- مصدر عسكري يعلن تحرير ضباط وجنود من كمين نصبته «العصابات المسلحة» في جبل الزاوية
- كلينتون تحذر من نفاذ الوقت أمام الحكومة السورية للشروع في الإصلاح
خرج مئات الآلاف من السوريين في مظاهرات شملت العديد من المدن والبلدات كانت أكبرها في دير الزور وحماة التي شهدت خروج أكثر من 400 ألف متظاهر بحسب وكالات الأنباء.
وقد سقط خلال مظاهرات ما أطلق عليه المتظاهرون «جمعة ارحل» للمطالبة برحيل النظام، نحو تسعة متظاهرين برصاص قوات الأمن على ما نقلت وكالة رويترز.
ونقلت الوكالة عن ناشطين معارضين ان ثلاثة متظاهرين قتلوا في حمص وثلاثة في ادلب وقتل اثنان في ضواحي دمشق وواحد في اللاذقية.
سياسيا، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون انه «من الواضح تماما أن الوقت ينفد أمام الحكومة السورية. إما أن يسمحوا بعملية سياسية حقيقية تتضمن السماح باحتجاجات سلمية في أنحاء سورية والدخول في حوار بناء مع أعضاء المعارضة والمجتمع المدني واما مواجهة المزيد من المعارضة المنظمة.
في المقابل انتقدت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، موقف المعارضة السورية الرافض للحوار مع النظام وقال «إذا كانت المعارضة السورية تسعى بحق نحو تحقيق الإصلاح في المجتمع والدولة، فإنه من غير المقبول أن ترفض اقتراحا بشأن إجراء الحوار مع السلطات الحاكمة».
وفي التفاصيل فقد شهدت مدن وبلدات سورية عدة مظاهرات حاشدة في بعضها تحت عنوان «جمعة ارحل» تطالب بالحرية وإسقاط النظام.
وقد شهدت مدينتا دير الزور شرق البلاد وحماة أكبر التظاهرات حيث رفع المشاركون فيها لافتات تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد. وقد خلفت مظاهرات جمعة الرحيل 9 قتلى على الأقل سقطوا برصاص قوات الامن في عدة مدن. وأوضح رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي في تصريح لوكالة فرانس برس ان «ثلاثة اشخاص قتلوا في حمص واثنين في حي القدم في دمشق بالإضافة الى قتيل في داريا بريف دمشق».
من جهة اخرى، لفت الناشط الى مقتل شخص سابع «في حي المسبح في مدينة اللاذقية الساحلية متأثرا بجراحه عندما ألقى مجهول قنبلة من سيارة» موضحا ان «هذا الحي لم يشهد اي تظاهرات» أمس. واضاف ان «المتظاهرين في اللاذقية احرقوا العلم الروسي والايراني».
وبثت المواقع الالكترونية شريطا مصورا بينت فيه تظاهرة جرت في حي القدم شارك فيها مئات المتظاهرين مرددين شعارات تدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى الرحيل «ارحل ارحل يا بشار دم الشهداء شعلة نار».
من جهتها، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان «مسلحين قطعوا الطريق في حي القدم وأطلقوا النار باتجاه قوات حفظ النظام» معلنة عن «استشهاد مدني برصاص مسلحين».
وقال ناشط آخر فضل عدم كشف اسمه في اتصال هاتفي من حمص مع وكالة فرانس برس ان «اثنين من المتظاهرين قتلا عندما فتحت قوات الامن النار عليهما»، موضحا ان «احدهما سقط في حي باب السباع والآخر في حي القرابيص». كما اشار الناشط الى جرح 12 شخصا من بين المتظاهرين.
وذكر الناشط ان اكثر من 100 ألف متظاهر شاركوا أمس في التظاهرات التي خرجت في عدة احياء من حمص بينها حي الخضر وباب السباع وباب الدريب والوعر والغوطة والقصور.
وأضاف ناشطون ان المتظاهرين في باب السباع دخلوا الأزقة الضيقة بعد تعرضهم لإطلاق نار غزير لافتين ايضا الى اطلاق نار غزير في منطقتي الغوطة والانشاءات. كما امتد اطلاق النار من بابا عمرو باتجاه المخيم الفلسطيني القريب، وفي حي القصور، حيث انفضت التظاهرة بعد القمع الشديد، بحسب الناشطين.
من جانبه، ذكر التلفزيون السوري في خبر عاجل ان «مسلحين اطلقوا النار على المدنيين وقوات الشرطة في حي القصور في حمص» لافتا الى «استشهاد مدني وشرطي».
في غضون ذلك قال شهود عيان ليوناتيد برس انترناشونال من مدينة دير الزور «أن عشرات آلاف شاركوا في المظاهرة التي تعد الأكبر منذ انطلاق الاحتجاجات في مارس الماضي.
وأضاف شهود العيان ان «المتظاهرين انطلقوا من أكثر من 25 مسجدا في المدينة واتجه الجميع نحو ساحة الحرية والتي كانت تسمى ساحة الباسل وهم يحملون أكثر من 10 آلاف علم سوري بينما حملوا ثلاثة اعلام كبيرة احدهما طوله 300 متر وكذلك حمل علم الاستقلال» الذي يحمل الألوان الاخضر والابيض والاسود مع وجود ثلاثة نجوم حمراء.
