- التراجع عن الاستقالة مرتبط بالنأي بالنفس عن نزاعات المنطقة
- الراعي إلى الرياض اليوم يرافقه فارس سعيد
بيروت ـ عمر حبنجر ووكالات
قال رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري من منزله في الرياض إن ما يجري إقليميا خطر على لبنان واستقالته من أجل مصلحته، مؤكدا أنه سيعود الى لبنان خلال ايام وانه يدرس الإجراءات الأمنية للعودة ويعيد بناء شبكة الأمان من حوله للتأكد من أنه «غير مخترق».
وأضاف الحريري: أنا كتبت بيان استقالتي بيدي وأنا حر في السعودية وأردت أن أحدث بها صدمة إيجابية، مشددا على انه سيذهب الى لبنان ويستقيل متبعا الوسائل الدستورية.
وأكد سعد الحريري خلال مقابلة تلفزيونية أن «الملك سلمان يعتبرني مثل ابنه.. وولي العهد الأمير محمد بن سلمان يكن لي كل الاحترام»، وتابع: «استقرار لبنان من النواحي كافة أساسي للملك سلمان وولي عهده».
وشدد الحريري على انه يقول الحقيقة قائلا: أنا واجبي أن أقول الحقيقة وأريد للتسوية أن تنجح في إطار مصلحة لبنان، مضيفا: «كنت حريصا جدا على مصلحة اللبنانيين وما فعلته كان على حساب مصلحتي الشخصية».
وقال انه اكتشف معطيات جعلته يتخذ قرار الاستقالة لإنقاذ البلاد، وشدد على انه لا مصلحة لنا كلبنانيين في إضافة عقوبات دولية علينا.
وأضاف حابسا دموعه: هل يعقل ان نرى في العالم غير اللبنانيين يقلقون اكثر من اللبنانيين انفسهم على لبنان؟!وأشار إلى أن ما يجري إقليميا خطر على لبنان، قائلا: «أنا مع التسوية ولست متوجها ضد أي فريق لاسيما حزب الله ولكن لا يحق له أن يعمل على خراب البلد ولكن هل من المنطق أن نتحمل كلبنانيين ممارسات حزب الله في المنطقة؟!».
وتابع الحريري كنت في صمت حتى يستوعب الناس ويفكروا مليا في الاستقالة وتداعياتها، مشددا على ان التراجع عن الاستقالة مرتبط بالنأي بالنفس عن نزاعات المنطقة.
وشدد الحريري على ان استهداف الرياض بصاروخ ووجود حزب الله في اليمن ليس أمرا طبيعيا.
وأوضح أن السعودية أكثر دولة ساعدت لبنان خلال حرب 2006، مشددا على ضرورة أن تكف إيران عن التدخل بشؤون الدول العربية.
إلى ذلك، ركض الآلاف في ماراثون بيروت امس تحت الشعار الذي اطلقه الرئيس ميشال عون «عودة الرئيس سعد الحريري» وسط تساؤلات: الى اين يمكن ان يؤدي الركض الرسمي تحت هذا العنوان مع التجاهل التام للأسباب والدوافع التي اوردها الحريري في بيان استقالته؟الرئيس عون بدأت لهجته بالتصاعد حول مأزق استقالة الرئيس سعد الحريري، وتقول القناة البرتقالية ان الرئيس امهل المعنيين اسبوعا آخر بدءا من امس لمعالجة المشكلة سياسيا وديبلوماسيا، قبل اللجوء الى المجتمع الدولي ومؤسساته القانونية.
