بيروت ـ اتحاد درويش
أطلق ما يزيد على 80 فنانا العنان لريشتهم في وسط بيروت التي رسمت لوحات مستوحاة من روح الحراك الشعبي بكل تجلياته.
فبعد أعمال الغرافيتي أو فن الشارع الذي ازدحمت به جدران ساحتي رياض الصلح والشهداء، ساهمت جمعية الفنانين اللبنانيين للفن والنحت امس ولمناسبة عيد الاستقلال بأعمال من وحي المناسبة، فامتزجت فيها ألوان العيد بالحراك وأكدت في حضورها ان الفن جزء لا يتجزأ من الشعب لا بل مساهم اساسي في تجسيد معاناته والتعبير عنها بأساليب مختلفة.
وتوزعت اللوحات التي اختار اصحابها ان تكون في المكان الذي يتجمع فيه المتظاهرون يوميا منذ اكثر من شهر، فجاءت معبرة بكل تفاصيلها وشاهدا على صرخات المحتجين ونبض الشباب المنتفض، فمنهم من رسم الوجوه الغاضبة، وآخر جسد صور الشباب المنتفض والأطفال المحمولين على الاكتاف وبيدهم العلم اللبناني، ولوحات عبرت عن مشاركة النساء في الحراك على ما اعتبرت ان «الثورة أنثى» وغيرها من اللوحات التي نقلت الواقع القائم في ساحات الاحتجاج كما هو، دون ان ننسى تلك اللوحة التي رسمتها احدى المشاركات التي جسدت فيها صورة «شهيد الثورة» علاء ابو فخر الذي قتل في منطقة خلدة.
كل رسام هنا عبر على طريقته حسبما قال رئيس الجمعية فؤاد شهاب لـ«الأنباء»، فالفنان ابن بيئته فلا يمكن ان يكون بعيدا عما يحصل في الشارع، والحراك الشعبي كان محفزا لنا لمواضيع تعبيرية عديدة تحت عنوان «الاستقلال على طريقتنا»، الذي هو مناسبة وطنية، وقال ان الرسامين هنا اختاروا كل الألوان بعد ان صادر السياسيون كل الالوان.
اما طالبة الدكتوراه في الفن التشكيلي خولة طفيلي التي رسمت لوحة تحمل وجه فتاة ثائرة وعلى وجنتها العلم اللبناني، قالت لـ «الأنباء» ان حضورنا اليوم هو لمواكبة الحراك والتعبير عن روح الثورة، فالفن لا يمكن ان يكون حياديا لا بل علية ان يكون في خضم الاحداث، ذلك ان الفن ينتج الافكار وعليه ان يكون مساهما في نقل معاناة المجتمع.
ولأننا على مسافة قصيرة للاحتفال بعيد الاستقلال رأينا ان من أولى واجباتنا ان نكون هنا في هذه الساحة التي اطلق فيها الشعب اللبناني صرخاته مطالبا بأبسط الحقوق التي تحفظ له كرامته، وبذلك فقد احيينا عيد الاستقلال على طريقتنا.