- الجسر: نحن مع المحور العربي المعتدل وليس الفارسي
بيروت ـ عمر حبنجر
أبدى وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تفهمه لما اعلنه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في مؤتمره الصحافي اول من امس، وقال بعد زيارته مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان قبل ظهر امس: لقد كان فيه من الوعي الوطني ما يكفي ليترك لنا هامشا واسعا للتحرك والعثور على حل.
واضاف: سماحة المفتي له دور في هذا المجال، لأنه اذا كان دولة الرئيس الحريري هو «بيّ السُنة السياسي» فسماحته «بيّ السُنة الروحي»، وهذه الأبوة مفيدة لجمع الكل، مع عدم ترك اي ثغرة لا في طائفة ولا بمكون ليدخل منها المتربصون بالبلد، وهم كثر، بعضهم يريد الدخول علينا بعقوبات، والبعض الآخر بمغامرات، وحكومة الوحدة الوطنية هي الرد الامثل، وهي العنصر الذي يقوي البلد ويجعلنا نواجه، آملا مساعدة المفتي في الذهاب الى حوار عقلاني للخروج بحل على مبدأ عدالة التمثيل وألا يكون في الحكومة اكراه او فرض.
عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر وردا على سؤال لتلفزيون «الجديد» قال: نحن ننتمي الى محور واحد هو المحور العربي المعتدل وليس للمحور الفارسي، اما القول بمحور المقاومة فنحن لا نرى مقاومة منذ العام 2006 في لبنان.
ورغم الاهتمام بمبادرة باسيل الجوالة والتي لا شك مدعومة من الرئيس ميشال عون، فإن المتابعة السياسية في بيروت تركزت على تحليل وتقييم مواقف الرئيس سعد الحريري في مؤتمره الصحافي، الذي كشف مفاجأة ثانية تمثلت بالتفاهم بينه وبين الرئيس السابق نجيب ميقاتي على توزير شخصية سُنية يسميها الاخير بالاتفاق معه، وهي بحسب معلومات «الأنباء» واحد من ثلاثة: خلدون نجا وخلدون الشريف والخبير المالي الطرابلسي المقيم في لندن عادل أفيوني، الكشف عن هذا التفاهم فاجأ الكثيرين من اصدقاء تيار المستقبل واصدقاء كتلة العزم الميقاتية، فضلا عن المنافسين، وكان لكل منهم وجهة نظر، المستقبليون خشوا ان يضاف وزير الميقاتي الى وزير رئاسة الجمهورية فيهبط عدد وزراء السُنة لدى كتلتهم الى اربعة، واذا نجحت ضغوط حزب الله لمصلحة توزير سُنة 8 آذار تصبح حصة سُنة المستقبل النصف، بينما هم في المجلس النيابي ثلثان.
يضاف الى هذا اقتناع نواب سُنة 8 آذار بأن وجود مثل هذا التفاهم السري لم يبق لاحدهم مكانا في حسابات الرئيس المكلف، فيما هم راغبون برد الجميل لحزب الله الذي حمل طموحاتهم وعرقل من اجلهم اعلان الحكومة.
اما اعلان الحريري ابوته للسُنة فمرده معطيات عدة، فالنائب سمير الجسر (المستقبل) رده الى الرغبة في التأكيد على ان السُنة ليسوا بحاجة لتعاطف احد، كما سبق القول.
على ان التفسير الاقرب اكدت عليه مصادر متابعة لـ «الأنباء» لاحظت كيف ان الرئيس المكلف تطلع الى بعض الحاضرين وهو يقول بالصوت العالي: انا بيّ السُنة، وخلفية هذا القول تتصل «بهاشتاق» ظهر على مواقع التواصل للوزير نهاد المشنوق تحت عنوان «ضمير السُنة»، ومع ان المشنوق تنصل منه وزار دار الفتوى لهذه الغاية، فإن الرئيس المكلف حرص على ان يقول له ان بيّ من تدعي انك ضميرهم.