حذّر المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، من انهيار «الهدوء الهش» في سورية في أي لحظة.
جاء ذلك في جلسة إفادة قدمها بيدرسون، إلى مجلس الأمن، حول تطورات الأزمة السورية أمس الأول.
ودعا المجتمع الدولي إلى ضرورة التضافر من أجل التوصل لتسوية سلمية تضمن تحقيق طموحات جميع السوريين.
وقال: «الأشهر العشرة الماضية كانت الأكثر هدوءا في تاريخ الصراع السوري»، محذرا: «هذا هدوء هش يمكن أن ينهار في أي لحظة».
وأوضح أنه «يواصل مساعدة اللجنة الدستورية». وكشف أن الدورة الخامسة لهيئتها المصغرة ستنعقد في جنيف الأسبوع المقبل من 25 إلى 29 يناير الجاري، دون إضافة تفاصيل أكثر.
وأكد بيدرسون في اجتماع نشرت تفاصيله على موقع مجلس الأمن الرسمي، أن الجولة الرابعة الماضية شهدت اختلافات كبيرة بين المشاركين، وسط حالة من التوتر، مستدركا بالقول، «ومع ذلك ما زلنا نرى إمكانية التوصل إلى أرضية مشتركة في الجولة الخامسة، إذ سيتم التركيز على المبادئ الدستورية (الأساسية) والولاية (الخاصة بأعضاء اللجنة)».
وطالب بيدرسون عبر حسابه في «تويتر»، الجهات المتصارعة في سورية إلى حل النزاع بالعمل معا لتنفيذ القرار 2254.
وقال «لا يمكن لأي جهة فاعلة واحدة أو مجموعة من الجهات الفاعلة فرض إرادتها على سورية أو تسوية النزاع، يجب أن يعملوا معا».
ولفت إلى أن الملايين من السوريين في الداخل والخارج، يعانون من الصدمات العميقة والفقر المدقع وانعدام الأمن الشخصي وانعدام الأمل في المستقبل، وأن الكفاح اليومي بالنسبة للكثيرين، لمجرد البقاء على قيد الحياة يزاحم معظم القضايا الأخرى.
من جهتها، رحبت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، بخطوات عقد الجلسة الخامسة من اجتماعات اللجنة الدستورية، مشيرة إلى أن النظام السوري يعرقل عملها قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقالت كرافت خلال الجلسة إن نظام الأسد يجب أن يشارك بشكل هادف في عمل اللجنة الدستورية من أجل تقديم دستور يمثل الشعب السوري بأكمله.
وأضافت أنه من الواضح أن نظام الأسد يعرقل عمدا تقدم اللجنة، لتشتيت انتباه المجتمع الدولي بينما يستعد لإجراء انتخابات رئاسية «زائفة» هذا العام.
وأشارت كرافت إلى أن الانتخابات الرئاسية في سورية «غير شرعية»، وتتفق الغالبية العظمى من المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية على أن إطار الانتخابات الحالي في الدستور السوري لعام 2012، لا يفي بالمعايير الدولية الأساسية.
ودعت النظام إلى اتخاذ خطوات، كما اتفق عليها بالإجماع في القرار 2254، لتمكين مشاركة اللاجئين والنازحين داخليا في أي انتخابات سورية تجري بموجب دستور جديد، إذ إن الولايات المتحدة الأميركية لن تعترف بالانتخابات المقبلة.
وأوضحت كرافت أن النظام السوري يأمل في استخدام الانتخابات الرئاسية لعام 2021 لتعزيز الرواية الكاذبة بأنه شارك بشكل بناء في العملية السياسية بموجب القرار 2254، وأن حكم الأسد شرعي، ويجب أن يعمل على إعادة الإعمار والتطبيع.
وأكدت كرافت على جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية بيدرسون، لاتخاذ الإجراءات التي يراها مناسبة لتسهيل جهود الأطراف لبدء العمل على دستور جديد بنفسه.