بيروت ـ عمر حبنجر
تضافرت المعطيات السياسية حول توقع اعلان حكومة حسان دياب بعد ظهر اليوم الجمعة. دياب الذي تناول طعام الغداء على مائدة رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر امس، تسلّم منه اسماء وزراء ثنائي حركة امل وحزب الله الاربعة تمهيدا للاجتماع بهم على غرار ما فعل بالنسبة للوزراء الآخرين.
المصادر المتابعة التي نقلت هذه الاجواء لـ «الأنباء» توقعت ان يزور دياب القصر الجمهوري مساء امس، حيث يعرض على الرئيس ميشال عون التشكيلة الاخيرة التي توصف بحكومة اللون الواحد.
واستبعدت المصادر صدور التشكيلة خلال الليل (الفائت) مع الترجيح الحاسم بأنها ستُعلن اليوم بعد صلاة الجمعة، ما لم تطرأ عقبات مفاجئة.
وفي حال صدور التشكيلة الحكومية اليوم (الجمعة)، سيتعين على رئيس مجلس النواب ارجاء جلسة 22 الجاري لاقرار الموازنة ريثما تعد الحكومة الجديدة بيانها الوزاري خلال شهر واحد، وتطلب الثقة من مجلس النواب، بعدها تتولى متابعة جلسة مناقشة الموازنة لو حصلت على الثقة او تحولت الى حكومة تصريف أعمال.
وكان دياب وصل الى عين التينة عند الواحدة والنصف ظهرا ودخل من الباب العائلي المخصص لمنزل رئيس المجلس مباشرة والذي كان ينتظره ومعه وزير المال علي حسن خليل.
وبعد مغادرة الرئيس المكلف حسان دياب عين التينة، تحدث الوزير علي حسن خليل واصفا اللقاء بين بري ودياب ـ الذي استمر ساعتين ـ بالايجابي، مشددا على ان لبنان على عتبة تشكيل حكومة جديدة وستتألف من 18 وزيرا اختصاصيا.
واضاف: الاتفاق حصل على تشكيل حكومة من اختصاصيين تمثل اوسع شرائح ممكنة، واليوم تقدمنا الى حد كبير واصبحنا على عتبة تأليف الحكومة الجديدة التي ستكون من 18 وزيرا من الاختصاصيين واعتمدت فيها معايير موحدة.
وعلّق النائب شامل روكز على كلام خليل بالقول: المعايير الموحدة تعني ان كل واحد اخذ حصته.
وسئل روكز، وهو صهر الرئيس ميشال عون، عما اذا كان سيعطي الثقة لهذه الحكومة، فأجاب: سندرس التركيبة الوزارية، لكن المؤشرات لا تشجع.
في غضون ذلك، قال البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال استقباله نقابة الصحافة برئاسة عوني الكعكي: دخلنا فعلا الخطر، وردا على سؤال حول المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية، قال الراعي: موقفنا واضح جدا، نحن ضد استقالة رئيس الجمهورية في المبدأ وفي المطلق.
ويبدو ان موقف الحراك لن يكون كما يتمناه الرئيس المكلف مساندا لحكومة الاختصاصيين، فقد نظم الحراك تظاهرة ضد دياب الى مجلس النواب غروب يوم امس، ووجه الدعوة لاضراب عام اليوم والى زحف عام الى مجلس النواب يوم غد السبت بداعي انها وزارة اللون الواحد.
وكان حزب الله دعا الرئيس بري الى التعالي على موقفه الاستيائي من الرئيس المكلف حسان دياب ومن الوزير جبران باسيل الذي زاره الثلاثاء الماضي بعد طول انقطاع، كما زاره امس الرئيس المكلف، وحصلت «المصالحة» بينهما على مائدة غداء بمناسبة نهاية مهلة الـ 48 ساعة التي اعطيت له عبر الحراك الثوري لتشكيل الحكومة، لتتسرع الاتصالات على صفيح الشارع الساخن، فكان التفافا على المواقف الرافضة او المتحفظة بتشجيع أوروبي ـ أممي، فالتقى بري وباسيل على دعم دياب، وعاد سعد الحريري الى بيروت موقنا بأن قطار دياب تحرك، وتقول المصادر المتابعة ان الحريري وسمير جعجع سيتقبلان الوضع الحكومي الجديد ضمن حدود المعارضة البناءة ومعهما وليد جنبلاط وسامي الجميل وبعض المستقلين.
وكانت المواجهات التي حصلت في شارع الحمراء مساء الثلاثاء الماضي بين قوى الأمن و«مشاغبين» من خارج الحراك الشعبي، واسفرت عما اسفرت عنه من اصابات في صفوف الطرفين، اضافة الى تحطيم واجهات المصارف، ابتداء من المصرف المركزي، دفعت بالمراجع السياسية الى تهيب الموقف والخشية من ابعاده السياسية والامنية.
وتكررت المواجهات ليل الاربعاء في كورنيش المزرعة ومحيط ثكنة قوى الامن الداخلي في بيروت اثناء التحقيق مع موقوفي المواجهات في شارع الحمراء الـ 59 من اجل الافراج عن هؤلاء، وقد وافق النائب العام التمييزي غسان عويدات على اخلاء سبيل 50 منهم، وأبقى 9 موقوفين ثبت انهم شاركوا بالتعرض لقوى الامن الداخلي وللأملاك العامة والخاصة كالمصارف والشارات الضوئية وسواها.
وقد عادت الحياة الى طبيعتها في كورنيش المزرعة ومحيط ثكنة الحلو للامن الداخلي، واعادت المصارف التي استهدفت خلال المواجهات تجهيز مكاتبها وكذلك المتاجر التي طالها العنف الفوضوي.