- باسيل ينفي أن يكون مرشحاً لرئاسة الجمهورية ويحث الحريري على تقديم تشكيلة إلى «النواب» لاختبار الثقة!
بيروت ـ عمر حبنجر ـ داود رمال
الرهان على الاطلالة التلفزيونية لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اول من امس كبداية على الوفاق الحكومي الواسع، لم يكن بمستوى التوقعات، ولهذا علق المراهنون آمالهم على لقاء الرئيس ميشال عون مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على هامش المؤتمر الفرانكوفوني في ارمينيا استنادا الى الحاح الرئيس الفرنسي، عرّاب مؤتمر «سيدر» لدعم لبنان، على ضرورة التسريع في تشكيل الحكومة الحريرية، طنا بالقروض المالية الميسرة التي قررها المؤتمر للبنان وضمن مدى زمني محدد.
وبعد اللقاء الذي مهد له الرئيسان بالعناق وتلته خلوة لثلث ساعة بين الرئيسين، انضم اليهما بعدها وزير الخارجية جبران باسيل ومستشار الرئيس ماكرون، فيليب ابتيار، وقال الرئيس عون عندما سئل عن موضوع الحكومة: لست هنا لتشكيل الحكومة، وهذا شأن داخلي صرف، ثم اشار الى ان الرئيس الفرنسي يرغب في ان تكون هناك حكومة في لبنان.
وعن علاقته بالرئيس الفرنسي، قال عون: نحن متفاهمان على كل الامور ونتساعد ونتعامل مع بعض كأصدقاء.
وردا على سؤال حول ما اذا كان سيلتقي الرئيس سعد الحريري فور عودته الى بيروت، اجاب: اذا اراد الرئيس الحريري مقابلتي بعد عودتي فأهلا وسهلا.
وعما اذا كان متخوفا على مقررات مؤتمر «سيدر»، قال: ستسمعون الرئيس الفرنسي الذي كان يرغب في تشكيل الحكومة فور الانتهاء من الانتخابات النيابية.
مصادر الوفد اللبناني نقلت عنها اذاعة «صوت المدى» الناطقة بلسان التيار الوطني الحر القول ان الرئيسين عون وماكرون اجريا جولة افق تناولت الاوضاع في لبنان والمنطقة، كما تطرقا الى موضوع التهديدات الاسرائىلية، وكان الرأي متفقا على ضرورة ابقاء الوضع مستقرا في الجنوب، وشمل البحث ايضا موضوع النازحين السوريين وضرورة عودتهم الى الاماكن الآمنة والمستقرة في سورية، حيث يتعين على الامم المتحدة مساعدتهم على العودة الى ارضهم.
وعن الشأن الحكومي، قالت مصادر الوفد الرئاسي ان الرئيس ماكرون اعتبر انه لابد من تشكيل الحكومة، في حين اعلنت الامينة العامة للمنظمة الفرانكوفونية ان المكتب الاقليمي في الشرق الاوسط سيبدأ عمله في لبنان العام 2020.
وامس، اختتم المؤتمر اعماله، وعاد الرئيس عون والوفد المرافق الى بيروت وذلك بعدما التقى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الذي اشاد بدور عون في دعم القضايا العربية.
وبالعودة الى الاطلالة التلفزيونية للوزير باسيل عبر قناة «ام.تي.في»، فالانطباع الغالب انها بددت التفاؤل الذي ساد الاسبوع الماضي، حيث اضاف الى العقد التوزيرية المعروفة عقدة وزارة الاشغال العامة والنقل التي طالب بها لتياره، فيما يتمسك بها رئيس المردة سليمان فرنجية لوزيره في الحكومة العتيدة، مستندا الى وعد من الرئيس المكلف.
الى ذلك، برزت المطالبة المستجدة بوزير اللقاء التشاوري المستحدث والذي يضم ستة من النواب السُنة في فريق 8 آذار مجددا، الامر الذي لن يتقبله الحريري بسهولة، خصوصا بعد التسليم لرئيس الجمهورية بوزير سني ضمن الحصة الرئاسية.
ويتقدم الوزير باسيل المطالبين بأن تمثل حكومة الوحدة الوطنية كل الفئات كي تستحق اسمها حكومة وحدة وطنية، ويذهب بها الرئيس المكلف الى مجلس النواب، فاذا اخذت الثقة كان بها، واذا لم تأخذها هنا يسقط التكليف، وسقوطها يشكل رسالة لرئيس الجمهورية ولرئيس الحكومة بأنه في هذه الشروط الحكومة لا تأخذ الثقة.
باسيل نفى، ردا على سؤال، ان يكون مرشحا لرئاسة الجمهورية، اولا احتراما للرئيس عون وثانيا احتراما لنفسي، فأنا افهم الغير ان فتح معركة الرئاسة هذا حقه، لكن الرئاسة اليوم مع فريقنا، رئيسنا صار رئيس الجمهورية، فما الحكمة من ترشيحي؟ اذن ان اطرح للرئاسة فذلك بعد انتخابات 2022.
من هنا، نجد ان الوزير باسيل عاد يطالب بتوزير النائب طلال ارسلان ما جعل رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط يبعث اليه برسالة خطية الى الرئيس الحريري نقلها النائب وائل ابوفاعور اعاد فيها تمسكه بتسمية الوزراء الدروز الثلاثة وبوزارتي التربية والزراعة.
وعن القوات اللبنانية التي قال الحريري انه بدأ بتذليلها عبر تنازل الرئيس عون عن منصب نائب رئيس الحكومة، تبين ان باسيل يرفض اعطاء القوات اكثر من ثلاثة وزراء، بينما تصر القوات على 4 وعلى وزارة العدل خصوصا، الامر الذي يرفضه الرئيس عون.
رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع قال بعد اجتماع كتلته النيابية: اذا لم تشكل الحكومة خلال 4 او 5 ايام، سنطرح عليها خطوات اقتصادية ملحة، واذا لم تشكل الحكومة علينا ان نطرحها ضمن آلية دستورية اخرى.
عضو كتلة القوات اللبنانية جورج عقيس لاحظ التخبط في معايير تشكيل الحكومة التي عرضها الوزير باسيل، مع تناقض بين كلامه عن حجم القوات بين الامس واليوم، وبدأنا نلمس نية او تمنيات لدى باسيل باقصاء القوات عن الحكومة، بدليل اصراره على ان يكون للقوات ثلاث وزراء فقط، بينما الرئيس عون تحدث عن 4 وزراء، وقال: نحن واثقون من انه لا الرئيس عون ولا الرئيس المكلف يقبلان بإقصاء القوات.