يحاول الناشطون السوريون والمنظمات الاغاثية المحلية ابتكار ما يستطيعون من أفكار للفت أنظار العالم الى معاناة نحو مليوني نازح سوري شمال غرب سورية في المخيمات التي لم تصمد أمام فصل الشتاء بأمطاره وثلوجه وبرودته، في ظل عجز وتجاهل دولي فاقم مأساتهم.
وبعد مهرجان الطين الذي نظم في ريف ادلب وتخللته ألعاب بالطين الذي هاجم تلك المخيمات، أطلق ناشطون حملة جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ «#حملة_الطين».
وشارك عدد من الناشطين والفنانين والعاملين في الحملة ونشروا تسجيلات مصورة وهم يلطخون وجوههم بالطين، تضامنا مع النازحين الذين تحولت مخيماتهم الى برك من المياه والوحل. وانضم الفنان السوري «عبد الحكيم قطيفان» إلى حملة «الطين»، مع تدهور أحوال المخيمات.
وقال «قطيفان» في مقطع مصور نشره على صفحته الشخصية «فيسبوك»: «10 سنوات هم وأولادهم في الطين.. حياتهم بالطين.. أحلامهم بالطين.. تفاصيلهم بالطين، وبالصيف نفس الشي، لازم نفكر فيهم، لما نفوت على بيوتنا ونسكر على حالنا لازم نهتم فيهم، ونفكر فيهم».
وأضاف في المقطع الذي عنونه باسم «من أجل أهلنا الكرام الطيبين في المخيمات.. #كرامتهم _من كرامتنا» أن «هؤلاء أهلنا وناسنا الكرام الطيبين، خلونا نفكر كيف نساعدهم، العالم تخلى عنا.. السياسيون والمعارضة تخلوا عنا، خلونا نهتم فيهم وبمصابهم وبأحلامهم وبإنسانيتهم.. إما الطين وإما إنسانيتنا».
وكان ناشطون أطلقوا قبل أيام «حملة الطين» في الشمال السوري لتسليط الضوء على معاناة النازحين اليومية لاسيما من الأطفال الذين مات بعضهم وتدهورت الأحوال الصحية لمئات آخرين.
الحملة التي حملت شعار «سنشد عضدك بأخيك»، لاقت تفاعلا كبيرا بين عموم السوريين، معربين عن حزنهم العميق لما آلت إليه أحوال المخيمات في ظل تخلي المنظمات التابعة للأمم المتحدة والدول الداعمة للثورة السورية عن دعمهم بما يقيهم السيول الجارفة التي حولت الحياة إلى مأساة غير مسبوقة.