- سفيرة الاتحاد الأوروبي: المساعدات مستمرة بمعزل عن الانتخابات
بيروت ـ عمر حبنجر
سلسلة تطمينات انتخابية رسمية، هدّأت من مخاوف اللبنانيين على قريبهم العاجل... الرئيس ميشال عون أكد ان الانتخابات ستجري مهما حصل والوزير نهاد المشنوق شدد على حصولها قبل رأس السنة، ووزير الخارجية جبران باسيل أكد حصولها قبل 20 يونيو.
في المقابل ثمة مؤشرات غير مشجعة تنذر بالفراغ او العودة الى قانون الستين وربما الى التمديد، بعد ضياع المهل الدستورية، وتقلص المساحة الفاصلة عن انتهاء ولاية المجلس الحالي في 20 يونيو.
وقد شخصت أنظار اللبنانيين امس الى الحدث الكبير المتمثل في زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى المملكة العربية السعودية، والتي لخصها النائب اللبناني باسم الشاب معلقا على وصول الرئيس الأميركي الى ارض السعودية بالقول: هي ليست حدثا تاريخيا وحسب، إنما التاريخ يحدث الآن لحظة بلحظة.
ويقول تيار المستقبل ان الوفد اللبناني برئاسة الرئيس سعد الحريري سيشارك فقط في القمة العربية ـ الاسلامية مع ترامب غدا، ولن يشارك في القمة الأميركية ـ السعودية او الاميركية ـ الخليجية.
وكانت المملكة العربية السعودية استبقت القمة بإدراج اسم المرجع الثاني في حزب الله السيد هاشم صفي الدين (ابن خالة السيد نصرالله) على لائحة الإرهاب.
وبالتزامن يواصل الوفد النيابي اللبناني الذي يضم النائبين ياسين جابر ومحمد قباني والمستشار الاعلامي للرئيس نبيه بري، علي حمدان، محاولات إقناع المسؤولين الاميركيين في وزارة الخزانة والكونغرس للتخفيف من آثار العقوبات الاميركية الجديدة، على الاستقرار في لبنان لتطول شخصيات سياسية ودستورية حليفة لحزب الله، الا ان الوفد اضطر الى تأجيل اجتماعين كانا مقررين مع فريق عضو الكونغرس ماركو روبيع، احد مقدمي مسودتي العقوبات الاميركية.
والثاني مع احد مسؤولي الخزنة، الى الاسبوع المقبل، بانتظار ما سيصدر عن القمة العربية ـ الاميركية.
هذه التطورات لم تشغل اللبنانيين عن الجرح الانتخابي المفتوح، وسط رياح سياسية متقلبة، بين التفاؤل والتشاؤم.
وتقول مصادر حركة امل لصحيفة «الأخبار» انه في حال وافق التيار الوطني الحر على النسبية في 13 دائرة انتخابية مع الصوت التفضيلي في القضاء فإن هذا الأمر يشكل تطورا ايجابيا.
لكن المصادر لاحظت ان احدا لم يطرح معها هذه الصيغة بصورة ايجابية.
وكان الرئيس ميشال عون دعا اللبنانيين الى عدم القلق، لأن الانتخابات النيابية حاصلة، وهناك متسع من الوقت للتوصل الى اتفاق.
أما وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل فيرى ان الواقع السياسي سيتغير بعد 20 يونيو وكل من يعتقد ان اساليبه ستجر البلد نحو قانون الستين الانتخابي، اقول له لن يكون بعد العشرين من يونيو، ولا قانون جديد غير الستين، ولن يستطيع احد التعامل معنا بالتهديد، هم يضيعون الوقت والفرصة باعتقادهم اننا سنقبل او سنتنازل. وأضاف: لا فراغ، لا تمديد، لا ستين، وستكون هناك معطيات متغيرة.
من جهته، النائب جورج عدوان نائب رئيس حزب القوات اللبنانية قال في لقاء مع رؤساء بلديات الشوف في دير القمر: ان مصالحة الجبل (بين الدروز والموارنة) خط احمر، لن نقبل المساس بها تحت اي شعار، وان السياسة والانتخابات ليستا اهم منها.
ويوحي هذا القول بأن ثمة مشاريع انتخابية مطروحة تهدد هذه المصالحة.
وأضاف عدوان يقول: لن نتخلى عن مصالحة الجبل، ولن نسمح لأي طرف بأن يعرضها للانتكاسة، لافتا الى اننا نرى ما يحصل في المنطقة، ويجب ان نقدم نموذجا للعيش المشترك. وقال: علاقتنا جيدة مع النائب وليد جنبلاط وسنكمل مع ابنه تيمور، مؤكدا ان خيارنا الأول والأخير هو قيام الدولة القادرة والقوية.
وكان عدوان سعى لتقريب وجهات النظر حيال قانون الانتخابات بين مختلف القوى، لكن التيار الوطني الحر لم يرتح لطروحاته، وقد ابلغ رئيس حزب القوات اللبنانية برغبته بأن يكون وزير الإعلام ملحم رياشي احد عرابي تفاهم «معراب» بين التيار والقوات هو ضابط الاتصال بينهما.
من جهتها، سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن أبدت تفاؤلها بإمكان التوصل الى قانون انتخابي جديد، وقالت: عندما يمكن تفهم الحاجة الى تمديد تقني، علما انني ارى وفق الدستور اذا لم يتم الاتفاق على قانون يجب اجراء الانتخابات في خلال ثلاثة اشهر على انتهاء عمل المجلس النيابي، وفق القانون الحالي.
وأضافت: لست قلقة لأن احدا لا يريد الفراغ النيابي، لأنه ليس في مصلحة البلد، نافية بالمطلق الحديث عن تلويح الاتحاد الأوروبي بنقص المساعدات الإنسانية ما لم تجر الانتخابات قائلا: لا متاجرة بهذا الامر، فالمساعدات تستند الى حاجات الناس وليس على اعتبارات سياسية في الدول التي نعمل فيها.