- منظمة خيرية تدعو لوقف استهداف الأطفال
زاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من حدة لهجته تجاه الحكومة السورية وقال للدول الأعضاء في الأمم المتحدة أمس الأول انه تلقى «تقارير مروعة» عن قيام قوات النظام السوري بعمليات إعدام تعسفية وسجن وتعذيب للناس في مدينة حمص.
وقال بان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا ان «الحكومة السورية أخفقت في تحمل مسؤوليتها بحماية شعبها. السكان المدنيون يتعرضون لهجمات عسكرية في عدة مدن».
وأضاف «وقع هجوم كبير على حمص.. من الواضح ان الخسائر البشرية ضخمة. ما زلنا نتلقى تقارير مروعة عن عمليات إعدام من دون محاكمة واعتقالات تعسفية وتعذيب».
وفي بعض من أشد انتقاداته لدمشق حتى الآن قال بان «هذا الهجوم الوحشي مروع بشكل اكبر ان تشنه الحكومة بنفسها مهاجمة شعبها بشكل منهجي».
في المقابل وصف السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري تصريحات الأمين العام بأنها تنطوي على «لهجة خبيثة للغاية تقتصر على الافتراء على حكومة بناء على تقارير وآراء او شائعات».
وقال الجعفري ان المزاعم الزائفة «تأتي من المعارضة او من أناس في الخارج او أناس يعيشون في بلدان تعادي سورية صراحة» وأضاف ان التقارير التي تتحدث عن وجود أزمة انسانية «كاذبة تماما».
من جانبه، قال عبدالله المعلمي سفير السعودية بالأمم المتحدة والذي كان يتحدث باسم السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي للجمعية العامة للأمم المتحدة ان دمشق اتخذت من الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن ضوء اخضر لمهاجمة المدنيين العزل في سورية وخنق ثورتهم. وطالبه بأن يمارس دوره القانوني ويتحمل مسؤولياته الأخلاقية وأن يبادر إلى الدعوة إلى وقف العنف واتخاذ كل الوسائل الكفيلة بإيقاف آلة القتل السورية عند حدها وإنقاذ المدنيين المحاصرين في حمص وحماة وجميع المدن السورية.
في المواقف السياسية أيضا، اتهم وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الحكومة السورية بارتكاب «جريمة» بمنعها دخول المساعدة المخصصة للمدنيين المتضررين من اعمال العنف الى البلاد.
وقال داود اوغلوا امام الصحافيين في اسطنبول «الآن علينا والمجتمع الدولي (...) ان ندافع عن القيم الدولية. وفي الوقت الذي تتواصل فيه مثل هذه الفظائع، فإن منع دخول المساعدة الدولية ورفض دخول مسؤولي الأمم المتحدة يشكلان جريمة اخرى»، كما نقلت وكالة انباء الأناضول.
واتهم من جهة أخرى النظام السوري بأنه «يرتكب كل يوم جريمة ضد الإنسانية» عبر استهداف شعبه.
وفي اليوم التالي لحديث كي مون عن «التقارير المروعة» حول قيام قوات الحكومة السورية بعمليات إعدام وسجن وتعذيب لاسيما حمص، استمر خروج المظاهرات وجنازات التشييع في حماة وحلب ودير الزور ودرعا والرقة وحمص.
وقد أسفرت عن أكثر من 67 قتيلا، بحسب منظمات حقوقية ونشطاء، بينهم نحو 44 جنديا حاولوا الانشقاق في ادلب.
فقد أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 47 جنديا حاولوا الانشقاق في مطار أبوالظهور العسكري في إدلب فتم إعدامهم، وأفيد برمي جثثهم في بحيرة السيحة.
وقد أفاد ناشطون وموظفو اغاثة بان القوات السورية النظامية قصفت مدينة حمص مجددا أمس ومنعت وصول المساعدات الى المدنيين الذين تقطعت بهم السبل عدة أسابيع دون طعام أو وقود في المعقل السابق للمعارضين.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الانسان المعارضة في اشارة الى حي مجاور لبابا عمرو إنه في تصرف انتقامي أطلقت قوات الأسد قذائف المورتر ونيران الأسلحة الآلية عيار 500 مليمتر أمس على قرية جوبر المجاورة.
وجوبر منطقة متاخمة لحي بابا عمرو وتحدث نشطاء عن حالات اعدام جماعي نفذتها قوات الأسد التي دخلت فيما بعد المنطقة.
وكشفوا خروج حافلات تقل معتقلين من سكان الحي الى جهات غير معلومة بينما تواصل اعتقال العديد منهم في منشآت رياضية مجاورة وسط مخاوف من اعدامات جماعية من دون محاكمة.
