- تجدد الاحتجاجات في عدة مدن.. والقوات السورية تقصف بلدة العريضة الحدودية
عواصم ـ وكالات: عشية الدعوة للتظاهر في «جمعة الحرية»، وبعد ساعات من فرض واشنطن عقوبات مباشرة على الرئيس السوري بشار الاسد ومسؤولين اخرين بسبب مضيهم في قمع الاحتجاجات، ذكرت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية أن السلطات لا تزال تنفذ مداهمات واعتقالات جماعية وفردية تعسفية في عدد من المدن والقرى السورية.
وأوردت المنظمة، في بيان لها امس، قائمة بأسماء الذين تم اعتقالهم والمقدر عددهم بما يزيد على 140 معتقلا في مدينة سلمية بمحافظات حماة والرقة وادلب وجسر الشغور ودرعا وطرطوس وحلب وعفرين وحمص وتل كلخ وطفس ودير الزور.
وأدانت المنظمة حملة الاعتقالات الواسعة التي تشهدها معظم المدن السورية بالرغم من إنهاء العمل بحالة الطوارئ، معتبرة الاعتقال التعسفي بصوره المختلفة إحدى الظواهر الخطيرة التي تشكل التهديد الرئيسي للحق في الحرية والأمان الشخصي.
الى ذلك عرضت عدة قنوات تلفزة صورا لتجدد الاحتجاجات امس الاول في العديد من المدن السورية وبخاصة في حماة وحلب وحمص وحي الميدان في دمشق، بالاضافة الى الهجوم الذي تقوم به القوات السورية على قرى حدودية مع لبنان مثل العريضة وتل كلخ.
وتجددت الدعوة امس الى التظاهر اليوم في يوم «جمعة ازادي» وازادي تعني الحرية باللغة الكردية.
واكد النص الذي بثته صفحة «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» على سلمية المظاهرة الا انه اضاف «لن نتساهل مع الامن والشبيحة ولن نسمح لهم بالاعتقالات وسنكون شوكة في حناجرهم».
واضافت الصفحة «بكرة يوم مختلف، يوم تتجلى فيه عبارة الشعب السوري واحد، يوم هتافه حوران (جنوب) تنادي ازادي وعفرين (بلدة كردية في الشمال) ترد حرية، الدير (شمال شرق) تنادي ازادي قامشلي (شمال شرق) ترد حرية، وحمص (وسط) تصيح ازادي وكوباني (منطقة رأس العين الكردية شمال شرق) ترد حرية».
يأتي ذلك فيما «استمرت حملات الاعتقال في عدة مدن سورية منها حمص والرقة (شمال) ودير الزور واللاذقية (غرب) وفي مكان اعتقال احد قادة الاحتجاجات في بانياس (غرب) انس عيروط حيث جرت عدة حملات واعتقالات» في هذه المدينة الساحلية، حسبما اشار رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال رئيس المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «مازال مصير بعض المعتقلين مجهولا رغم مضي عشرين يوما على اختفائهم».
واضاف ان «الاشخاص الذين اعتقلوا في مدينة البيضة (المجاورة لبانياس) وظهروا على شريط فيديو وهم يتعرضون للاهانة تم اعتقالهم من جديد بعد ان اخلي سبيلهم وتعرضوا للتعذيب».
وقال: «جرت في مدينة نوى (محافظة درعا، جنوب) عمليات امنية يوم امس الاول وصباح امس حيث جرت مداهمات واعتقالات طالت العشرات»، مشيرا الى «عدم وجود عسكري حتى الان» في هذه المدينة.
كما ذكر رئيس المرصد انه «تم يوم امس تشييع عبدالرحمن الشغري الذي اصيب بطلق ناري في السابع من مايو واعتقلته السلطات جريحا»، مضيفا ان السلطات «قامت بتسليم جثمانه الى اسرته البارحة وبدا على جسده اثار كدمات تشير الى انه تعرض للتعذيب».
وقال ان «المشيعين هتفوا بشعارات تمجد الشهيد رغم تواجد كثيف لعناصر الامن».
في هذا الوقت، استنكرت سورية امس العقوبات المباشرة التي قررت الادارة الاميركية فرضها على الرئيس السوري بشار الاسد وعدد من المسؤولين السوريين بسبب قمع الحركة الاحتجاجية في البلاد.
وقال مصدر رسمي في تصريح نقلته وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان سورية «تستنكر الاجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة حيال الرئيس بشار الاسد وعدد من المسؤولين السوريين بذريعة الاحداث الجارية في سورية».
واعتبر المصدر السوري ان ذلك يصب في مصلحة اسرائيل، وقال «الاجراء الاميركي بحق سورية له تفسير واحد هو التحريض الذي يؤدي لاستمرار الازمة في سورية الامر الذي يخدم مصالح اسرائيل قبل كل شيء».
واشار الى ان سلسلة العقوبات الاميركية التي تضمنت «قانون محاسبة سورية وسبقه وضع سورية على قائمة الدول الراعية للارهاب» كانت «بسبب دعمها للمقاومة».
واكدت سورية ان هذه العقوبات «لم ولن تؤثر على قرار سورية المستقل وعلى صمودها امام المحاولات الاميركية المتكررة للهيمنة على قرارها الوطني وانجاز الاصلاح الشامل».