فور بدء محافظة دمشق تسجيل أسماء الراغبين بالعودة إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة السورية، دون عيسى اللوباني اسمه، آملا أن يتمكن من إصلاح منزله والعودة للسكن فيه قريبا رغم الدمار وغياب البنى التحتية.
ومع تسلمهم الموافقة، توجه اللوباني (48 عاما) مع زوجته وابنته إلى شقتهم في أحد المباني السكنية التي خرق الرصاص جدرانها وتبعثر ما تبقى من محتوياتها.
ويقول لوكالة فرانس برس خلال تفقده المنزل «يحتاج للكثير من العمل، لكن يبقى ذلك أرحم من دفع بدلات الإيجار الشهرية».
ويضيف «سأعود بأقل الإمكانيات، حتى لو اضطررت إلى وضع أكياس من النايلون على النوافذ وباب خشبي مستعمل».
وعائلة اللوباني واحدة من آلاف العائلات الفلسطينية التي فرت من مخيم اليرموك العام 2012، بعد حصار القوات الحكومية له وشنها معارك عنيفة مع فصائل معارضة كانت تسيطر عليه. وكان يسكنه قبل اندلاع الحرب 160 ألف لاجئ فلسطيني بالإضافة إلى آلاف السوريين. وتسببت المعارك وأزمة إنسانية خانقة بفرار العدد الأكبر من سكانه وسقوط ضحايا قبل سيطرة القوات الحكومية عليه في مايو 2018.
حين عاد للمرة الأولى الى المخيم، يروي اللوباني كيف أنه لم يتمكن من تحديد الطريق المؤدية إلى حارته بسبب «غياب ملامح المكان جراء الدمار».
وسجلت 600 عائلة أسماءها حتى الآن، وفق ما يشرح رئيس لجنة إزالة الأنقاض في المخيم محمود الخالد لوكالة فرانس برس.
ويجدر بكل من حصل على الموافقة أن يبرزها للحواجز الأمنية عند مدخل المخيم. ويتحمل العائدون أنفسهم كلفة ترميم منازلهم.
ويعد ارتفاع كلفة المعيشة على وقع الأزمة الاقتصادية الحادة التي تشهدها سورية، سببا رئيسيا يدفع عددا من أهالي المخيم إلى إبداء رغبتهم بالعودة رغم غياب الخدمات، وفق ما يشرح الخالد.
وعادت عائلات عدة بالفعل إلى المخيم قبل بدء عملية التسجيل الرسمية. إذ تظهر بيانات منظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عودة 430 عائلة خلال الأشهر الأخيرة، لأنه لم يعد بإمكانهم تحمل كلفة الإيجارات.
ولاتزال أبنية المخيم ومنازله على حالها منذ انتهاء المعارك. في أحد الأحياء، سقطت شرفات أبنية عدة وتدمرت أخرى جزئيا لتقطع الحجارة المتساقطة الطريق تماما، رغم أن المخيم كان من أول أحياء العاصمة التي بدأ رفع الركام منها في إطار مشروع مولته منظمة التحرير الفلسطينية بالتنسيق مع النظام العام 2018.
و20% من مباني المخيم مدمرة كليا، و40% بحاجة إلى تدعيم وترميم، و40% قابلة للسكن الفوري بعد إعادة الإكساء.