عواصم ـ وكالات: وسط معلومات عن مظاهرات ليلية مستمرة خرجت في ضواحي دمشق وحمص وحماة ودير الزور ومقتل 10 مدنيين برصاص قوات الامن، أعلن مصدر عسكري سوري أن 1300 من أفراد الأمن السوري قضوا خلال أشهر الاحتجاجات الشعبية.
وفي الاثناء، قال رامي عبدالرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ مقرا له في لندن أمس أنه جرى «إطلاق نار ليلا في مدينة القصير».
وتابع نقلا عن شهود «بالامس (السبت الماضي) هرب مئات من سكان القصير الى لبنان».
وقال عبدالرحمن انه «سمع كذلك اطلاق نار خلال الليل في احياء عدة من حمص».
من جهة أخرى، أفاد مختار بلدة الكنيسة في منطقة عكار علي حمود وكالة «فرانس برس» بأن «بين 350 الى 400 شخص دخلوا الكنيسة الحدودية قادمين من سورية، وانتشروا في عدد من منازلها وفي بلدة مجاورة».
وأوضح ان غالبية القادمين هم من اللبنانيين المقيمين في بلدتي الهيت والدويك السوريتين الحدوديتين».
بدوره قال الشيخ مصطفى حمود، امام مسجد في الكنيسة ـ من اصل سوري ـ ان عائلتي «مقسومة بين لبنان وسورية. اشقائي المقيمون في سورية موجودون عندي في المنزل مؤقتا، لكنهم يريدون العودة».
واوضح الشيخ حمود الذي ينسق على الارض مع القادمين من سورية، ان «معظم الزوار من سورية الذين لديهم بمعظمهم اقارب في منطقة وادي خالد في عكار، يأتون مساء الى لبنان خوفا من حصول تطورات امنية في الليل، ثم يعودون صباحا للعمل في اراضيهم. انه موسم حصاد القمح».
من جهتها نقلت اذاعة «بي.بي.سي» عن ناشطين سوريين تأكيدهم أن 10 أشخاص على الأقل قتلوا أمس الأول على يد قوات الأمن التي لاتزال تواصل عملياتها الأمنية ضد المحتجين المناوئين للحكومة.
وأضاف الناشطون أن من بين القتلى طفل يبلغ من العمر 12 عاما قتل في بلدة «الكسوة» جنوبي العاصمة دمشق. وفي دمشق، افاد سكان في حي البرزة بدمشق حيث قتل شخص واحد بأن قوات الأمن اعتقلت نحو 200 خلال حملة مداهمات وتفتيش من منزل الى منزل بعد فرض حظر التجوال، وذكرت التقارير أن السلطات عمدت الى قطع مياه الشرب عن الحي.
وقتل 3 اشخاص في محافظة حمص وسط سورية، كما قتل شخصان في مدينة حماة واثنان في دير الزور بشرق سورية.
في المقابل، قال مسؤول عسكري سوري أمس أن 1300 من أفراد الأمن السوري قضوا خلال أشهر الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة، والتي وصفها مؤخرا مسؤول سوري آخر بأنها ليست سوى «هجمات يشنها مسلحون على القوات الحكومية والمدنيين».
وأوضح اللواء رياض حداد الناطق باسم الجيش السوري في مقابلة مع شبكة «سي.ان.ان» الإخبارية الأميركية في دمشق أن 700 ممن وصفهم بـ «الإرهابيين» وعائلاتهم فروا من السلطات السورية إلى داخل تركيا.
واتهم حداد، خلال المقابلة، من أسماهم بـ «العصابات المسلحة» بقتل 1300 من رجال الأمن أثناء الاحتجاجات الشعبية التي تعصف بسورية، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
لكن عبدالرحمن أكد مقتل أكثر من 1600 شخص، معظمهم من المدنيين الذين شاركوا في الاحتجاجات.
وقال رامي عبدالرحمن، مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن قرابة 10 آلاف شخص اعتقلوا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية منتصف مارس الماضي.
على صعيد متصل، نقلت وسائل إعلام سورية أن النازحين يواصلون العودة إلى قراهم في بلدة جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد بعدما أجبرتهم «تنظيمات إرهابية مسلحة» على مغادرتها.
ووفق وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، فقد عاد 730 مواطنا من المخيمات التركية إلى جسر الشغور بعدما أعاد الجيش «الأمن والطمأنينة» إلى المدينة.
في غضون ذلك، اتهمت صحيفة «البعث» السورية عواصم الاتحاد الأوروبي بـ «التدخل في الشأن السورى بشكل مفضوح وانحراف خطير باتجاه الاستباحة لذلك التدخل بما لا يستقيم مع ادعاءاتهم بحرصهم على حقوق الإنسان والحريات».
