بيروت ـ اتحاد درويش
اتخذت مواقع التواصل الاجتماعي أشكالا جديدة في التعبير عن الرأي خلال مواكبتها لأجواء ما يحصل في ميادين التظاهرات التي انطلقت يوم الخميس الماضي، وانقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لها، وهو أمر طبيعي في بلد متنوع سياسيا وطائفيا، فاختلطت المواقف بين الجادة والملتزمة وبين الهزلية التي وصلت الى حد السخرية.
ونقل اللبنانيون عبر صفحاتهم على الفيسبوك ما هو حاصل في مكان الحدث من حماس المتظاهرين وهتافاتهم الى اللافتات والصور التي حملوها مع الصرخات الغاضبة مما آلت اليه الأوضاع، حتى إن بعضهم سبق شاشات التلفزة خصوصا أولئك المشاركين على الأرض الذين حولوا هواتفهم المحمولة الى وسائل اعلام مواكبة جنبا الى جنب الاعلام المرئي.
وعبر العديد من المغردين على مواقع التواصل عن رأيه كل بحسب خلفيته السياسية وانتمائه الحزبي وأرفقها بهاشتاغ مثل «لبنان ينتفض» «يسقط حكم المصرف» «لا ثقة» «ارحلوا» وغيرها وغيرها.. الى جانب ذلك حرص قسم كبير على دعوة اللبنانيين الى الاستمرار في التظاهرات والالتزام بالمشاركة الواسعة كونها الفرصة الاخيرة أمامهم للتغيير.
وفي المقابل رأى البعض ان أيادي خارجية تقف وراء ما يحصل في الشارع وانها محاولات لإسقاط عهد الرئيس ميشال عون، وتبادل الطرفان الاتهامات ففيما نشر البعض صور الحشود الواسعة للجماهير المشاركة وارفقها بعبارة يوم تاريخي وانها ثورة بكل ما تعني الكلمة، قابلهم آخرون بصور لشابات وشباب يدخنون النرجيلة او يرقصون مع تعليقات تقول أهكذا تكون الثورة.
وابتكر اللبنانيون أساليب ساخرة في التعبير كاستخدام فيديوهات استبدل اساسها بوجوة لسياسين وهم في حالة من الاحباط، ونشطت المواقع الالكترونية التابعة للأحزاب في صد الهجمات التي تعرضت لرموزها، ودعا آخرون لاعتماد صورة العلم اللبناني كبروفايل على الهواتف المحمولة، وتحولت أغنية 3 دقات الى كلام يحاكي الواقع المعيشي للبنانيين.
ومع تسارع الأحداث وارتفاع حصيلة المشاركين في الحراك الشعبي ليلامس المليونين بحسب وكالات عالمية، لاقت الاجراءات الاقتصادية للحكومة التي اعلنها الرئيس سعد الحريري رفضا لها وتصدرت الدعوات الى تصعيد التحرك بوجهها مع عبارة «لا ثقة» «استقيلوا» و«ارحلو».
وجاءت المشاركة النسائية في الحراك واسعة ولاقت صورة حفيدة الإمام موسى الصدر، صبا الصدر التي انضمت للحراك ترحيبا من قبل رواد المواقع الالكترونية، كما تلك التحية التي وجهتها نساء السودان للثائرات اللبنانيات.