- مصادر لـ «الأنباء»: الحريري يريد الوزير السني من «حصة عون» وسُنة 8 آذار تريده لذاتها
بيروت ـ عمر حبنجر
امضى اللبنانيون الجزء الصباحي من يوم امس في حالة حبس انفاس ترقبا لما سيقوله الرئيس المكلف سعد الحريري في موضوع معالجة عقد تمثيل النواب السُنة في 8 آذار التي شدها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول عنق الرئيس المكلف.
وردا على الخطاب الناري الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل أيام، حمّل الحريري حزب الله مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة، وقال في مؤتمر صحافي عقده في بيت الوسط بحضور رؤساء الحكومة السابقين ووزراء ونواب تيار المستقبل.
وقال: «الحقيقة ان تأليف الحكومة اصطدم بحاجز كبير والبعض يسميه حاجز «نواب سنة 8 آذار»، وأنا برأيي هو أكبر من ذلك بكثير.
أرى أن هناك قرارا من «حزب الله» بتعطيل تشكيل الحكومة، وآنا آسف أن يضع «حزب الله» نفسه بموضوع المسؤولية»، مشيرا إلى «أنني ما كنت أتصور أن تدار الأمور بهذه الطريقة وأن ترمى الأمور بوجه رئيس الجمهورية قبل أن ترمى بوجهي»، مؤكدا أنه «لم يكن هناك استلشاء بموضوع النواب السنة وجوابي كان واضحا منذ اللحظة الأولى.
ولم أناور وقلت لـ «حزب الله» وللجميع إن هذا الأمر لا يمكن أن يمر، ورفضي كان منذ البداية وليس في ربع ساعة الأخيرة».
وسأل «الجميع شاركوا بالاستشارات، فلماذا لم يسموا أحدا من النواب السنة؟».
ولفت إلى أن «الجميع يعلم أنني أخذت أمورا في صدري لا تريدها طائفتي وتحملت ضغوطا وخسائر، وكنت أقول دائما إن لبنان يستأهل التضحية»، جازما بأن «بعد كل ما حصل، أنا لا أقبل اتهام سعد الحريري بالتحريض الطائفي، وعندما نقول إن تيارنا عابر للطوائف فإننا نقول الحقيقة.
الأحزاب الطائفية معروفة في البلد وأنا «بي» السنة»، وأضاف: «أعرف كيف أحمي السنة وأدافع عن قضاياهم، ولا يمكن تحت أي ظرف طائفي أن نكون ملحقين بأحد، ولا نقبل بأن يكون هناك طغيان أي طائفة على السنة».
وتساءل: «تريدون الحديث من منع الفتنة في البلد، هم نحن. من دعم الجيش؟ نحن. من منع انتقال الحريق السوري إلى لبنان؟ نحن. من اعتبر التسوية السياسية سبيل الوحيد لحماية البلد هو نحن.
ليس سعد الحريري من يقبل بتعطيل البلد وشل المؤسسات وأكبر دليل ما حصل في مجلس النواب أمس».
وجزم «أنا بطلت قادر على إقناع نفسي وإقناعهم بأننا أم الصبي»، لافتا إلى أن «اتفاق الطائف هو دستورنا وكل الاستقرار الموجود هو بسبب الطائف وأنا أؤكد على هذا الاتفاق».
وأفاد الحريري بأن «هناك واقعا حقيقيا سيواجهه لبنان وهناك عقوبات مرت في الكونغرس الأميركي، وسيوافق عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهذا الواقع سنواجهه ومنذ البداية قلنا إن «حزب الله» يمثل جزءا من الشعب اللبناني ونحترم ذلك»، معلنا أنه «لو كان هناك حل للعقدة الحكومية، لكنت ذهبت إلى رئيس الجمهورية»، مشيرا إلى أن «قانون الانتخاب سمح لـ «سنة 8 آذار» بالتمثيل وأنا كنت أعلم أنني سأخسر في هذه الانتخابات ولكن لن أدفع الفاتورة مرتين».
وكانت الانطباعات ان مبادرة وزير الخارجية جبران باسيل لم تفشل انما تتطلب المزيد، وهي اقتربت من عنق الزجاجة.
وتقوم مبادرة باسيل التي استبق فيها المؤتمر الصحافي للرئيس المكلف على مبدأ التنازلات المتبادلة، انطلاقا من الثغرة التي احدثها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما اشترط ان يختار النواب من سُنة 8 آذار احدهم للوزارة او الاتفاق على شخصية من خارج لقائهم التشاوري، كما اطلقوا على تجمعهم، في البدء اعلن هؤلاء اصرارهم على ان يكون الوزير منهم وخصوصا فيصل كرامي.
في المقابل، كان على الحريري الموافقة على استقبالهم ككتلة نيابية باسم اللقاء التشاوري السُني فور طلب الموعد من قبلهم، ما يشكل اعترافا بإطارهم النيابي المستقل عن الآخرين، وهذا مطلب لهم.
بالنسبة للشخصية المطلوبة، فقد ورد اسم نقيب المحامين السابق في طرابلس خلدون نجار القريب من النائب السابق محمد الصفدي، حليف تيار المستقبل، وهو في الوقت ذاته على تواصل مع الآخرين دون استثناء.
وفي معلومات «الأنباء» ان العقدة التي اخرت الحل هي اصرار الرئيس الحريري على ان يكون الوزير السُني السادس من حصة الرئيس ميشال عون، ويبدو ان رئيس الجمهورية والوزير باسيل لا يمانعان من أن يكون وزير اللقاء التشاوري من الحصة الرئاسية، وحتى عنصر المقايضة السُني الذي ينضم الى الكتلة الرئاسية مقابل الوزير الماروني الذي يُصر الحريري على ضمه لفريقه، وهو د.غطاس خوري.
هنا «تفرملت» الامور، فنواب 8 آذار السُنة ومن خلفـــهم حزب الله يوافقون على شخصية «تتوزر» باسـمه شرط ان يكون اللقاء مرجعيتها وليس رئيس الجمهورية، في حين يرفض الرئيس الحريري ان يكون هذا الوزير بمنزلة الوزير السابع لثنائي
حزب الله ـ امل.