بين أشجار زيتون معمرة في شمال غرب سورية، يعزف الشاب وسام دياب على العود بينما تحيط به نباتات زرعها واعتنى بها على مدخل خيمته، في محاولة لجعلها تشبه منزله الذي نزح منه على وقع المعارك قبل سنوات.
وداخل الخيمة في منطقة أطمة على الحدود مع تركيا، رتب وسام (19 عاما) عشرات الكتب على طاولة زينها بغطاء أبيض اللون وبنبتة الصبار مزروعة في أحواض صغيرة.
ويقول الشاب، لوكالة فرانس برس، «نشأت في منزل يشبه ما جعلت الخيمة عليه اليوم، كان لدينا حديقة ومكتبة، لكن منزلنا أجمل بكثير».
قبل أربع سنوات، نزح وسام وعائلته من قريته كفر زيتا في شمال حماة بعد مقتل شقيقه جراء قصف لقوات النظام. ولجأت العائلة إلى مخيمات النزوح المكتظة في شمال إدلب حيث يعيش نحو مليون ونصف نازح.
وانتقلت العائلة مجددا قبل ثمانية أشهر إلى حقل زيتون، بعيدا عن اكتظاظ المخيم، وخشية من تفشي فيروس كورونا المستجد. لكن وسام اختار هذه المرة أن يخصص لنفسه خيمة محاذية لتلك التي يسكنها والداه وشقيقتاه.
ويقول «حاولت قدر المستطاع ان أجعلها أشبه بمنزلنا القديم.. محاولة مني للاستقرار» بعد أربع سنوات من النزوح، رغم إدراكه أن «الخيمة لا تغني أبدا عن المنزل وإن كانت على مستوى من الجمال والترتيب».
يستعرض الشاب عبر هاتفه الجوال صورا لمنزل عائلته المدمر في كفر زيتا، ويتذكر كيف اكتفت العائلة بإحضار حاجياتها الضرورية، قبل أن تلوذ بالفرار.
ويقول «حين تهجرنا، تمكنت من احضار بضعة كتب فقط. هنا، بدأت من الصفر. اشتريت نباتات وكتباً من جديد».
ويضيف «أصبح لدي مكتبة، وعدت الى القراءة والزراعة وأحضرت الورد أيضا ونبتة الصبار».
في مكتبته المتواضعة، يحتفظ وسام بـ85 كتابا من روايات ومراجع دينية ومدرسية وبينها رواية «كافكا على الشاطئ» لهاروكي موراكامي والمجلد الأول من الاعمال الروائية المترجمة للروسي فيودور دوستويفسكي.