اعترف الجيش الإسرائيلي بشن غارات على أهداف سورية وإيرانية فجر أمس فيما وصفه بأنه رد على العثور على عبوات ناسفة على طول الحدود الشمالية في الجولان المحتل. وأدى القصف إلى سقوط عشرة قتلى على الأقل بينهم جنود سوريون ومقاتلون موالون لإيران، حسبما أعلن ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته قصفت «أهدافا عسكرية لفيلق القدس وللجيش السوري» في سورية.
وبحسب المرصد، بينهم القتلى ثلاثة ضباط سوريين يتبعون لسلاح الدفاع الجوي، والباقي ينتمون لجنسيات أجنبية من الميليشيات الموالية لايران، واشار إلى أن بين القتلى خمسة «يرجح أنهم من جنسيات إيرانية تابعين لفيلق القدس».
وأكد المرصد أن الضربات الجوية استهدفت موقعين عسكريين يتبعان لسلاح الدفاع الجوي، أحدهما قرب مطار دمشق الدولي والثاني جنوب غرب دمشق.
كما طال القصف «مستودعات ذخائر وأسلحة للميليشيات الموالية لإيران» في منطقة السيدة زينب والكسوة على أطراف دمشق بحسب المرصد.
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن «العدو الصهيوني قام بعدوان جوي من اتجاه الجولان السوري المحتل على المنطقة الجنوبية وقد تصدت له دفاعاتنا الجوية وأسقطت عددا من الصواريخ»، مشيرة إلى أن القصف أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين وجرح جندي، ووقوع بعض الخسائر المادية.
وفي اعتراف نادر، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس النظام السوري من عواقب أي اعتداء محتمل، مؤكدا أن «الجيش الإسرائيلي دخل في حالة تأهب عند الحدود الشمالية».
وقال غانتس، في فيديو عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، إن «الغارات الإسرائيلية الأخيرة طالت أهدافا عسكرية تابعة لـ «فيلق القدس» الإيراني والجيش السوري، ردا على زرع عبوات ناسفة في الجولان».
وتابع: «أكرر لأعدائنا: لن تتحمل إسرائيل المساس بسيادتها في أي قطاع، ولن تسمح بالتموضع الخطير على أي جبهة. يتحمل النظام السوري المسؤولية عن كل ما يجري في أراضيه ومن أراضيه».
وقال جيش الاحتلال في بيان على تويتر إن «ما فعلته إيران وسورية هو أنهما زرعتا عبوات ناسفة بدائية الصنع قرب الخط ألفا لضرب الجنود الإسرائيليين. ما فعلناه نحن هو أننا ضربنا لتونا أهدافا لفيلق القدس وللجيش السوري».
ووفقا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فإن الأهداف التي ضربتها الطائرات الحربية الإسرائيلية تشمل «مخازن ومقرات قيادة ومجمعات عسكرية بالإضافة إلى بطاريات أرض-جو».
ولفت أدرعي في تغريدة على تويتر إلى أن القصف أتى «ردا على زرع حقل العبوات الناسفة على حدود الجولان داخل الأراضي الإسرائيلية من قبل خلية عملت بتوجيه إيراني».
وشنت إسرائيل مئات الضربات الجوية والصاروخية على سورية منذ العام 2011، وقد استهدفت هذه الضربات مواقع للجيش السوري وأخرى لقوات إيرانية ولحزب الله اللبناني. ونادرا ما يعترف الاحتلال بشن هذه الغارات.
لكن هجوم الأمس أصاب نطاقا أوسع من المعتاد بكثير من الأهداف وبدا الجيش الإسرائيلي أكثر إقداما على إعلان التفاصيل مما كان عليه في المرات السابقة مما يشير إلى نية واضحة لتوجيه رسالة للرأي العام.