عواصم ـ وكالات: دعا ناشطون سوريون إلى الخروج في تظاهرات حاشدة اليوم الجمعة أطلقوا عليها «جمعة لن نركع» في إشارة إلى استمرار مقاومتهم ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
يأتي ذلك ردا على استمرار الحملة الأمنية التي تقوم بها قوات الجيش والأمن السورية وامتدت الى مناطق جديدة.
وحسب ما أفاد ناشطون حقوقيون بان القوات السورية اقتحمت بالدبابات صباح أمس مدينتي سراقب بمحافظة ادلب والقصير في محافظة حمص.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» في اتصال هاتفي ان «دبابات وناقلات جند مدرعة ترافقها حافلات كبيرة محملة بعناصر أمنية وعسكرية اقتحمت مدينة سراقب صباح أمس».
وأضاف انه سمع أصوات اطلاق الرصاص «بشكل كثيف» في المدينة التي تشهد تظاهرات يومية بعد صلاة التراويح تطالب برحيل النظام.
وأكد عبدالرحمن ان «الدبابات انتشرت في وسط المدينة»، حيث بدأت «الأجهزة الأمنية حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت أكثر من مائة شخص بينهم 35 طفلا».
وتابع ان «قوات الجيش تقوم بتحطيم أبواب المحلات التجارية العائدة للنشطاء المتوارين بحثا عنهم وقطعت الكهرباء عن المدينة» التي تشهد تظاهرات يومية بعد صلاة التراويح للمطالبة برحيل النظام، حسبما ذكر الناشط نفسه.
وقال أحد السكان الذي فر من البلدة «دخلت نحو 14 دبابة وعربة مدرعة سراقب صباح اليوم ومعها 50 حافلة وشاحنة صغيرة وسيارة أمن وبادرت بإطلاق النار بشكل عشوائي واقتحام منازل».
وفي حمص، افاد ناشط حقوقي ان عشرات الدبابات اقتحمت مدينة القصير جنوب غرب المدينة.
وأكد هذا الناشط قيام القوات الأمنية بحملة اعتقالات وكذلك قطع جميع الاتصالات عن المدينة التي هرب العديد من سكانها الى البساتين المجاورة.
وقال ناشط حقوقي أن 11 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب عشرون آخرون أمس برصاص قوات الأمن القصير.
وقال الناشط لـ «فرانس برس» من مدينة حمص ان القوات السورية التي اقتحمت المدينة صباح أمس «قامت بإطلاق النار على مواطنين كانوا يحاولون الهروب الى منطقة البساتين فقتلوا خمسة منهم على الأقل».
وأضاف ان «عشرين شخصا آخرين على الأقل جرحوا».
وفي حمص ايضا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان «اطلاق رصاص كثيف سمع حتى الساعة التاسعة من صباح أمس في حي بابا عمرو ترافق مع صوت رشاشات ثقيلة».
وتحدث عن «حملة اعتقالات أمنية كبيرة»، موضحا ان «تعزيزات أمنية شوهدت تتوجه الى الحي».
ويأتي ذلك غداة مقتل 27 مدنيا على الأقل في سورية أمس الأول بينهم 19 في حمص بوسط البلاد حيث اتهم نشطاء المعارضة قوات الأمن بقتل عدد من المدنيين قبل أذان المغرب في حيي الانشاءات وبابا عمرو، رغم أنه لم تكن هناك أي مظاهرات في تلك الأثناء.
من جهة أخرى، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في مدينة دير الزور بأن قوات الجيش قصفت مستشفى النور في المدينة الواقعة شرق البلاد، وافيد عن سقوط 3 قتلى فيها.
وذكرت قناة «الجزيرة» الفضائية أمس ان قوات الجيش اعتقلت صاحب المستشفى وثلاثة من الأطباء العاملين بها.
كما حاصر الجيش السوري حي الحميدية في مدينة دير الزور وسط إطلاق نار كثيف.
وفي سياق مواز، أكدت وزارة الخارجية الأردنية إصابة مواطن أردني برصاصة في الرأس في مدينة حمص السورية وان حالته حرجة للغاية.
وقال المتحدث باسم الوزارة محمد الكايد ـ في تصريح أمس ـ إن المواطن الأردني طارق محمد بني خالد أصيب برصاصة في الرأس في محافظة حمص قبل يومين، مشيرا إلى أنه تم نقله إلى مستشفى في حمص بحالة حرجة وتم إجراء الترتيبات اللازمة لنقله للعلاج في مستشفى الملك المؤسس بالأردن إلا انه تعذر نقله إلى المملكة.
ولفت إلى أن السفارة الأردنية في دمشق تواصل اتصالاتها للحصول على تصريح لنقله عبر سيارة إسعاف للبلاد.
وكانت وسائل إعلام سورية معارضة ذكرت نبأ استشهاد طارق على يد القوات السورية أثناء سيره بسيارته في زيارة لأحد أقربائه بمنطقة «دير بعلبة» في حمص، إلا أن الكايد نفى ذلك وأكد انه مازال على قيد الحياة.