- نائب واحد يتحدث نيابة عن «المستقبل» و11 عن «القوات» من أصل 57 طلبوا الكلام
- استكمال مناقشة البيان.. والتصويت على الثقة اليوم.. وحزب الله يطلق حملة «تجهيز المقاومة»
بيروت ـ عمر حبنجر
حركة الإقلاع والهبوط لطائرات كبار الزوار مستمرة في مطار رفيق الحريري الدولي، للاسبوع الثاني على التوالي، غادرت طائرة الامين العام للجامعة العربية احمد ابوالغيط بعد تسجيله الحضور العربي في لبنان قبل وصول وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف محملا بالعروض الايرانية غير القابلة للصرف، واقلعت طائرة ظريف بعدما اختتم زيارته بحفل استقبال احتفاء بأربعين الثورة الاسلامية، والتي يبدو انها الهدف الاساسي لزيارته، لتهبط طائرة المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا ماسحة ما قبلها من انطباعات الانسياق اللبناني مع مسار المحور الايراني- السوري، ولتكمل تصحيح الامور التي بدأها الامين العام للجامعة ابوالغيط.
والى بيروت، وصل الاثنين الماضي المنسق الخاص الجديد للأمم المتحدة في لبنان يان كوفنيش مؤكدا بعد لقائه وزير الخارجية جبران باسيل على تنفيذ مهامه الدولية وفي المقدمة القرار 1701، وعلى الطريق الى بيروت فريدريكا موغيريني ممثلة السياسة الخارجية والدفاع الاوروبي، في حين تلقى الرئيس ميشال عون امس دعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للمشاركة بالقمة العربيةـ الاوروبية في شرم الشيخ يومي 24 و25 الجاري نقلها اليه سفير مصر في بيروت نزيه النجاري.
حصيلة هذه الزيارات المعنونة بالتهنئة في تشكيل الحكومة الجديدة عروض ايرانية جددها ظريف بتسليح الجيش ومد الكهرباء والدواء حتى بالليرة اللبنانية، رغم إدراكه أنه ليس بقادر على أن يعطي كما ليس بوسع لبنان ان يأخذ الا في مجال المساعدة باعادة النازحين السوريين بأمان الى أرضهم عبر اقناع دمشق بتقديم «ضمانات على العودة الآمنة بدلا من العودة الطوعية او بتقديم تطمينات» اذا كانت تتحسس من كلمة «ضمانات»، وقد ترافقت زيارة ظريف للضاحية الجنوبية مع اطلاق حزب الله حملة «تجهيز المقاومة».
في هذه الاثناء، مثلت حكومة «الى العمل» أمام مجلس النواب يوم امس ويستكمل النواب مناقشة البيان الوزاري طوال هذا اليوم، وعلى امل التصويت على الثقة، المضمونة عمليا، في نهايته.
واتسمت كلمات النواب بالاختصار، وقدمت كتلة المستقبل الأنموذج بانتداب نائب واحد من اعضائها ليتحدث بالنيابة عنها وهو النائب سمير الجسر على امل ان تقتدي بها الكتل الاخرى فيسحب العديد من طالبي الكلام الذين بلغ عددهم الى 57 نائبا.
وبما ان اكثرية الوزراء ينتمون الى كتل نيابية، فإن الكلمات في البيان الوزاري لن تتخطى المتوافق عليه فيه، مع احتمال خروج نواب حزب الكتائب والحزب السوري القومي وبعض المستقلين عن هذه القاعدة، كونهم ليسوا ممثلين في الحكومة، في حين اعلن عضو كتلة القوات اللبنانية فادي سعد ان القوات رغم مشاركتها في الحكومة بأربعة وزراء فان 11 نائبا من القوات طلبوا الكلام لاثبات ان المشاركة في الحكومة لا تحررنا من النقد والمحاسبة.
حزب الله سيشارك في مناقشة البيان الوزاري، ويقول نائب الحزب نواف الموسوي تعليقا على الضجة السلبية حول عروض السلاح الايراني ان السلاح الايراني عُرِف في لبنان منذ العام 1952، في عهد الرئيس كميل شمعون في زمن الشاة، وان السفير الايراني كان يوزع حقائب المال على بعض القوى السياسية مذاك.
