بيروت ـ عمر حبنجر
قبيل بلوغ مجلس النواب والحكومة عتبة نهاية الولاية منتصف ليل 21 الجاري، هدأت الجبهات السياسية بين الحلفاء والمتنافسين تمهيدا للدخول في محور تشكيل الحكومة الجديدة المحسومة رئاستها للرئيس سعد الحريري من بوابة الخبز والملح، الذي جمع الرئيس ميشال عون بالرئيس نبيه بري في بعبدا، ثم الرئيس سعد الحريري ود.سمير جعجع في بيت الوسط اول من امس.
انطباعات مصادر «الأنباء» حول توقيت اللقاءين اللذين كانا في عداد المستحيلات ان دورا لعبه حزب الله في التقريب بين الحليفين اللدودين امل والتيار الوطني الحر، فيما بدا ان وجود نادر الحريري الى جانب الرئيس سعد الحريري كان العائق في اعادة المياه الى مجاريها بين الحليفين القديمين، سعد الحريري ود.سمير جعجع.
ويفترض ان يكون اللقاءان قد حلحلا العقد السياسية حول تشكيل الحكومة المتمحورة حول طبيعة هذه الحكومة، توافقية، او سلطة ومعارضة، كما حول الحقائب الوزارية التي فتحت شهية اصحاب الكتل النيابية الرئاسية.
وبالنسبة للحكومة، اعتبارا من الساعة صفر من فجر 22 الجاري تصبح بحكم المستقيلة، ودون حاجة الى تقديم استقالة، وفورا يصدر عن رئاسة الجمهورية بيان يدعوها الى تصريف الاعمال ثم الدعوة الى استشارات نيابية لتسمية رئيس الحكومة العتيدة، وهذا مرجح السبت 23 الجاري بسبب مصادفة 25 منه ـ اي الاثنين ـ العيد الوطني والتحرير.
ويبدو ان ثمة مساعي متعددة الاطراف تهدف الى تشكيل حكومة اكثر تجانسا وتمثيلا، ومن هنا كانت زيارة الرئيس نبيه بري للرئيس ميشال عون في بعبدا والتي تناولت انتخابات رئاسة مجلس النواب الى جانب المسألة الحكومية، وفي اليوم نفسه زيارة رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع الى رئيس الحكومة سعد الحريري مساء اول من امس، ما اعتبر بمنزلة تسمية للحريري من جانب القوات بمعزل عن الشروط التي سبق ان تحدث عنها القواتيون والتي ربما اخذت طريقها الى التنفيذ مسبقا.
اما البارز في هذه الزيارة انها تمت بحضور الوزيرين ملحم رياشي وغطاس خوري والوزير السابق باسم السبع، وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق في بيت الوسط، الا انه غادر ولم يشارك في الاجتماع الذي امتد مع مائدة العشاء حتى ساعة متقدمة من فجر أمس، وعنه كان نادر الحريري مدير مكتب رئيس الحكومة أبرز الغائبين.
وبعد اللقاء خرج جعجع ليضع هذا الاجتماع في إطار التنسيق الثنائي بين الطرفين، مشيرا إلى أننا «في مرحلة جديدة كليا إذ ما يجمع القوات اللبنانية وتيار المستقبل أكبر بكثير مما يفرقهما».
وتحدث مطولا عن الحكومة وانتخاب رئيس مجلس النواب وقال «النقط الرئيسية التي توقفنا عندها «ضرورة دعم العهد والالتفاف حول مؤسساتنا الدستورية المتمثلة برئاسة الجمهورية، مجلس النواب ومجلس الوزراء»، مشيرا إلى ان اللقاء تخلله نقاش مستفيض عن الحكومة العتيدة لم يتناول موضوع توزيع الحقائب، حيث كان الرئيس الحريري مستمعا معظم الوقت.
وتابع جعجع «نحن متمسكون بهذا الطرح باعتبار ألا انطلاقة جديدة بلباس عتيق وخصوصا اننا نتشارك مع الرئيس الحريري النظرة إلا أننا لا نملك رفاهية الوقت في لبنان من الناحية الاقتصادية فالجميع يرى الوضعين المالي للدولة والاقتصادي وانعكاسهما على حياة المواطن اليومية وهذا الوضع لا يحتمل أنصاف الحلول وإنما نحن بحاجة لحل كامل، الكامن في هذه الانطلاقة الجديدة بالوجوه الجديدة والنهج الجديد».
وعلق جعجع على ميل الرئيس الحريري إلى الاستماع خلال اللقاء، قائلا «كان مستمعا إيجابيا واللقاء كان عبارة عن صديقين يلتقيان ليصلا إلى تصور مشترك عن شكل الحكومة العتيدة من أجل التمكن من تحسين أوضاع البلاد والجميع يسألون عن الحصص فيما بالنسبة لنا هذا الأمر ليس مهما ونحن مستعدون للبقاء خارج الحكومة وتأييدها من الخارج إن تطلب الأمر ذلك».
وعما إذا كانت «القوات اللبنانية» تطالب بحقائب معينة في الحكومة العتيدة، أكد جعجع أنه «لا مطالب لدينا بأي حقيبة محددة وجل ما نطلب به هو حكومة جديدة مع الحفاظ على قاعدة أن يكون تمثيل الجميع على قدر تمثيلهم النيابي والشعبي إلا أن المهم بالنسبة لنا هو أن تكون جديدة باعتبار أن الوضع في البلاد لم يعد يحتمل أي تسويف أو تأجيل وأي حكومة مماثلة لسابقاتها ستبقينا في الوضع الراهن وهذا هو سبب مطالبتنا بحكومة جديدة باعتبار أنها كل لا يتجزأ».