- باسيل يتجاهل حديث الأوروبيين عن «النأي بالنفس» ويتجه إلى موسكو
- إعلام حزب الله يتهم البطريرك بخرق تفاهمه مع الرئيس
بيروت ـ عمر حبنجر
استبق الرئيس ميشال عون المساعي الناشطة دوليا واقليميا لحل ازمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري بموقف من المملكة العربية السعودية أعاد الوضع المتأزم الى نقطة الصفر.
فخلال استقباله اعضاء المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع ثم نقابة محرري الصحافة، قال عون علنا ما سبق ان درج على قوله امام زواره ومضمونه ان رئيس الحكومة ليس حرا بالعودة، معتبرا في الامر مخالفة لاتفاقية فيينا لحقوق الانسان.
وقال عون: لا شيء يبرر عدم عودة الحريري بعد 12 يوما من اعلانه الاستقالة التي لا يمكن البت بها او الرجوع عنها قبل عودته والبحث بأسبابها وبسبل معالجتها، ولا يمكننا الانتظار اكثر. ودعا رئيس الجمهورية اللبنانيين الى عدم الخوف لا اقتصاديا ولا امنيا ولا ماليا، فالبلد آمن والاسواق تعمل كما يجب والوحدة الوطنية صمام الامان.
وقد انتشر كلام الرئيس عون على وسائل الاعلام من خلال تغريدة على حسابه في تويتر بسرعة النار في الهشيم، ولم يتأخر الحريري في الرد على عون حيث غرد قائلا: «بدي كرر وأؤكد أنا بألف ألف خير وأنا راجع إن شاء الله على لبنان الحبيب مثل ما وعدتكم وحاتشوفوا».
ومن جانبه، قال النائب عقاب صقر، عضو كتلة المستقبل تعليقا على تصريحات الرئيس عون، إن الرئيس الحريري تواصل معه وأبلغه شكره لعاطفة الرئيس ميشال عون، كما كلفه التأكيد بأنه ليس محتجزا، لا هو ولا عائلته، مقدرا مواقف رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وكل القيادات اللبنانية القلقة عليه.
وشدد النائب صقر على أن الحريري سيعود قريبا وقريبا جدا، لكنه لم يحدد الموعد لأسباب أمنية؟
من جهته، الرئيس نبيه بري أبلغ النواب في لقائه الأسبوعي معهم توافقه مع الرئيس عون بأنه لا يمكن القيام بأي عمل، قبل عودة الحريري، داعيا الرئيس عون إلى الاستمرار في اتصالاته، معتبرا أن عودة الحريري عن الاستقالة موقف عادل، مطمئنا الى انه رغم الأزمة مازال هناك أمان سياسي وأمني واقتصادي.
بدوره، رد مدير الاخبار في تلفزيون «المستقبل» نديم قطيش وعبر قناة «ال.بي.سي.آي» بحدة، حيث قال: معيب صدور مثل هذا الكلام عن رئاسة الجمهورية، والعبرة بالنتائج.
وتوقع قطيش ان تكون للموقف الرئاسي ارتدادات كبرى على لبنان الذي يجب اخراج مصالحه من لعبة التجاذب بين بعبدا وبكركي، وتمنى على الرئاسة إبعاد مشكلتها مع البطريرك الراعي عن المصالح الوطنية.
وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي عاد من الرياض بموقف متمايز عن عون، بوعد رجوع قريب للرئيس سعد الحريري الذي نجح في اقناع رأس الكنيسة المارونية في موجبات استقالته، ما اعتبرته الاوساط الاعلامية القريبة من حزب الله خرقا من الراعي لتفاهمه مع رئيس الجمهورية!
على ان زيارة الراعي للعاصمة السعودية بالاضافة الى المعلن من نتائجها، وهو تجديد الثقة بالعلاقة الاخوية والتاريخية بين المملكة ولبنان، هناك ابعادها الحوارية بين الحضارتين الاسلامية والمسيحية، فضلا عن التطمين الى عودة الحريري خلال اليومين المقبلين.
وفي المقابل، تابع وزير الخارجية جبران باسيل جولته الاوروبية في الاتجاه المعاكس، مختصرا المشكلة بمطلب عودة الحريري مع التلويح بنقل المسألة الى مجلس الامن الدولي، ما يهدد بتفاقم الازمة، خصوصا بعد سلسلة التحذيرات التي صدرت عن زوار دار الفتوى في بيروت وعن مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان من مغبة تدويل الازمة اللبنانية الراهنة.
وقد لاحظت المصادر المتابعة ان الوزير باسيل لم يتطرق الى مسألة النأي بلبنان عن صراعات المنطقة، التي اعادها على مسامعه كل القادة الاوروبيين الذين التقاهم، مع التذكير باعترافه بأن «اخطاء وقعت» في المرحلة الماضية بعد زيارته دار الفتوى على رأس وفد من التيار الوطني الحر.
لكن المراجع الاوروبية كما الاطراف اللبنانية المتحركة ضمن اجواء 14 آذار رفضت مسبقا نقل المشكلة اللبنانية الراهنة الى المنصات الدولية، وهذا ما حذر منه ايضا الوزير مروان حمادة باسم اللقاء النيابي الديموقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي.
من هنا فإن عودة الحريري باتت مرتبطة الى حد ما بما سيخرج من اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الاحد المقبل، علما ان الدعوات التي وجهتها قيادة الجيش لحضور العرض العسكري بمناسبة عيد الاستقلال يوم 22 الجاري لحظت حضور رئيس مجلس الوزراء الى جانب رئيسي الجمهورية ومجلس النواب على المنصة الرئيسية للعرض العسكري في وسط بيروت، وتاليا في حفل الاستقبال الذي يليه في القصر الجمهوري.
ووسط هذه المعمعة، سلم سفير لبنان المعين في سورية سعد زخيا اوراق اعتماده الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم بخلاف ما كان التفاهم بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية على التريث بعض الوقت.