- جعجع يرفض المؤتمر التأسيسي ويقترح تقليص الحوار
بيروت ـ عمر حبنجر
التصعيد السياسي المتدرج من جانب التيار الوطني الحر مستمر رغم اتجاه الأوضاع السورية نحو التهدئة والصحو، ممتطيا صهوة الميثاقية والتعيينات العسكرية وغيرها من الشعارات المبررة لاستمرار التعطيل في الحوار والمجلس النيابي وأخيرا الحكومة، فقضية النزوح السوري الذي كان محل مؤتمر نظمته «الرابطة المارونية» في لبنان أمس.
وشاركت في الجلسة الاخيرة للمؤتمر منسقة الامم المتحدة في لبنان سيفريد كاخ التي اكدت على عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم بشكل آمن، وقالت: نحن بحاجة الى مسؤولية مشتركة لذلك، واشارت الى ان احدى عشرة دولة تستضيف 50% من اللاجئين في العالم ولبنان هو الاكثر تأثرا.
وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس المعني بشؤون اللاجئين السوريين وفق التوصيف الرسمي، اعتبر اللجوء السوري بمنزلة كارثة مفاجئة وقعت على لبنان ودول الجوار ويجب التعاطي معها على غرار التعاطي مع الكوارث، مؤكدا ان التوطين في لبنان ليس موضع تجاذب، والمطلوب لبنانيا الحزم في وجه الميوعة في البحث عن حل سياسي للازمة السورية، لافتا الى ان نسبة اللجوء السوري في لبنان هي الاعلى في العالم وفي التاريخ.
لكن وزير الخارجية جبران باسيل الذي تحدث في المؤتمر حمل الحكومة مسؤولية التدفق الكبير للاجئين السوريين، وقال ان الحل الوحيد لأزمة النزوح هو عودة النازحين الى بلدهم، وأضاف أن «الشعب السوري ينزح والشعب اللبناني ينزف».
وقال باسيل: لا مشاريع توطين في لبنان ولا امل في تشريع اقامتهم في لبنان، ولكن اين الاجراءات الفعلية؟ الحكومة لم تتجرأ على اتخاذ قرار واحد.
وعن الوحدة الوطنية، قال باسيل: زواجنا اللبناني ماروني، ولكن حتى الموارنة أفتوا بالطلاق في حال بطلان اسباب الزواج.
رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع دعا من جهته الى اطلاق الحوار الوطني على اسس جديدة، منها تقليص عدد المتحاورين وحصر بنود البحث ووضع روزنامة بحدود زمنية ملزمة.
يذكر ان القوات اللبنانية لا تشارك في الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري والذي تم تعليقه مؤخرا لانتفاء النتائج.
وأعلن د.جعجع عبر قناة «ام.تي.في» ان الموضوع الرئيسي المطروح على الحوار هو موضوع رئاسة الجمهوية، وثمة من يقول لا حل لرئاسة الجمهورية الا بـ «السلة المتكاملة»، واذا رئيس الجمهورية وحده لم نتوافق عليه فكيف نستطيع التوافق على قانون الانتخاب ورئيس الحكومة؟
وقال: كي يكون هناك حوار جدي لا يجوز ان يضم اكثر من خمس او ست شخصيات، وجدول اعمال محكوما بوقت محدد، ما يعني الاستغناء عن بعض الوجوه.
وعن المؤتمر التأسيسي الذي دعا اليه النائب طلال ارسلان، قال د.جعجع: هكذا مؤتمر يتطلب الاجماع، والاجماع غير ممكن، قد يكون النظام فاشلا لكننا لا نريد الذهاب الى الأسوأ، ولا امكانية للوصول الى مؤتمر تأسيسي.
ورحب د.جعجع بطلب الوزير نهاد المشنوق حل الحزب العربي الديموقراطي وحركة التوحيد/ جناح هشام ناجي.
من جانبه، قال وزير العدل المستقيل اشرف ريفي: ان ايران تعطل انتخاب رئيس الجمهورية، ورفض السماح بأي مؤتمر تأسيسي في لبنان. واضاف: لبنان وطن نحن شركاء فيه، سنكون فيه الند للند، احترامي لاحترامك، واحترامك لاحترامي، ما لك لي وما لي لك، وكفاك غرقا في الوحل السوري، انت بحاجة لحمايتنا ولسنا نحن بحاجة لحمايتك، لا تستطيع ان تكون اداة لمشروع صفوي، مشروع فارسي، وتحولنا الى ولاية فارسية، نحن عرب شئت ام ابيت، ونحن لبنانيون، شئت ام ابيت، من يدعون الميثاقية عليهم التفضل بالذهاب الى مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية ومن بعده الحكومة.
لكن وزير الصناعة عن حزب الله حسين الحاج حسن اصر على ان تعطيل انتخاب الرئيس هو مسؤولية احدى الدول الاقليمية «بفرضها» الوصاية على بعض القوى السياسية اللبنانية ومنع هذه القوى من انتخاب العماد ميشال عون.
وفي رد غير مباشر على هذا، قال المحامي ساسين ساسين، مسؤول الاعلام في حزب الكتائب: ليس من فيتو على احد، واذا كان عون يعتبر نفسه مدعوما من القوى الاساسية في الداخل والخارج فلماذا لا ينزل الى مجلس النواب ليكمل النصاب الانتخابي ويفوز بالرئاسة؟
ساسين قال لقناة «الجديد»: على العماد عون ان يقلع عن رهاناته الفئوية، فالرئيس يكون لكل اللبنانيين والا لن يكون رئيسا.