وقال شهود العيان ان «حجم المظاهرة الكبير يعود الى ان طلبة المدارس والجامعات انهوا امتحاناتهم وكان لهم حضور كبير كما حضر ابناء البلدات والقرى المجاورة للمدينة للمشاركة في التظاهرة».
وقال شهود آخرون ان «مظاهرات كبيرة شهدتها مدينتي البوكمال على الحدود العراقية والميادين شارك فيها آلاف دون حدوث أي مصادمات مع قوات الامن».
وفي حماة أكد ناشطون حقوقيون ان اكثر من 400 الف شخص خرجوا للتظاهر وأشاروا في اتصالات مع «أ ف پ» الى إن «المتظاهرين قدموا من مساجد وقرى مجاورة عدة».
من جهته، اكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان مدينة «حماة شهدت اكبر تظاهرة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في البلاد في منتصف مارس شارك فيها اكثر من نصف مليون متظاهر».
كما خرجت مظاهرات عدة في ريف محافظة حماة وكان اكبر تلك المظاهرات في مدينة صوران القريبة من حماة. وفي محافظة ادلب خرجت مظاهرات في كفر نبل وبنش وبعض بلدات المحافظة.
وفي العاصمة دمشق أغلقت السلطات أبواب جامع الحسن في حي الميدان بعد سماع أصوات تكبير داخل حرم الجامع لمنع خروج تظاهرات، بحسب وكالة يو بي آي.
وفي الحجر الأسود وفي حي برزة الدمشقيين خرجت مظاهرتان كبيرتان تطالبان بالرحيل ولم يحدث أي احتكاك مع قوات الأمن التي كانت تنتشر بكثافة وقال شهود عيان ان فريقين من شبكتي «سي أن أن» الأميركية و«سكاي نيوز» البريطانية حضرا الى برزة لتغطية المظاهرات.
كما خرجت مظاهرات في بلدة المعضمية وداريا ودوما. وفي محافظة درعا خرجت مظاهرات كبيرة في بلدة انخل من أمام جامع القاسم تدخل الجيش وأطلق النار في الهواء ولم تحدث أي صدامات مع المتظاهرين.
وكان ناشطون حقوقيون أفادوا أمس بأن ثلاثة اشخاص قتلوا مساء الخميس عندما اطلق رجال الامن النار عليهم في منطقة جبل الزاوية التي تشهد عمليات عسكرية منذ عدة ايام كما سمع دوي انفجارات أمس على الساحل السوري.
من جهة أخرى، ذكر مصدر عسكري سوري مسؤول في بيان نشر في وقت متأخر أمس الأول ان القوات السورية الخاصة تمكنت من تحرير مجموعة من الضباط والأفراد الذين وقعوا في كمين محكم نصبته عناصر «التنظيمات الإرهابية المسلحة» في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب شمال غرب البلاد. وقال إن الكمين نصبته عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة أول من أمس بينما كانت المجموعة تقوم بعملية استطلاع في جبل الزاوية لرصد تحركات المسلحين ومعرفة أماكن تواجدهم». وأضاف المصدر ان «العملية نفذت دون أي خسائر بالأرواح وتمكنت الوحدة المنفذة من إلقاء القبض على عدد من العناصر الإرهابية المسلحة وإيقاع العديد من الخسائر في صفوفهم».
في ردود الفعل الدولية على احداث سورية، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس «إن الوقت بدأ ينفد بالنسبة إلى النظام السوري»، منددة في الوقت نفسه بأعمال العنف التي شهدتها مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية.
ونقل راديو (سوا) الأميركى عن كلينتون من العاصمة الليتوانية فيلينيوس، قولها «إن الوقت ينفد أمام الحكومة السورية للشروع في الإصلاح، وهو أمر سيعرضها للمزيد من الضغوط»، مشيرا إلى عدم الانسجام في سياسة دمشق التي سمحت بعقد اجتماع للمعارضة قبل أن تعاود ممارسة أعمال قمع جديدة.
وأعربت عن اعتقادها بأن سماح الحكومة السورية للمعارضة بعقد اجتماع واحد حتى الآن ليس كافيا. في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أمس أن رفض المعارضة السورية إجراء حوار مع السلطات «غير مقبول» مؤكدا على ضرورة هذا الحوار.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله بمؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي الين جوبيه بموسكو «اذا كانت المعارضة (السورية) تسعى حقا إلى إصلاحات بالمجتمع السوري والدولة فإن رفض هذا المقترح هو ببساطة غير مقبول». وأضاف انه يتعين على المعارضة السورية التخلي عن الموقف المتصلب وعدم الاستخفاف بكافة المقترحات التي تعرضها السلطات و«الموافقة على الحوار». وقال «اذا كانت المعارضة تسعى حقا الى الاصلاحات بالمجتمع السوري والدولة فإن رفض هذه المقترحات غير مقبول ويثير شبهات بأن الحديث بالحقيقة لا يدور حول الإصلاحات بل عن تغيير النظام بسورية. ونحن نعرف عواقب هذا مراعاة لخاصية تركيبة هذه الدولة».
بدوره دعا جوبيه إلى وجوب وقف كافة أشكال العنف وإجراء إصلاحات في سورية قائلا «نشاطر وجهة النظر القائلة بضرورة وقف كافة أشكال العنف بأسرع وقت وضرورة ان يجري الإصلاح بهذا البلد من الداخل». وأعرب عن استعداد فرنسا «لمواصلة العمل بحثا عن حلول».