بيروت ـ عمر حبنجر
أمس انطوى الأسبوع الأول من مرحلة الأسبوعين التي أعطاها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة مصطفى أديب ولرؤساء الكتل النيابية كي يشكلوا «حكومة مهمة» لإنقاذ الوضع، وتبخر الوعد بإنجاز التركيبة الحكومية غدا، ليتحدد الموعد بعد يومين، وسط تكتم شديد في اللقاءات والمداولات الحاصلة تحت الرعاية الفرنسية المستدامة.
ويلفت رئيس مجلس النواب نبيه بري الى أن المرحلة التي يعيشها لبنان الآن لم يشهد مثيلا لها منذ الحرب العالمية الأولى.
بري الذي كان يتحدث الى القناة الفرنسية «فرانس 24»، أضاف: المبادرة الفرنسية هي المخرج الوحيد لإنقاذ لبنان من محنته، وماكرون لم يستبعد حزب الله من لقاءات «قصر الصنوبر»، ويعود الفضل في هذه الإيجابية الى الحزب والى الرئيس ماكرون.
ويبدو ان الرئيس المكلف مصطفى أديب، الذي اتخذ له منزلا في شارع كليمنصو بجوار منزل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وضع تصوره الأولي للحكومة، مفضلا حكومة مصغرة كالتي يراها الرئيس ماكرون من 14 وزيرا، وهو قال لصحيفة «اللواء» انه متفائل وان شاء الله خير، لكن الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يفضلان حكومة أوسع، وضمن حدود 24 وزيرا.
وينتظر أن يلتقي أديب المعاونين للرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله (النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل) مرة أخرى لحل مشكلة المداورة في الوزارات.
الأمين العام لحزب الطاشناق الارمني النائب هاغوب بقرادونيان أبلغ قناة «الجديد» ـ ردا على سؤال حول من طلب منه تسمية الرئيس المكلف مصطفى أديب بتشكيل الحكومة؟ ـ أن رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل هو من أعطاه الاسم وانه وآخرين في التكتل تساءلوا عمن يكون مصطفى أديب؟ فقيل لهم إنه سفير لبنان في ألمانيا الموثوق من فرنسا.
وروى بقرادونيان أن بعض رؤساء الكتل أطلقوا على الرئيس الفرنسي لقب «أبوالعبد ماكرون» كناية عن الشخصية اللبنانية الشعبية «أبوالعبد».
والمعروف ان الرئيس الفرنسي عيَّن حارسا استخباراتيا على تأليف الحكومة، لضبط الإيقاع وضمانة تسريع المهمة، لكن يبدو ان رئيس الاستخبارات الفرنسية الخارجية بيرنار ايميه المتموضع في بيروت منذ الزيارة الرئاسية الفرنسية الثانية، يبذل أقصى جهوده تحسبا للفشل الذي قد ينتهي اليه بسبب تعدد ارتباطات جوقة السلطة في لبنان، عبر استدراجه الى الخندق الداخلي المعقد لحسابات إقليمية أو دولية تتربص بمبادرة «أبوالعبد ماكرون» ومرشحه لتشكيل الحكومة مصطفى أديب، الذي أظهر للآخرين، حتى الآن، أنه «عايز ومستغني». أمين سر كتلة لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان لفت الى أن مبادرة ماكرون هي الفرصة الأخيرة، فيما نقلت اذاعة «صوت المدى» الناطقة بلسان التيار الوطني الحر عن مراسلتها عن بعبدا ظهر أمس أن عملية تشكيل الحكومة تتواصل بصمت وبعيدا عن الإعلام، وقد توقعت مصادر مطلعة على مسار التأليف زيارة مرتقبة للرئيس المكلف الى بعبدا خلال اليومين المقبلين، ليعرض مع الرئيس عون مشروع الصيغة الحكومية. وأشارت «صوت المدى» الى ان الرئيس عون «يريد لكل وزير حقيبة والرئيس المكلف يدرس هذا الأمر»،