استحوذت زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى دمشق على المشهد السياسي السوري بعد تصاعد لهجة التصريحات بين البلدين.
وقد اجرى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو محادثات مطولة مع الرئيس السوري بشار الاسد، ودعا اوغلو الرئيس الاسد لوقف العمليات العسكرية ضد المتظاهرين المدنيين، وابلغ الوزير التركي الحكومة السورية ان زيارته الى دمشق هي التحذير الاخير للحكومة السورية، بحسبما نقل موقع «روسيا اليوم».
وشدد الوزير على انه في حال عدم وقف العمليات العسكرية فإن الوضع في سورية سيسير نحو الاسوأ، ولم تلق رسالة داود اوغلو ترحيبا من الجانب السوري، بحسب وكالات الاعلام.
ورد الأسد حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية بأن السلطات السورية لن تتهاون مع المجموعات الإرهابية وبأنها ستواصل ملاحقة كافة المخربين والإرهابيين.
وفيما اعتبر مراقبون ان عدم استقبال وزير الخارجية السوري وليد المعلم لنظيره التركي في المطار دليل على مدى التوتر في العلاقات، ذكر مصدر ديبلوماسي تركي لصحيفة «حرييت ديلي نيوز» أن الرســـــــالة التي حملها وزير الخارجية أحمد أوغلو إلى دمشــــق تتـــضمن تأكيدا للأسد أنه سيـلقى مصير القذافي إذا لم يوقف قتل شعبه.
وبحسب مصدر الصحيفة، فإن الرسالة تطلب من الأسد وقف العمليات العسكرية في المدن السورية فورا، وإلا فإن تركيا ستعلن عدم شرعيته على غرار ما جرى للقذافي. كما تطلب منه تحديد تاريخ محدد لإجراء انتخابات برلمانية ديموقراطية وحرة في سورية.
في غضون ذلك، استبعدت الحكومة الفرنسية أمس وجود أي نية لتدخل عسكري دولي في سورية على غرار ما تم في ليبيا، مؤكدة ان الضغط الدولي على النظام في ازدياد جراء تصاعد العنف هناك.
وجددت نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستين فاج نفي وزير الخارجية آلان جوبيه «تنفيذ عمليات عسكرية وتدخل قوات دولية في دمشق».
واكدت فاج ان «فرنسا مستمرة في التحرك على مستوى دولي لزيادة الضغط على النظام السوري بهدف التوقف عن استخدام العنف ضد المدنيين»، مشيرة الى ان «الضغط الدولي على النظام السوري يزداد لاسيما بعد استدعاء عدة دول عربية سفراءها من دمشق».
يذكر ان كلا من الكويت والسعودية والبحرين استدعت سفراءها لدى دمشق «للتشاور»، فيما اعلنت الكويت عن عقد اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي حول التطورات الاخيرة التي تشهدها سورية.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ناقش مع رئيسي الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو والإيطالي سلفيو بيرلسكوني التطورات الأخيرة في سورية.
وأصدر البيت الأبيض بيانا ذكر فيه ان أوباما اتصل بالزعيمين بحث خلاله الوضع في سورية وندد الثلاثة باستمرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام العنف ضد الشعب السوري.
واتفقوا على التشاور أكثر بشأن الخطوات الإضافية الواجب اتخاذها للضغط على النظام السوري ودعم تطلعات الشعب السوري الديموقراطية.
في سياق آخر، يعتزم وفد رفيع المستوى يمثل جنوب أفريقيا والهند والبرازيل الاطلاع على الوضع السياسي الراهن في سورية التي تشهد احتجاجات عنيفة.
وقالت مصادر وزارة الخارجية الجنوب أفريقية أمس ان نائب وزير الخارجية إبراهيم إبراهيم هو المكلف بزيارة سورية.
في وقت أكد نائب رئيس جنوب أفريقيا خاليما موتلانتي أن بلاده العضو الحالي في مجلس الأمن، ستقف ضد أي قرار دولي ضد سورية.
وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد وصف التقارير الإخبارية التي تتحدث عن الوضع في بلاده بـ «الكاذبة».
وقال المقداد خلال مؤتمر صحافي أمس في جنوب أفريقيا ان ما يثار عن أن المدنيين هم أكبر ضحايا الاحتجاجات الراهنة غير صحيح، وأضاف أن الضحايا هم من عناصر الأمن.