضى ولا استعادة احلام «الفدرلة» ولا التقسيم، يريدون ان يكونوا جميعا في ذمة الدولة ومؤسساتها، يريدون رئيسا مطابقا للمواصفات الوطنية الجامعة، لا ان يتخذوا من الذمية عنوانا لشحن المناصرين وكسب المحازبين، المهم ألا يسمح اللبنانيون بأن يجرهم احد الى المجهول، كما الحال في ساحات المنطقة التي غرقت بالدم والتهجير والتدمير.
ورد العماد ميشال عون عبر زواره بالقول: فليطمئن الرئيس نبيه بري الى انه بوجودنا لا حاجة للسلاح لمواجهة التقسيم، اما تجاوز ارادة المسيحيين بانتخاب من يمثلهم فهو ذمية بالمطلق.
وكان منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار د.فارس سعيد اشار الى معلومات لديه تفيد بأن حزب الله ابلغ وزير الخارجية جبران باسيل ان انتخاب عون للرئاسة بات مستحيلا في ضوء استمرار ترشيح النائب سليمان فرنجية، والبرهان دعم الرئيس بري له.
ونقلت صحيفة «الاخبار» القريبة من حزب الله عن الرئيس بري دعوته حزب الله الى انتخاب فرنجية الآن.
وانعكس هذا الامر سجالا بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير المال علي حسن خليل في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، وكذلك بين قناتي «او.تي.في» التابعة للتيار الوطني الحر و«ان.بي.ان» التابعة لحركة امل، ومرد التشنج دعوة عون انصاره «لتجهيز سواعدهم»، فضلا عن تشكيكه بشرعية مجلس النواب.
نائب بيروت د.عاطف مجدلاني ناشد امس الحكومة الروسية ممارسة الضغط على ايران لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وهو الموقع المسيحي الوحيد ليس في لبنان وحده بل في المشرق كله.
على ان مصادر نيابية اكدت لـ «الأنباء» امس انها لا تتوقع انعقاد الجلسة الانتخابية لرئاسة الجمهورية بعد غد 23 الجاري في غياب ما يوحي بعزم نواب حزب الله والتيار الوطني الحر والمردة الحضور، مما يتعذر معه قيام النصاب المطلوب.
رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع الداعم لترشيح العماد ميشال عون اسف امس لأن فريق 8 آذار وبالتحديد حزب الله لا يريد انتخابات رئاسية، وهذا امر غير مقبول، ولا اعرف حتى ان كان الحزب يريد الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية.
واضاف، في عشاء للقوات اللبنانية: اتمنى ان تكون انطباعاتي في غير محلها، لكن بعد مرور شهرين على اعلاننا تبني ترشيح الجنرال لم يحرك احد اصبعه الصغير لانتخابه، بينما كان يرفع اصبعه الكبير ليقول لنا انه يؤيد عون، لكننا سنستمر ولن نقدم وسيلة لنتوصل الى انتخابات رئاسية، مع العلم ان الواقع الحالي صعب.
وقال ان 14 آذار ليست بخير الآن لكنها ستبقى.
ديبلوماسيا، يبدو ان لبنان سيكون على جدول اعمال مجلس الامن الذي يجري مراجعات دورية حول اوضاعه، لاسيما من خلال التقارير حول تنفيذ القرار 1701، فضلا عن ان قوات الامم المتحدة موجودة لديه لحفظ الاستقرار.
واشارت مصادر الى ان البحث سيتركز على دور هذه القوات في حفظ الامن والسلم الدوليين، والرغبة الدولية في التمديد لها باستمرار الى حين وجود حلول نهائية، وسيشدد على اهمية تطبيق القرار 1701 والالتزام بوقف الاعمال العدوانية وضرورة استكمال تنفيذ القرار من اجل وقف النار تمهيدا لتطبيق كل مندرجاته.
واكدت المصادر ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سيبحث موضوع الاستحقاق الرئاسي، وسيدعو مجلس النواب الى عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد.
ولفتت الى ان البحث سيتركز ايضا على بناء قدرات الجيش اللبناني وضرورة دعمه لأنه يشكل الركن الاساسي للاستقرار وسيثني على التعاون الذي يبديه الجيش مع اليونيفيل لتأمين جو هادئ في الجنوب، ولعل الناحية الابرز في زيارته غير الناحية السياسية هي متابعة الوضع الامني، حيث يتركز البحث على كيفية تعزيز الامن بالاقتصاد اي التنمية، ودعم الدولة في مواجهة التحديات الملقاة على عاتقها، وسيتناول مع المسؤولين اللبنانيين انعكاسات الازمة السورية على الاوضاع اللبنانية، اي انه لن يتحدث بهذه الازمة كأزمة، انما في موضوع اللاجئين السوريين في لبنان.
على صعيد جمع النفايات التي هي الشغل الشاغل للبنانيين، فقد بوشر بنقلها الى مثواها الاخير بعد 8 اشهر من الانتشار العشوائي الوبائي المسرطن للنفوس قبل الاجسام.
بيد ان التخلص من النفايات كشف الوضع لاسياسي الرسمي اكثر، وقد اسست الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء لمعارك كبرى ستقع بين المكونات الحكومية على ما تقول قناة «ام.تي.في» القريبة من 14 آذار، وهي ترجمة طبيعية لما وصفه الرئيس تمام سلام بـ «الملف الحكومي الفلتان».
اول المكتسبين من رفع النفايات بان كي مون وفريديكا موغيريني اللذان سيزوران لبنان تباعا، وعلى النظيف، الاسبوع المقبل، بينما يتفنن بعض اللبنانيين في تعميق الشغور الرئاسي وتفتيت المؤسسات.
وتعمل عشرات الشاحنات وعلى مدار الساعة لنقل نحو 500 الف طن من النفايات المكدسة من مختلف مناطق بيروت وجبل لبنان الى مطمر الناعمة جنوب بيروت، حيث تجمهر عدد من ابناء المنطقة مستنكرين اعادة فتح هذا المطمر.