عواصم ـ وكالات: حذر الرئيس التركي عبدالله غول نظيره السوري بشار الاسد من التأخر في اجراء اصلاحات ديموقراطية والندم لاحقا وذلك في الرسالة التي حملها وزير خارجيته احمد داود اوغلو الى دمشق الثلاثاء الماضي.
وذكرت وكالة انباء الاناضول امس ان داود اوغلو حمل رسالة من غول الى الاسد جاء فيها ان مطالب الشعب الشرعية من اجل الديموقراطية يجب ان تتحقق بجدية وبسرعة، واعتقد ان بامكان ذلك تحسين الاوضاع الراهنة السلبية في سورية بسرعة ايضا.
واكمل غول متوجها الى الاسد «لا ارغب في رؤيتك في وضع حيث تنظر الى الخلف وتندم لأن ما قمت به جاء متأخرا وليس كافيا».
واضاف ان سورية تمر بأوقات دقيقة وتاريخية، وقال للاسد «حان الوقت لتظهر قيادتك بشجاعة وتقود الطريق الى التغيير بدل ان تعلق في رياح التغيير».
يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه واشنطن الصين وروسيا والهند اول من امس الى تشديد الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد لوقف القمع الدموي للتظاهرات الاحتجاجية.
وفي مقابلة مع شبكة «سي.بي.اس نيوز»، اقترحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان تفرض الصين والهند عقوبات في قطاع الطاقة على سورية، ودعت روسيا الى وقف بيع اسلحة الى دمشق التي اشترت اسلحة من موسكو لعقود.
وقالت وزيرة الخارجية ان ما يجب علينا فعله في الواقع للضغط على الاسد هو فرض عقوبات على صناعة النفط والغاز ونريد ان نرى اوروبا تتخذ مزيدا من الخطوات في هذا الاتجاه».
واضافت «نريد ان نرى الصين تتخذ خطوات معنا. نريد ان نرى الصين والهند لأنهما تملكان استثمارات كبيرة في الطاقة داخل سورية. نريد ان نرى روسيا توقف بيع نظام الاسد اسلحة».
واوضحت الوزيرة الاميركية ان واشنطن تحاول تشجيع المعارضة المنقسمة على ان تبدي مزيدا من الاتحاد، محذرة من ان الاقليات التي قد تكون مستعدة لمعارضة الاسد تميل الى دعمه خوفا من النظام الذي قد يحل محله.
وقالت كلينتون لـ«سي.بي.اس»: «هناك مجموعات كثيرة، اقليات داخل سورية تقول ان الشيطان الذي نعرفه افضل من ذاك الذي لا نعرفه».
واضافت «لذلك فإن جزءا مما نفعله هو تشجيع المعارضة على تبني برنامج عمل موحد يستند الى تغيير ديموقراطي».
وتابعت «اذا كنت مسيحيا او كرديا او درزيا او علويا او سنيا سيكون لك مكان في سورية في المستقبل». وصرح مسؤول اميركي ـ طلب عدم الكشف عن هويته ـ لوكالة «فرانس برس» بأن «الولايات المتحدة تدرس دعوة الاسد صراحة الى التنحي لكن توقيت هذه الدعوة لايزال غير معروف».
واضاف ان تلك الدعوة «جزء من خطوات لزيادة الضغوط نظرا للحملة الوحشية المستمرة التي يشنها الاسد» ضد المحتجين.
وقالت كلينتون حين سئلت عن السبب في ان الولايات المتحدة لم تطالب حتى الآن بتنحي الرئيس السوري، ان واشنطن تريد من دول اخرى ان تعبر عن دعمها لهذا المطلب.
واضافت كلينتون ان الولايات المتحدة كانت «واضحة تماما» في تصريحاتها بشأن فقدان الرئيس السوري بشار الاسد للشرعية.
وقالت «من الضروري ألا يكون هو الصوت الأميركي فقط. ونريد ان نتأكد ان تلك الاصوات تأتي من أنحاء العالم». وقالت إن «الحيلة الحقيقية» تتمثل في «اقناع الأوروبيين والعرب والصينيين والهنود وآخرين» أن يفعلوا المزيد.
لكن الوزيرة الاميركية عادت واكدت ان «الشعب السوري هو من يقرر توقيت تنحي الرئيس السوري بشار الاسد»، لكنها دعت الى ممارسة المزيد من الضغوط الدولية على الحكومة السورية.
واضافت كلينتون «المهم هو ان الشعب السوري يعرف ان الولايات المتحدة تؤيد مرحلة انتقالية سلمية الى الديموقراطية، نعتقد ان لديهم الحق نفسه مثل اي شعب في اي مكان في اختيار قادته ولتكون له مؤسسات ديموقراطية من شأنها توسيع نطاق فرصهم الفردية».
واضافت «أن المجتمع الدولي وليس الولايات المتحدة فقط تريد رؤية تغيير سلمي في سورية».