واستبق الرئيس عون الاطلالة التلفزيونية للرئيس الحريري عبر تلفزيون المستقبل مع الاعلامية بولا يعقوبيان ببيان للمكتب الاعلامي الرئاسي وفيه ان ما يصدر عن الحريري في وضعيته الراهنة يمكن ألا يعكس الحقيقة، وبالتالي لا يمكن الاعتداد به.وتوقفت القناة امام استمرار الاستقرار في لبنان رغم غياب الحريري «حيث لم تحصل مواجهة بين اللبنانيين، كما لم يراجع لبنان الرسمي سياسته الخارجية او الدولية، ولا علاقاته الاقليمية، وها هي واشنطن ترفض تهديد استقلال لبنان، وماكرون يتصل بعون للغاية عينها، والمجتمع الدولي يخرج من سباته».
وعما اذا كانت عودة الحريري الى بيروت في دائرة الاحتمالات، قال القائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت وليد البخاري ان عودة الحريري هي شأنه.
وكان وزير شؤون الخليج في الحكومة السعودية الممسك بملف لبنان ثامر السبهان غرد مجددا عبر تويتر امس قائلا: المزايدات في موضوع الحريري مضحكة جدا، كل هذا الحب والعشق، قتلتم اباه، وقتلتم امل اللبنانيين في حياة سلمية معتدلة، وتحاولون قتله نفسيا وجسديا، والغريب حقيقة هو من يغرد معهم، وسنكشف قريبا الشخص الذي باع اللبنانيين ويحرض علينا الآن.
الموقف الفرنسي كان اكثر وضوحا، فقد اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية انها تريد ان يكون سعد الحريري (يحمل الجنسية الفرنسية ايضا) قادرا بشكل كامل على القيام بدوره الحيوي في لبنان.
وفي هذا الاطار، وصل الى بيروت امس مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للشؤون الخارجية لاجراء محادثات تسبق استقبال ماكرون لوزير الخارجية جبران باسيل في باريس غدا.
وفي الوقت ذاته، يوفد ماكرون وزير خارجيته جان ايف لودريان الى الرياض حاملا بادرة من ثلاث نقاط: عودة الحريري الى بيروت، وتقديم استقالته شخصيا الى الرئيس ميشال عون الذي سيعيد تكليفه برئاسة الحكومة من دون ان يشكلها فعليا، انما يستمر في تصريف الاعمال حتى موعد الانتخابات النيابية في مايو المقبل.
وفي هذه الاثناء، يغادر البطريرك الماروني بشارة الراعي الى الرياض عصر اليوم يرافقه منسق 14 آذار د.فارس سعيد بناء على دعوة رسمية لاجراء محادثات مع المراجع السعودية وربما مع الرئيس سعد الحريري.
كتلة «المستقبل» تجدد وقوفها مع الحريري وتنتظر عودته لقيادة المرحلة
بيروت ـ وكالات: أدانت كتلة المستقبل، التي يتزعمها رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، الحملات التي تستهدف المملكة العربية السعودية، ونددت أيضا بالتدخل الإيراني في شؤون البلدان العربية.
وقالت كتلة المستقبل في بيان اول من امس انها «تجدد وقوفها وراء قيادة الحريري، وتنتظر بفارغ الصبر عودته إلى لبنان لتحمل مسؤولياته الوطنية في قيادة المرحلة وحماية الوطن من المخاطر الداهمة».
كما أكدت الكتلة من جديد، رفضها القاطع للتدخل الإيراني في شؤون البلدان العربية الشقيقة، معتبرة أنه عامل من عوامل تأجيج الفتن والصراعات والحروب في منطقتنا.
ودانت الاعتداءات التي تستهدف المملكة من قبل أدوار إيران في اليمن وغيرها، داعية إلى كبح هذه
الاعتداءات والتدخلات، والمطالبة بموقف عربي جامع من السياسات الإيرانية يحمل طهران تبعات ومخاطر ما تقوم به.
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع غرد على حسابه على موقع «تويتر» قائلا: «إلى كل الذين يذرفون الدموع على غياب الرئيس سعد الحريري من فريق 8 آذار،
لو كنتم فعلا تريدون عودته إلى لبنان لتطلب الأمر قرارا واحدا لا غير،
وهو الانسحاب من أزمات المنطقة. والسلام!».