أعلنت بريطانيا أمس فرض عقوبات جديدة على 6 شخصيات مقربة من الرئيس بشار الأسد، تزامنا مع إحياء الآلاف من السوريين الذكرى العاشرة للانتفاضة ضد النظام في الشمال، في وقت دعت الأمم المتحدة الى الا يخفف مرور عقد من الزمن، من قوة التضامن مع هذا البلد.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن «المملكة المتحدة فرضت العقوبات على هؤلاء لدورهم في «قمع الشعب السوري أو الاستفادة من معاناته»، وقال «يبطش نظام الأسد بالشعب السوري منذ عقد لأنه تجرأ على المطالبة بالإصلاح السلمي».
وهذه الشخصيات هي: وزير الخارجية فيصل المقداد، وكذلك لونا الشبل، مستشارة الأسد والمقربة منه، وقائد الحرس الجمهوري مالك عليا وقائد الفيلق الخامس في الجيش السوري زيد صالح، وكذلك رجلا الأعمال يسار إبراهيم ومحمد براء قاطرجي.
وأوضح راب أن العقوبات تشمل تجميد أرصدة وحظر سفر.
وأضاف «اليوم، نحاسب ستة أفراد آخرين من النظام لاعتدائهم الشامل على المواطنين الذين يفترض بهم أن يحموهم».
وهذه العقوبات هي الأولى بنظام العقوبات المستقل لبريطانيا، بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي «البريكست» بداية عام 2021، حيث كانت تفرض عقوبات عن طريق التكتل.
وأكدت لندن أمس أنها تعمل مع مجلس الأمن الدولي للضغط على النظام «للانخراط بشكل ذي معنى» في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة ومحادثات اللجنة الدستورية في جنيف.
كذلك حضت دمشق على إطلاق سراح الأشخاص الذين اعتقلوا بشكل تعسفي والسماح بوصول المساعدات من دون عراقيل إلى كل أنحاء البلاد، وفق وزارة الخارجية.
وتأتي الإجراءات في الذكرى العاشرة لاندلاع حركة الاحتجاجات في سورية، التي أحياها آلاف المتظاهرين السوريين في مدينة إدلب، آخر المدن الكبرى الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شمال غرب سورية.
وبذلك تدخل سورية عامها الحادي عشر من الحرب، مثقلة بحصيلة قتلى تجاوزت 388 ألفا، وعشرات الآلاف من المفقودين والنازحين، عدا عن تهجير وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سورية وخارجها ودمار البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد.
وقالت هناء دهنين، على هامش مشاركتها في التظاهرة لوكالة فرانس برس «جئنا نجدد العهد كما فعلنا العام 2011 حين قررنا إسقاط النظام».
وردد المتظاهرون شعارات هتفوا بها في أولى التظاهرات السلمية التي خرجت الى الشوارع في أنحاء عدة من سورية لاسيما في مارس 2011، على غرار «حرية حرية حرية.. سورية بدها حرية» و«واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد»، وحمل بعضهم صورا لضحايا النزاع.
ورفعوا العلم السوري القديم الذي اعتمدته المعارضة. وعلقت لافتة كبيرة كتب عليها «الثورة عهد يتجدد ونصر مؤكد» و«يا شام انت شامنا».
في غضون ذلك، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أمس في بيان «تسببت عشر سنوات من الأزمة السورية في حدوث معاناة إنسانية وألم لا يمكن تصورهما»، مضيفا «لقد خذل العالم السوريين» وتحول نزاعهم إلى أحد «أكبر أزمات اللجوء في العصر الحديث».
وأكد ان مرور عقد من الموت والدمار والنزوح يجب الا يقوض التضامن مع السوريين.
وبين انه بعد عشر سنوات اضطر نصف عدد سكان سورية للفرار من ديارهم وهناك اكثر من 5.5 ملايين لاجئ في المنطقة فيما يتوزع مئات الآلاف من الأشخاص الآخرين على 130 بلدا.