كما أفاد ناشطون بان أصوات قصف سمعت في أحياء دير بعلبة والخالدية والقصور أسفرت عن سقوط 4 قتلى على الأقل.
كذلك اقتحم الجيش السوري أمس قرية عين البيضا التي شهدت حركة معارضة بالقرب من الحدود التركية، كما افادت وكالة انباء الاناضول التركية.
وقالت الوكالة نقلا عن شهود ان نحو الفي جندي و15 دبابة شاركت في العملية التي انتهت بالسيطرة على القرية على بعد بضعة كيلومترات من تركيا.
وفي درعا، قالت الوكالة الرسمية السورية للأنباء (سانا) ان هجوما وصفته بالانتحاري وقع في درعا أمس. وأوضحت «فجر ارهابي انتحاري سيارة يقودها في منطقة درعا البلد ما ادى الى استشهاد اثنين من المواطنين واصابة عشرين من المدنيين وقوات حفظ النظام».
واضافت الوكالة ان الانفجار اسفر ايضا عن «اضرار مادية لحقت بالمباني المحيطة بدوار المصري (حيث وقع الانفجار) والمحال التجارية».
وبث التلفزيون السوري صورا قال انها الاضرار الناتجة عن الانفجار تبين حطاما كبيرا لبعض المحال التجارية والمنازل المحيطة بموقع الانفجار.
وسارعت لجان التنسيق المحلية الى اتهام النظام بافتعال الانفجار وذكرت في بيان «تفجير مفتعل من قبل النظام في درعا البلد يؤدي إلى استشهاد وليد النجار ونورس المسالمة وسقوط عدد كبير من الجرحى وتضرر المنازل المحيطة».
واشارت اللجان الى ان «قناة الدنيا (المقربة من السلطة) حضرت مباشرة بعد وقوع التفجير للتصوير».
من جهته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن «ستة من القوات النظامية السورية على الاقل قتلوا وجرح تسعة آخرون اثر استهداف ناقلات جند مدرعة وحافلات عسكرية وامنية اقتحمت مدينة الحراك» أمس واشتبكت مع مجموعات منشقة.
وأضاف ان «مواطنا استشهد واصيب خمسة بجراح اثر اطلاق رصاص في مدينة الحراك التي دارت فيها اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة».
كما أكد نشطاء معارضون ان القوات السورية قتلت ثلاثة شبان أمس في مدينة دير الزور عندما فتحت النار على مشيعين في جنازة شخصين قتلا اول من امس في الحملة الامنية العنيفة على المظاهرات المطالبة بالديموقراطية في المحافظة الصحراوية.
وقال عبدالله محمود احد النشطاء في المدينة لـ «رويترز»: «كانت الجنازة في حي العمال لاميرة السالم وعمر الجنيدي اللذين قتلا يوم الجمعة. تجمع المشيعون وبدأوا في الهتاف ضد الاسد، عندها بدأ الامن في اطلاق النار من فوق التلال». وقالت لجان التنسيق المحلية ان المدينة تحولت الى ساحة مواجهة حقيقية وان قوات الأمن اقتحمت عدة أحياء في المدينة وسط إطلاق رصاص وقامت بحملة دهم واعتقالات.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة الانباء السورية انه تم تشييع «جثامين 19 شهيدا من عناصر الجيش وحفظ النظام استهدفتهم المجموعات الارهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في القنيطرة وريف دمشق ودرعا من مشفى تشرين العسكري بدمشق الى مثاويهم الاخيرة». دون ان تذكر اي تفاصيل عن ظروف مقتلهم.
إلى ذلك، دعت منظمة خيرية مقرها بريطانيا إلى زيادة الضغط العالمي لوقف أعمال القتل في سورية وضمان وصول المساعدات الانسانية الى الأطفال.
وقال الرئيس التنفيذي لمنظمة أنقذوا الأطفال «سيف ذا تشيلدرن» جاستين فورسيث في بيان «لقد حان الوقت لوقف القتل في سورية» مضيفا «نعلم أن أطفالا فقدوا حياتهم بالفعل وأصيب آخرون بشدة».
وأضاف «الأطفال في سورية سيتأثرون بشكل عميق جراء تجاربهم وسيكونون بحاجة الى مساعدة عاجلة» مؤكدا أن منظمة «سيف ذا تشيلدرن تقدم مساعدات للأطفال الذين هربوا من سورية الى الدول المجاورة لكننا لا نستطيع الوصول الى أولئك الذين مازالوا داخل البلاد».