- قاطيشا يستغرب حديث باسيل عن المصالحة: فرنجية لا يطعن في الظهر
بيروت - عمر حبنجر
خفت وهج التوقعات بولادة الحكومة اللبنانية اليوم، وارتفع سقف العد التنازلي لتشكيلها قبل نهاية الشهر أي إلى ما قبل اسبوع من بدء تنفيذ العقوبات الاميركية النفطية ضد ايران.
الرئيس ميشال عون الذي عاد من ارمينيا امس الأول الجمعة لم يشأ ملامسة واقع حال التشكيل الحكومي عندما سئل عن هذا في «يرفان» لكنه وردا على السؤال رحب بزيارة الرئيس المكلف سعد الحريري في بعبدا ساعة يشاء، لكن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قلص ساحة التفاؤل التي اتسعت مع تسريب ما وصف بالتشكيلة الحكومية عندما اكد في خطاب امس الأول ان ليس لديه اي جديد في موضوع الحكومة، ما يعني انه لا تقدم محققا في هذا الشأن، نافيا اعتقاد البعض بأن حزب الله «محشور» في الحكومة وأن إيران تتدخل وكذلك سورية، وأنا أؤكد لكم عدم صحة ذلك، مشددا على اهمية الاسراع في تشكيل الحكومة، مع الدعوة الى تفعيل حكومة تصريف الأعمال، ريثما يتم التشكيل.
والراهن ان «تسريب» تشكيلات حكومية خلال اليومين الفائتين، ساهم في ارباك الاوساط السياسية ولم يقلل فتح تحقيق رسمي لمعرفة مصدر هذه التسريبات، من انشغال الناس بها، ثم جاء سفر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى سويسرا لحضور المؤتمر البرلماني الدولي، حيث سيغيب اسبوعا كاملا ليؤكد عدم استكمال الامور، متجاوزا حملات السفير السوري علي عبدالكريم عليه في مجالسه الخاصة، لأسباب تتصل بدعمه للحريري وجنبلاط، كما يبدو.
هنا جاء من يتساءل عما اذا كان الرئيس المكلف سعد الحريري مستعدا للاعتذار بعد انقضاء مهلة العشرة ايام التي حددها لتشكيل الحكومة؟
المصادر المتابعة استبعدت اقدام الحريري على هذه الخطوة في الفراغ السياسي الراهن.
في غضون ذلك، استعرت السجالات بين الوزير جبران باسيل والقوات اللبنانية، على خلفية تساؤل باسيل في اطلالته التلفزيونية الاخيرة عما اذا كان سليمان فرنجية قادرا على مسامحة من قتل عائلته؟ وهل سيكون قادرا على مسامحة من يعتبر انه اخذ الرئاسة من دربه؟
النائب عن القوات اللبنانية وهبي قاطيشا، استغرب حديث باسيل عن المصالحة بين القوات والمردة، والذي يعبر فيه عن انزعاج بالغ، وتوقف أمام قول النائب فيصل عمر كرامي مذكرا فرنجية بقبول سابق: أسامح ولا أنسى، وقال: قاطيشا كرامي لا يريد الصعود من الحفرة التي أعدها النظام السوري.
وسئل قاطيشا في لقاء متلفز عن التزام فرنجية بالمصالحة، قال: فرنجية لا يطعن بالظهر، غامزا بذلك من قناة باسيل.
وأضاف: الرئيس نبيه بري لم ينتخب العماد عون رئيسا، لأنه لا يريد انتخاب رئيسين.
واستطرد قائلا: الواقع بري قرأها جيدا، وردا على سؤال لقناة «المستقبل» قال قاطيشا: أزمة الحكومة تتحول الى أزمة حكم. البلد في «كوما». باسيل اعترف بالفشل في إعادة النازحين، وفي دعم الاقتصاد وأخيرا في مكافحة الفساد.
وعن ذكرى 13 أكتوبر 1990 ذكرى إخراج العماد ميشال عون من القصر الجمهوري بهجوم عسكري سوري وانتقاله بالملالة العسكرية الى السفارة الفرنسية، قال قاطيشا وهو كان ضابطا بالجيش: كان نهارا أسود، أسوأ ممارسة لا مسؤولة، أدخلت الجيش السوري الى القصر الجمهوري وإلى وزارة الدفاع، حصن لبنان الحصين، وقال: أخطر الامور ألا يتمتع القائد بروح المسؤولية تجاه الناس، وأنا أستغرب الاحتفال بذكرى الهزيمة، انهم يهربون من الحقيقة بتحويل الهزيمة الى نصر.
مصادر قيادية في تيار المردة اكتفت بالقول ردا على موقف باسيل من المصالحة بينها وبين القوات: نعلم أن هذه المصالحة لن تكون «سمنة وعسل على قلبك».
مصادر في التيار الوطني الحر علقت على بيان النائبة جعجع، قائلة عبر إذاعة «صوت المدى» كدنا نصدق بيان جعجع عندما تكلمت عن الماضي الذي لا أحد يريد العودة اليه سوى الوزير باسيل، على حد قولها، لو لم نتذكر كلامها أمام عائلة طوق في أستراليا قبيل الانتخابات عندما أرادت استذكار الماضي مهما كان أليما اعتقادا منها أن المصلحة الحزبية بالنسبة لها أهم من المصلحة الوطنية.
وأعاد المصدر الى الذاكرة فيديو كان سرب لستريدا جعجع خلال لقائها وفدا من عائلة طوق في أستراليا، وفيه تقول «الحكيم بشراوي ما في منو نزل دعوسلي على الزغرتاوية».
وكانت ستريدا جعجع اعتذرت عما ورد في الشريط الذي سجل خلسة أثناء اجتماعها بأبناء عائلتها المغتربين، فهي أساسا من عائلة طوق، واعتبرت ما قبل بمنزلة زلة لسان، واذ جاء التذكير به من قبل التيار الحر الآن ليفاقم الأمور بين التيار والقوات، ومن دون التأثير على مسار المصالحة المرتقبة بين سمير جعجع وسليمان فرنجية.