- «عكاظ»: كلام المشنوق تحول إلى حالة «شنق» ذاتي
- مصادر «المستقبل» لـ «الأنباء»: توقع رد سعد في إفطار الخميس المقبل
بيروت ـ عمر حبنجر
بدأت التهدئة بين المستقبل والقوات اللبنانية تأخذ مجراها بإسهام مباشر من الرئيس سعد الحريري ود.سمير جعجع، في وقت يتقدم فيه السجال، والى درجة الاحتدام حول تصريحات وزير الداخلية نهاد المشنوق الاخيرة والتي رد فيها ترشيح الحريري للنائب سليمان فرنجية الى نصيحة ذات منشأ بريطاني، واعاد زيارة سعد الحريري الشهيرة الى دمشق الى نصيحة من الرياض.
جديد هذا السجال كلام للنائب المستقبلي عمار حوري الذي يقول غالبا ما يود الرئيس الحريري ان يقال، ورد من الوزير المشنوق عبر قناة «الجديد» سرعان ما نفاه الوزير المذكور، فضلا عن دخول صحيفة «عكاظ» السعودية على خط النقد اللاذع للمشنوق «الذي تحول كلامه الى حالة شنق ذاتية»، وطال النقد صمت الرئيس سعد الحريري على ما ادلى به وزير الداخلية المستقبلي.
وكان النائب عمار حوري عضو كتلة المستقبل اكد لاذاعة «صوت لبنان» ان كلام الوزير المشنوق «لا يعبر عن رأي تيار المستقبل، بل هو تحليل شخصي.
ورد المشنوق مغردا عبر تويتر قائلا: صحيح انني لا امثل المستقبل فيما قلته، لكن كلامي يمثل الضمير المستتر للمستقبل، وقد حان الوقت لقول الوقائع، كما هي دون مواربة.
وزاد الطين بلة ما نقلته قناة «الجديد» من كلام قالت ان المشنوق اسر به اليها، فيه يقول: انا لم اقل كل الكلام بعد، ومن حق الناس ان تعرف، وانا مليت وقرفت، لدي الكثير، واذا اضطرني الامر سأتحدث ولنبدأ مرحلة جديدة.
وقال: الرئيس سعد الحريري اتصل بي بعد الحلقة التلفزيونية وابدى عتبه على تناول موضوع المرشح سليمان فرنجية، معتبرا طرح هذا الملف بهذا الشكل خسارة، فرد المشنوق: لن نخسر شيئا في قضية خاسرة اساسا، اذ ان فرنجية لن يصبح رئيسا وعون ما حدا بدو اياه، فلماذا نتكاذب على بعضنا، بحسبما نقلت «الجديد» عن الوزير.
لكن المشنوق سارع الى نفي صحة الكلام الذي نقلته عنه قناة «الجديد».
وفي بيان لمكتبه الاعلامي، نفى المشنوق ان يكون ادلى بحديث لقناة «الجديد»، كما نفى المعلومات التي نسبتها اليه القناة.
وواضح أن سمة التسرع في الكلام والمواقف طغت في مرحلة ما بعد الانتخابات البلدية في طرابلس، خصوصا، يضاف الى ذلك اعتبار كلام المشنوق نعيا لخيار المرشح الرئاسي سليمان فرنجية واحياء لترشيح العماد ميشال عون، رغم ان القول المنسوب للمشنوق يرى ان «لا احد يريد عون».
لكن النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي يرى انه لن يكون رئيسا للجمهورية غير العماد عون، اما سليمان فرنجية فسيكون التالي بعده.
الفرزلي الذي يعد جزءا من 8 آذار قال ان القوى الخارجية التي سمحت بالتمديد لمجلس النواب كانت تراهن على ابعاد حزب الله عن عون، لكن فشلها في هذه المهمة طوال سنتين دفعها الى العودة لفرض الانتخابات البلدية بعدما بدأ الخطر يتهدد كيان الدولة، وهذا امر غير مرغوب.
ولاحظ الفرزلي ان العماد عون كان عريس العشاء الواسع الذي اقامه السفير السعودي علي عواض عسيري للقيادات اللبنانية، وان هذا العشاء وهذا الحضور لم يكن للا شيء.
وعن تصريحات الوزير المشنوق، قال الفرزلي: لم يتجاوز الواقع، ففي النهاية الارادة الخارجية تتحكم في أمورنا، وكل ما يقال عن السيادة والاستقلال معلقات اشبه بمعلقات عمرو بن كلثوم. لكن صحيفة «عكاظ» السعودية كان لها في كلام المشنوق رأي آخر، الى حد وصفه بوزير حزب الله في حكومة تمام سلام.
وقالت انه لم يكن في يوم من الايام حالة وفاقية، واعادت الى الذاكرة «ابعاد الرئيس رفيق الحريري له عن منصبه كمستشار اعلامي له خوفا عليه او ربما منعا لاحراجه امام النظام السوري، وهو النظام نفسه الذي عاد المشنوق لينسج معه افضل العلاقات، وقد رصدت سلسلة من الزيارات له الى دمشق بعيدا عن الاعلام». واعادت الصحيفة السعودية الى الذاكرة يوم فتح المشنوق ذراعيه لمسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا فور وصوله الى وزارة الداخلية، بل وصل الامر الى استضافته على طاولة اجتماع كبار ضباط الامن الداخلي في وقت كان يتوجه بأشد الانتقادات لحزب الله، كاشفا عن طموح سياسي كبير لرجل ما توقع احد ان يكون وزيرا للداخلية، وهو الاعلامي السابق الذي لا يجيد فنون الامن والعسكر.
وخلصت «عكاظ» الى القول: في اطلالته الاخيرة، تحول كلام المشنوق الى «حالة شنق ذاتية».
فالتصريح الذي استجلب نفيا من سفارتين كبيرتين جاء بمنزلة «دعسة ناقصة لسياسي يمتلك طموحا بمناصب اعلى»، لتنتهي الى طرح السؤال عن رأي الرئيس سعد الحريري بمواقف المشنوق الاخيرة، فسيد بيت الوسط ملتزم الصمت، البعض يفسر صمته قبولا، والبعض الآخر غضبا، لكن المؤكد ان في الحالتين ارتباكا كبيرا.
مصادر في «المستقبل» توقعت لـ «الأنباء» ان يكون هناك كلام للرئيس سعد الحريري في الافطارات الرمضانية التي قرر اقامتها، بدءا من الخميس المقبل، فالسبت الذي يليه وهلمجرا جرا، وكل ذلك تحت عنوان «لم الشمل»، فيما اطل السفير السعودي علي عواض عسيري في برنامج «الاسبوع في ساعة» على قناة «الجديد» وتحدث في جزء آخر من البرنامج النائب وليد جنبلاط.