- حكومة سلام في حالة موت سريري لكن ممنوع على أحد المطالبة بسقوطها
بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب د.سليم سلهب، ان الجمود الحاصل في الحياة السياسية وفشل الحكومة في إدارة الزمات، ليس نتيجة ستاتيكو مفروض على البلاد وغير موجود أساسا، بقدر ما هو نتيجة الاهتراء الذي نهش وينهش جسم الدولة منذ العام 1990 حتى اليوم في ظل حماية المرتكبين من المساءلة والمحاسبة، معتبرا ان الحكومات المتعاقبة ما بعد الطائف وكل من شاركها في لعبة المحاصصة وتقاسم الجبنة، مسؤولون مسؤولية مباشرة عن هذا التدهور الذي لامس حد السقوط اقتصاديا وسياسيا وأمنيا.
ولفت سلهب في تصريح لـ «الأنباء» الى ان حكومة الرئيس سلام في حالة الموت السريري وتتحضر للفظ أنفاسها الأخيرة، إلا ان الأكثر غرابة وسخرية هو انها وبالرغم من عجزها عن الحراك، ليس مسموحا لأي كان المطالبة بوقف آلة الإنعاش عنها قبل انتخاب رئيس للجمهورية، علما ان الاستحقاق الرئاسي أصبح ملفا منسيا وليس هناك من كلام جدي لإنجازه في وقت قريب، معتبرا ان ما يبديه البعض من حماسة غير موضوعية لانتخاب الرئيس مجرد مواقف غير قابلة للصرف، لا بل مناورات سياسية على قاعدة «تعا ولا تجي».
وردا على سؤال، لفت سلهب الى ان مبادرتي الرئيس سعد الحريري ود.سمير جعجع، خفت نارهما ولم تعد قابلة لإنضاج الطبخة الرئاسية في وقت قريب، ما يعني من وجهة نظر سلهب ان مشهدية الـ 77 نائبا في الجلسة الـ 37 لانتخاب رئيس كانت مناورة بكل ما للكلمة من معنى، وأن مشهدية الجلسة المقبلة لن تكون أكثر إنتاجية من سابقتها، معتبرا بالتالي ان الانتخابات الرئاسية مازالت بعيدة عن متناول يد المجلس النيابي بانتظار ان تأتي للبعض الإشارات والإملاءات من الخارج لتوقيت العملية الانتخابية وإنهاء الفراغ الرئاسي.
وردا على سؤال، لم يتردد سلهب في القول: ان الرئيس نبيه بري لا يحبذ انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وهو ما حال حتى الساعة دون الوصول الى تفاهم منتج بين الرجلين، مؤكدا ان التيار الوطني الحر ومعه تكتل التغيير والإصلاح، سيبذل كل جهد لإقناع الجميع وفي مقدمتهم الرئيس بري بتوافقية العمال عون، إلا ان الجهود العونية لتسويق توافقية العماد عون لدى معارضي الأخير، قد تأخذ منحى اقل حماوة، وذلك لاعتبار سلهب ان مفاعيل مواقف المختارة مؤقتة وخياراتها تتبدل بين اسبوع وآخر.
وعما قصده العماد عون بدعوة تياره الى تجهيز سواعدهم، لفت سلهب الى ان بعض الوسائل الاعلامية أساءت كعادتها وعن سابق تصور وتصميم، تفسير هذا الكلام، مستعملة اياه للتقنيص على العماد عون من جهة، ولتوظيفه لصالح أسيادها من الفعاليات السياسية من جهة اخرى، مشيرا الى ان العماد عون قصد بكلامه، استنهاض القاعدة الشعبية وتعبئتها تمهيدا لخوض الانتخابات البلدية فيما لو حصلت.