بيروت ـ عمر حبنجر
جلسة «كورونا» عقدها مجلس الوزراء في القصر الجمهوري ظهر امس من دون «كمامات»، سبقتها خلوة تقليدية بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب، حيث طرحت مختلف المعطيات الدقيقة حول مدى انتشار هذا الفيروس في لبنان وكيفية مواجهته طبيا واجتماعيا وتربويا، فضلا عن حسم الموقف من وقف او استمرار الرحلات الجوية من او الى الدول المنكوبة بهذا الفيروس القاتل.
واستهل رئيس الحكومة حسان دياب الجلسة بمطالعة هجومية ضد منتقدي حكومته الذين لم يسمهم، وبعد اشادته بجهود وزير الصحة حمد حسن في التفاعل مع فيروس كورونا وكل الوزراء الذين شاركوا بتنفيذ خطة الطوارئ الصحية، قال: طبعا ليست الحكومة هي من تسبب بالكورونا، لكن مع الاسف هناك اناس في لبنان عملهم قاصر على محاولة تشويه صورة هذه الحكومة، وهمهم ان تفشل الحكومة حتى ولو وقع الضرر على اللبنانيين.
وقال: واضح ان هناك جهة او جهات تمارس الألاعيب ومحاولات تشويه الحقائق والتزوير والتزييف عبر اختلاق الاكاذيب والروايات والاتهامات، وفي اشارة الى تعذر دعوته الى بعض البلاد العربية، قال دياب: المؤسف اكثر ان هذه الجهات تحرض على البلد وتحاول قتل كل امل بانقاذه، وتخفيف الضرر الذي تسببت فيه ممارسات الثلاثين عاما الماضية، والمهم عندهم ان تفشل الحكومة وألا تنكشف عوراتهم والموبقات التي ارتكبوها، واشار دياب الى وجود «اوركسترا» تعمل ضد البلد وليس ضد الحكومة، بينما الحكومة تحاول العبور بلبنان من النفق المظلم الذي حفرته هذه الحكومة نفسها، وعندما لم نستطع العثور على اي خطأ من الحكومة راحت تحرض في الخارج ضد لبنان لمنع الدول الشقيقة والصديقة من مساعدته ومنعه من الانهيار.
وتناول مجلس الوزراء تأمين المستلزمات الطبية والصحية لمواجهة هذا الفيروس وضبط اسعارها الفالتة مع السوق السوداء المشرعة على الغارب، على الرغم من الجهود المتواضعة لمصلحة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، خصوصا الالبسة الواقية والكمامات التي طارت اسعارها مع الريح، وهي التي تستورد من الصين، فإذا بتجارها المستوردين يعيدون تصديرها الى مصدرها الصيني بغرض الاستفادة من اسعارها التي ارتفعت جنونيا هناك.
والراهن ان الاسعار الجنونية طالت الخبز الذي ألبسوه طاقية الاخفاء لبضع ساعات ضغطا من اجل تعديل الاسعار، ناهيك عن «اليانسون» الذي أبعد الشاي والقهوة وحتى الزهورات عن الموائد والصالونات لمجرد تصنيفه كمشروب مضاد للفيروس الخانق، وسرعان ما اصبح «اليانسون» نادر الوجود كالعملة الصعبة.
انطلاقا من هذه الصورة، حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري من ثورة جياع باتت كل ظروفها متوافرة، خصوصا لدى البيئة الحاضنة التي اغضبها كغيرها انضمام الخبز الى لائحة المواد الغذائية «المقطوعة» سعيا من المخابز الى رفع الاسعار، في موازاة سعر الدولار «المستشرس» على الليرة، ما حدا بالرئيس بري الى التدخل مع افران الخبز لسحب الدعوة للاضراب تحسبا من ثورة الجياع بوجه الجراد السياسي الآكل للاخضر واليابس، ما يصعب كبحه بالمياه الطائفية او المذهبية الآسنة.
ماليا ومصرفيا، ابلغت بعثة صندوق النقد الدولي ادارة الصندوق في واشنطن تمديد زيارتها الى لبنان، اقله حتى منتصف الاسبوع، وطلبت وقتا اضافيا للتوصل الى حل كامل مع الحكومة اللبنانية جزئيا ومرحليا. وبانتظار قرار الحكومة حول سندات اليوروبوند ومعها الاصلاحات المالية والاقتصادية واستحقاق التعيينات القضائية التي تشهد كباشا سياسيا، بدا ان الاتجاه الحكومي ذاهب نحو الحل الوسط الذي اشارت اليه «الأنباء» منذ اسبوع، بحيث يدفع لبنان الفوائد المترتبة على استحقاق التاسع من مارس المقبل دون الاصل، ومن ثم يصار الى اعادة الجدولة مع خفض الفوائد المستحقة وصولا الى شطب جزء من الدين، ما قد يطاول حاملي السندات الاجنبية وبينهم مصرفيون ورجال اعمال لبنانيون باعوا السندات لمصارف وشركات مالية اجنبية، ثم اعادوا شراءها للاستفادة من فارق الفائدة المرتفعة هنا او لهبوط سعرها في الخارج.