وقالت الصحيفة الرسمية في افتتاحيتها بعددها الصادر أمس بعنوان «حين يتواطأ الاوروبيون» ان الأوروبيين في مزايدتهم على الإدارة الأميركية يستهدفون مناخات الحوار الوطني وبرنامج الإصلاح الذي تسعى القيادة السورية إلى تطبيقه ضمن أجندة داخلية صرفة، انما يؤكدون رغبتهم -تشجيع حالة الفوضى وزعزعة الاستقرار في سورية والذهاب بعيدا في مخطط إضعافها وحصر دورها الإقليمي داخل حدودها.
واعتبرت الصحيفة ان «ذلك المخطط هو هدف أميركي- إسرائيلي قديم جرى العمل عليه عام 2005 ولقي الهزيمة مع اتساع الدور السوري الإقليمي بعد خروج القوات السورية من لبنان».
وقالت «البعث» ان التصريحات الأوروبية المتواترة ضد دمشق في كل جهد تقوم به لفرض الأمن والاستقرار وإتباعها بحزمة الإجراءات «العقابية» بما يتقدم على سلوك الإدارة الأميركية، هي مؤشرات فهمت جيدا في دمشق وأكدت القناعات بانحراف أوروبي خطير باتجاه استباحة التدخل في شؤون الآخرين».
ومضت الصحيفة تقول ان «الأوروبيين قد يستطيعون المضي في تلك السياسة العدوانية ورفع السقوف كما يريدون مادام الجزء الأهم من الحرب التي تواجهها سورية إعلامية بامتياز، مؤكدة في الوقت ذاته ان «هناك حقائق لا يمكن إغفالها تنطلق من أن أي تدخل في الشؤون السورية مرفوض وتحت أي عنوان كان».
من جهة أخرى، نفى المنسق الإعلامي للملتقى التشاوري الذي تعقده شخصيات مستقلة سورية اليوم في دمشق وجود أجندات خارجية للملتقى أو مشاركة مسؤولين سوريين او حتى أشخاص موالين للسلطة.
وقال المنسق الاعلامي محي الدين عيسو لـ «يونايتد برس انترناشونال» ان الملتقى «يعقد تحت شعار سورية للجميع في ظل دولة ديموقراطية مدنية وذلك بمشاركة نحو 250 شخصا ويضم كتابا وصحافيين وفنانين وناشطين وشبابا مهتمين بالشأن العام لمناقشة الوضع السوري الراهن وكيفية الانتقال إلى دولة ديموقراطية مدنية».
ونفى ما اشيع عن رعاية إحدى السفارات للقاء وعقده في فندق شيراتون دمشق «نحن لم نتلق أي رعاية من احد لا داخلية ولا خارجية وتم نقل موقع الاجتماع الى فندق سميراميس وذلك ضغطا للنفقات المالية لان من يقوم بعملية تمويل اللقاء والذي يستمر 8 ساعات تصدر في ختامه مجموعة توصيات هم المشاركون وكل حسب مقدرته المالية».
وشدد على رفض حضور أي «أشخاص من السلطة او من أعضاء حزب البعث ولا حتى المؤيدين للسلطة» هذا اللقاء، مضيفا «نحن لن نتحاور مع أشخاص ينشرون الدبابات في المدن السورية لا في هذا الملتقى ولا مستقبلا».
واكد عدم حضور أي شخصية سورية شاركت في المؤتمرات التي عقدتها المعارضة السورية خارج البلاد فـ «المشاركون هم أشخاص من المعارضة الداخلية ومن جميع المحافظات السورية».
وأشار عيسو الى ان من بين ابرز المشاركين في اللقاء ميشيل كيلو وعارف دليلة ولؤي حسين وفايز سارة ومازن درويش وغيرهم.
وقالت مصادر مقربة ان ورقة العمل في الاجتماع ستركز على «بناء الثقة بين السلطة والشعب عبر تراجع العملية الأمنية إلى الخلف وتقدم العملية السياسية إلى الأمام وإيجاد الوسائل للتصالح مع النخب السورية وإطلاق يدها للعمل في الحياة العامة باعتبارها الشريك الوحيد للسلطة في خياراتها الإصلاحية والتغييرية».
كما تطرقت الورقة إلى قضية الإعلام داعية إلى إيجاد «مناخ إعلامي مؤات عبر السماح لكل سوري بالوصول إلى المعلومة الصحيحة كي يتمكن من تشكيل رأيه السياسي».