بيروت ـ عمر حبنجر
أُعطي لتظاهرات امس عنوان «أحد.. لا لحكومة الحريري» استباقا لتكليف رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بتشكيل الحكومة العتيدة في الاستشارات النيابية المفترضة صباح اليوم.
وتركزت التظاهرات والاعتصامات، التي بدأت من الرابعة عصرا، حول مجلس النواب الذي سيجري رئيس الحكومة المكلف استشارات التأليف فيه بدءا من يوم غد في حال تم التكليف وفق المواعيد المعلنة.
وكان ليل السبت الماضي صاخبا في بيروت، حيث امطرت آليات الامن الداخلي المتظاهرين المتقدمين نحو ساحة مجلس النواب بالقنابل المسيلة للدموع مدعومة بعصي ملثمين يرتدون القمصان السوداء قدموا من معقل حركة امل وحزب الله المعروف بحي الخندق الغميق، ما اوقع نحو 50 مصابا من المتظاهرين و20 من رجال الامن بينهم 3 ضباط بحجارة المتظاهرين الذين فوجئوا بحجم الهجوم الامني ومساندة العناصر المسلحة التي يقول الحراك انهم بادروا بالهجوم عبر المفرقعات التي فاجأت الجميع بقدر ما تفاجأ «المهاجمون» بسلاح «البصل» الذي استنفره المتظاهرون في مواجهة الغاز المسيل للدموع، وكان بينهم من تولى تأمين الكميات الوافـيـــة للمتظاهرين الذين راحوا يتبادلونه فيما بيـنهم للتنشق، استعانة برائحته القاهرة للغاز، الامــر الذي مكنهم من الصمود حتى ابواب الفجر عندما صدرت الاوامر للقوى الامنية بالانسحاب بتدخل من وزيرة الداخلية ريا الحسن التي اصدرت بيانا امس نبهت فيه المتظاهرين الى وجود جهات تستغل احتجاجاتكم المحقة.
الحسن طلبت الى قيادة قوى الامن الداخلي اجراء تحقيق سريع وشفاف، وقالت في بيان: تابعت طيلة ليل السبت ما حصل بقلق وحزن، وردت ذلك الى عناصر مندسة لم تسمها.
في هذا الوقت، كانت ساحات الاعتصام تغلي في المناطق، خصوصا في طرابلس، وفي عكار حيث اقدم مجهولون على احراق مكتب التيار الوطني الحر وآخر لتيار المستقبل في منطقة عكار، واعتبر قيادي في تيار المستقبل ان ثمة فريقا ثالثا احرق المكتـبين للايقاع بين التيارين (الوطني الحر والمستـقبل) عشية الاستشارات النيابية.
اما التيار الوطني الحر فقد تساءل عن غايات احراق مكاتبه، والتي بدأت في بلدة حمانا وطرابلس وجونيه.
في الاثناء، قال رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، الذي نزل ليلا الى مقر حزبه في محلة الصيفي حيث اجريت الاسعافات السريعة للمتظاهرين المصابين في منطقة ساحة الشهداء، في تصريح ليلي: لم استخدام العنف المفرط مع المتظاهرين السلميين دون سواهم؟ وقال: نريد حكومة اكفاء مستقلين وانتخابات نيابية مبكرة، وجدد تسمية السفير السابق نواف سلام لتشكيل الحكومة.
في سياق متصل، قرر محافظ بيروت زياد شبيب اقتلاع مجسم حديدي صنعه احد الفنانين لمعرض في ساحة الشهداء عام 2018 بعدما اشتبه بعض الحراكيين بأنه يمكن ان يشبّه بنجمة داوود.
اما في المشهد السياسي فالترقب شامل لما يمكن ان تنتهي اليه الاستشارات النيابية المفترضة اليوم والتي ستبدأ بكتلة المستقبل والرئيس سعد الحريري.
واستبق نائب رئيس الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ما يشاع عن شكل الحكومة ومضمونها بالقول: هذا سابق لأوانه.
وحتى ساعة متقدمة من نهار امس، كانت وسائل اعلام التيار الوطني الحر تطرح التساؤلات حول ما إذا كانت جلسة الاستشارات النيابية في موعدها، اي صباح اليوم، ام ان التأجيل ممكن من جديد لصياغة تفاهم معين؟
والقرار هنا لرئيس الجمهورية ميشال عون وحده انطلاقا من قراءته للتطورات السياسية.
بدوره، اعلن الوزير جبران باسيل مجددا رفض تكتل لبنان القوي المشاركة بحكومة تحمل في تكوينها المطروح بذور الفشل، وقال من الدوحة: الترحيب بكل طرح يحقق المصلحة الوطنية بمقابل رفض اي وصفة خارجية لا تلائم لبنان، باسيل سيغيب عن الاستشارات لأول مرة وهو سينتقل من الدوحة الى جنيف.
نائبة باسيل في رئاسة التيار الوطني الحر مي خريش كانت اكثر صراحة عندما ابلغت قناة «الجديد» بأن التيار لن يسمي الحريري لرئاسة الحكومة العتيدة، ولن يشاركه في الحكم، لأن التجربة معه فشلت، وانا اعترف اننا فشلنا معه، ولا داعي لاعادة التجربة.
خريش نفت وجود خلاف بين الرئيس ميشال عون وقائد الجيش العماد جوزف عون، ولا بين الوزير جبران باسيل والقائد جوزف عون، انما كان هناك عتب لدينا على القائد الذي عليه حماية حق الناس بالتنقل بمقدار حمايته للمتظاهرين في الشوارع، وقد تحسن الوضع الآن، وتراجعت عمليات قطع الطرق.
وسئلت مرة اخرى عن موقف التيار من الرئيس الحريري، فأجابت: لا.. لا.. لا.
مصادر بعبدا قالت ان تأجيل الاستشارات ممكن حال طلبت الكتل النيابية ذلك من الرئيس عون الذي قرر عدم تمثيله بوزراء في حكومة اختصاصيين فقط، وتمسكه بحكومة تكنو-سياسية، وقد ابلغ عون موقفه هذا الى غطاس خوري مستشار الرئيس الحريري.