- الحوت يسأل: لماذا الدعم الإيراني مباح والتركي والسعودي حرام؟!
-
«إم تي في» تسأل الحكومة: لماذا لم يستدعِ السفير الإيراني إلى «الخارجية» لاستيضاحه
بيروت ـ عمر حبنجر
فرضت الرهانات والمواقف والاعترافات التي اطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قبل أيام حول الوضع السوري والتمويل الإيراني كأولويات متقدمة على ما عداه، تراجعا حكيما في الأولويات الوطنية اللبنانية، وفي طليعتها أولوية انتخاب رئيس للجمهورية.
وقد رد الرئيس سعد الحريري على اعتراف نصر الله بأنه حزب إيراني بامتياز، حيث قال في مأدبة الإفطار الثانية، التي أقامها في طرابلس أمس الأول: «هذه مضبطة اتهامية بالدرجة الأولى، يعترف عبرها بانه ينفذ اوامر دولة خارجية»، داعيا الى حماية لبنان من ايران.
وفي الافطار الذي أقامه على شرف عائلات من الضنية والمنية وزغرتا، اشار الحريري الى ان القول إن مال حزب الله يأتي من ايران، هو اعتراف بأنه حزب تابع لإيران بالمطلق.
واضاف: واحد يتباهى بأنه قاعدة عسكرية متقدمة في إيران، وان كل امواله وصواريخه ومعاشات رجاله آتية من خزائن الحرس الثوري في ايران، ما يعني اعترافه بأنه حزب ايراني بامتياز، اي ان ايرن تمول حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن والمعارضة في البحرين، وقتلة الابرياء في سورية، وادوات الفوضى في القطيف، والمجموعات المذهبية في مصر والسودان والجزائر، ما يعني ببساطة ان ايران تمول الفتنة في العالم العربي.
اما الكلام عن السعودية، فسأل الحريري: ما الجديد فيه؟ تحامل وتجن على دولة عربية، فقط لأنها ترفض أن تصبح البحرين ايضا قاعدة إيرانية، كما رفضت ان يحول الحويثون اليمن إلى قاعدة ايرانية.
واشار الى ابتلاء العرب بالسياسات الإيرانية، حيث لا توجد ساحة تسللت اليها ايران، بالمال أو الإضراب أو رجال الدين أو الحرس الثوري الا ونالت نصيبها من الانشقاق والفتن المذهبية، مؤكدا على حماية عيشنا المشترك من هذه البلوى الايرانية، فلسنا في لبنان ولن نكون صدى لما يقرره قاسم سليمان ولدعوات التمرد التي يطلقها في المنطقة، ويكفينا ما يقع علينا من ويلات في سورية ويكفي الاخوة الشيعة خصوصا الاصرار على نقلهم من حرب إلى حرب.
الافطار الثالث للحريري في شمال لبنان كان امس الاحد في عكار حيث تابع حملته على مواقف حزب الله والتمويل الايراني للفتن في العالم العربي، في حين استقبل بحملة انتقادات من جانب العضو السابق في كتلة «المستقبل» النائب خالد الضاهر الذي دعا الحريري إلى الاستقالة من العمل السياسي «لأنك تركت ساحتنا لقمة سائغة لمن يعبث بها، ولم تتحمل المسؤولية كما يجب».
وقال الضاهر في المؤتمر الصحافي الذي عقده في منزله بطرابلس «ان اهل السنة هم العمود الفقري للبنان، ولا يذل اللبنانيون عندما يذل اهل السنة، والمسيحيون مصيرهم مرتبط بمصير السنة».
تجدر الإشارة الى غياب الضاهر عن الإفطار الكبير الذي أقامه الحريري في عقر داره عكار، محاطا بمن يعتبرهم الضاهر خصوما له. وعلمت «الأنباء» ان تيار المستقبل يعد لإفطار كبير يرعاه سعد الحريري في دارة العائلة في «مجدليون» شرق صيدا، دعيت إليه نحو ثلاثة آلاف شخص من فعاليات صيدا والجوار، هذا الاسبوع.
من جهته، نائب الجماعة الإسلامية في بيروت د.عماد الحوت سأل بدوره، هل الحصول على المال والدعم الإيراني مباح والدعم التركي والسعودي حرام؟ وهل دفاع الشعب السوري عن ارضه حرام، والإتيان بشيعة باكستان وأفغانستان للقتال في سورية حلال؟
وفي الأثناء، أثارت قناة «ام تي في» امس التساؤلات حول صمت الحكومة والوزراء، حيال اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تلقي حزبه كافة احتياجاته التمويلية من إيران، واعتبرت ان من غير الطبيعي الا يستدعي وزير الخارجية السفير الإيراني في بيروت، مهما كانت طبيعة العلاقة التي تجمعهما، وليس طبيعيا الا يتحرك القضاء والجمارك ووزارة المال للسؤال عن المال الذي تغرق ايران لبنان به عبر مطار حزب الله، داخل مطار بيروت، والمرفأ والمعابر البرية.
رئيس حزب القوات اللبناني د.سمير جعجع قال في العشاء السنوي لجمعية الأرز الطبية ان المقاوم لا يكون فقط في ايام الحرب ولا في السياسة، بل هو من يساعد الآخرين على العيش في هذا الوطن لأن الشرق الأوسط ككل يعتبر ارضا خصبة في الوقت الحاضر.
عمليا، اضاف خطاب نصر الله الاخير عبئا سياسيا جديدا الى الأعباء التي راكمها منذ اقتحامه ساحة الصراع السورية، وفي طليعتها تعليق انتخاب رئيس للجمهورية الى التجاذب السياسي حول قانون الانتخابات النيابية، الى شل حكومة المصلحة الوطنية التي فقدت حتى الأمس وزيرين من اعضائها بالاستقالة، وبات هناك من يطالب رئيسها تمام سلام بالاستقالة هو الآخر والانشغال منذ يوم بتركيب الحكومة المفترض تشكيلها، بعد الانتخابات النيابية المفترضة في مايو من العام المقبل، وصولا الى العقوبات المصرفية الاميركية على حزب الله، والتي اربكت الى حد ما الحركة المصرفية اللبنانية.
ويبدو ان مواقف الحريري من ابتلاء العرب بإيران اثارت استياء الوزير السابق وئام وهاب عضو فريق 8 آذار حيث اعلن عن تكليف فريق من المحامين للادعاء على سعد الحريري بجرم «الإساءة الى دولة صديقة وشقيقة هي ايران» وانه سيتقدم بدعواه هذه امام النائب العام التمييزي الأسبوع المقبل، دون الإشارة الى صفته المفترضة كمتضرر من حملة الحريري على ايران.