شنّت إسرائيل غارات جوية عنيفة طالت ريف حماة وسط سورية وامتدت على طول الساحل السوري واستهدفت مواقع لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن قاعدة حميميم الروسية، في هجوم نادر على مسقط رأس الرئيس بشار الأسد في اللاذقية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري أنه حوالى الساعة الثانية فجر أمس نفذت إسرائيل «عدوانا جويا من اتجاه جنوب غرب اللاذقية، مستهدفة بعض النقاط في المنطقة الساحلية، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها».
وأدى القصف، وفق المصدر العسكري، إلى مقتل مدني وجرح ستة آخرين بينهم طفل ووالدته اضافة إلى بعض الخسائر المادية من بينها منشأة مدنية لصناعة المواد البلاستيكية.
وذكرت سانا أن القصف الإسرائيلي بالصواريخ تم باتجاه مناطق الحفة في اللاذقية ومصياف غرب محافظة حماة.
بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إنها المرة العاشرة التي تستهدف فيها اسرائيل الاراضي السورية منذ مطلع العام 2021، حيث استهدفت بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، مواقع عسكرية لقوات النظام والميليشيات الموالية لإيران في ريفي اللاذقية وحماة أسفرت عن اكثر من 20 قتيلا وجريحا.
ففي حماة طال القصف مستودعات للأسلحة والذخائر في جبال وغابات منطقة دير شميل بريف حماة الغربي عند الحدود الإدارية مع اللاذقية، وفي اللاذقية طال القصف مقرات عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر جنوب الحفة، وخلفت الضربات تلك نحو 14 جريحا بالإضافة لتدمير مستودعات. وذكر المرصد أن الحرس الثوري الإيراني كان يتردد إلى منطقة المستودعات في منطقة دير شميل، وكعادتها شاركت دفاعات النظام الجوية في صد الهجوم محاولة إسقاط الصواريخ، وتمكنت من إسقاط بعضها، إلا أن البقية وصلت أهدافها.
وقال إن مدنيا قتل وأصيب أكثر من 5 آخرين بجراح بينهم امرأة و3 أطفال، بالإضافة لتدمير مبنى لا يعلم إذا ما كان مستودعا أو ورشة تصنيع، وذلك في منطقة رأس شمرا ورأس العين بريف اللاذقية.
وأكد الجيش السوري في بيان إن ضربات جوية أصابت عدة مناطق على طول الساحل الجنوبي الغربي من اللاذقية. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الهجوم الإسرائيلي أصاب كذلك بلدة الحفة شرقي اللاذقية ومصياف في محافظة حماة.
ورغم أن الضربات الإسرائيلية في الأعوام القليلة الماضية استهدفت الكثير من المناطق في سوريا، فإنها نادرا ما تصيب اللاذقية القريبة من قاعدة حميميم الجوية الروسية.
وقال منشق بارز عن الجيش إن الهجوم الإسرائيلي أصاب عدة مناطق في بلدة جبلة في محافظة اللاذقية بشمال غرب البلاد، وهي معقل للأقلية التي ينتمي إليها الأسد والتي تهيمن على الجيش وقوات الأمن.
وصعدت إسرائيل في الأشهر الأخيرة ما يسمى «حرب الظل» ضد أهداف مرتبطة بإيران داخل سورية وفقا لمصادر مخابرات غربية تقول إن الضربات تستهدف بشكل أساسي مراكز أبحاث لتطوير الأسلحة ومستودعات ذخيرة وقوافل عسكرية تنقل صواريخ من سورية إلى لبنان.