يترقب ملايين السوريين في شمال غرب البلاد مآلات الأخذ والرد الحاصل بين أعضاء مجلس الأمن الدولي وخصوصا روسيا والولايات المتحدة، حول تمديد التفويض الذي يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى مع تركيا الذي يشكل شريان الحياة الوحيد لهم.
ويتخوف ديبلوماسيون من استخدام موسكو حق النقض «الفيتو» لمنع تجديد التفويض الذي ينتهي يوم السبت المقبل، حيث قال الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشأن السوري ألكسندر لافرينتيف، إن بلاده تطالب بوقف آلية إيصال المساعدات عبر الحدود السورية وعدم تمديد التفويض لهذه الآلية.
وجدد لافرينتيف في تصريحات على هامش اجتماع «صيغة أستانا» للتسوية السورية بين المعارضة والنظام، موقف روسيا الداعي الى حصر إيصال المساعدات عبر حكومة النظام وقال: «المساعدات يجب أن تصل عبر دمشق».
وذكرت وسائل إعلام روسية أن بحث تمديد التفويض الأممي لإيصال المساعدات الأممية عبر الحدود كان محورا أساسيا في المفاوضات التي انطلقت امس في العاصمة الكازاخية، منوهة بأن مشروع القرار الجديد، الذي تقدمت به إيرلندا والنرويج، يدعو لتوسيع التفويض وإعادة فتح معبر اليعربية مع العراق، بينما تطالب واشنطن بفتح معبر ثالث في باب السلامة إلى جانب باب الهوى الذي يعمل حاليا.
وقال ديبلوماسيون إن روسيا لم تحضر مفاوضات مجلس الأمن الجانبية حول مشروع القرار أمس الأول، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز».
وقد أكدت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة ليندا توماس-غرينفيلد، أنه لا بديل عن آلية إيصال المساعدات عبر الحدود، وحثت مجلس الأمن على «تجديد وتوسيع» التفويض لمدة 12 شهرا.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، استشهدت «غرينفيلد» بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولي وكالات الأمم المتحدة، الذين صرحوا مرارا وتكرارا بأنه لا يوجد بديل عن آلية إيصال المساعدات عبر الحدود، وقالت إن المساعدات عبر النظام يمكنها تلبية احتياجات السوريين التي ارتفعت العام الماضي مع انتشار فيروس كورونا.
وأوضحت السفيرة الأميركية أن ملايين الأشخاص يعتمدون على 1000 شاحنة تمر عبر هذا المعبر بالمساعدات كل شهر، مضيفة أنه بدونها، قد يواجه الأطفال المصابون بسوء التغذية الحاد «المجاعة»، وقالت: «أمامنا 4 أيام - 4 أيام فقط متبقية قبل انتهاء صلاحية تفويض الوصول عبر الحدود رسميا، ما يعرض حياة الملايين للخطر».