ولفت امس دخول الرئيس نبيه بري من الباب الرئيسي للمجلس على غير العادة، ما عكس لونا من الاطمئنان للأجواء الامنية.
وافتتح الرئيس بري الجلسة بالوقوف دقيقة صمت حدادا على وفاة النائب السابق روبير غانم، وكانت الكلمة الاولى لرئيس الحكومة سعد الحريري الذي تلا البيان الوزاري الذي سبق ان نشرته «الأنباء» وفيه تتعهد الحكومة بإجراء اصلاحات قد تكون صعبة ومؤلمة وهذا ما ستقدم عليه الحكومة بالتفاهم مع رئيس الجمهورية وبمساعدة مجلسكم.
وقال: اللبنانيون في مركب واحد والثقوب التي تهدد المركب معروفة، ولا جدوى من تقاذف المسؤوليات.
وكرر الحريري الالتزام بما جاء في خطاب القسم، وقال ان لبنان السائر بين الالغام لا يزال بمنأى بفضل وحدة الشعب وتمسكه بسلمه الاهلي، من هنا ضرورة الابتعاد عن الصراعات الخارجية.
وتابع: الحكومة تلتزم بمواصلة التعاون مع المجلس النيابي لاقرار قانون اللامركزية الادارية وإشراك المجتمع المدني في صنع القرار وتعزيز دور المرأة في الحياة العامة والسياسية ومكافحة التمييز ضدها، وتجدد الحكومة ترحيبها بالمبادرة الروسية لاعادة السوريين الى بلادهم ونعيد التأكيد على التزام الحكومة احكام الدستور الرافضة مبدأ التوطين والتمسك بحق عودة الفلسطينيين، كما تؤكد الحكومة احترام المواثيق الدولية بوجوب اخراج موضوع اللاجئين من التجاذب السياسي، مع الاصرار على ان الحل الوحيد هو بعودة آمنة الى بلدهم ورفض اي شكل من اندماجهم او توطينهم في المجتمعات المضيفة، وستضاعف الحكومة جهودها على كل المستويات لمتابعة قضية السيد موسى الصدر، كما ستتابع مسار المحكمة الخاصة بلبنان التي انشئت لتحقيق العدالة في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري، مع التأكيد على وجوب تحرير مزارع شبعا بشتى الوسائل المشروعة.
وزاد الحريري: اما الصراع مع العدو الاسرائيلي فإننا لن نألو جهدا ولن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من اراض لبنانية محتلة وحماية وطننا من عدو لايزال يطمع بأرضنا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية وذلك استنادا الى مسؤولية الدولة ودورها في المحافظة على سيادة لبنان واستقرار وحدته وسلامة ابنائه، وتكرر الحكومة الالتزام بخطاب القسم للرئيس ميشال عون وتؤكد ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية ملتزمين احترام ميثاق جامعة الدول العربية، وستواصل الحكومة تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة وتأكيد الشراكة مع الاتحاد الاوروبي.
وقال رئيس الحكومة: التأكيد على دور الثقافة المحوري في عملية النهوض الاقتصادي في لبنان والتركيز على المحافظة على التراث والاستثمار، وضمان الوصول الى حق التعليم في المدارس الرسمية والخاصة والحرص على استقرار التعليم وتأمين الانترنت، والعمل على تأمين التغطية الصحية الشاملة والعمل على اقرار قانون التقاعد وضمان الشيخوخة، والعمل على الغاء وزارة الاعلام وتشكيل المجلس الاعلى للاعلام، وحماية البيئة تطبيقا للقوانين والمراسيم واعتماد دراسات الاثر البيئي واعداد خطط حماية بيئية للانهر ووقف مصادر التلوث، ووضع استراتيجية للتحول الى الاقتصاد الرقمي والاستفادة من القطاع الخاص وتمديد كابل بحري ثالث يربط لبنان مباشرة بأوروبا، مع تأمين تغطية عالية الجودة على الصعيد الوطني لشبكة الخلوي جي 3 وجي 4 وجي 5.