- قتلى وجرحى بينهم 4 أطفال وفرار نحو 2000 سوري إلى لبنان
مع تكرار تجربة بابا عمرو المريعة في الرستن وكلتاهما في حمص التي لاتزال في عين العاصفة العسكرية للقوات النظامية السورية، تستمر الجهود الديبلوماسية في البحث عن حل للأزمة السورية التي قاربت العام من عمرها، في أكثر من عاصمة عربية وغربية.
فقد أعرب د.نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية عن أمله في صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار ووقف العنف في سورية وفتح المجال للمعونات الإنسانية خلال أسبوع، لافتا إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيشارك في أعمال الاجتماع الوزاري العربي في دورته الـ 137 التي ستنطلق بالجامعة العربية يوم 10 مارس الجاري.
وقال العربي في كلمة ألقاها أمس خلال افتتاح مؤتمر الاستجابة الفورية للحاجات الإنسانية للمتضررين من أبناء الشعب السوري الذي تستضيفه الجامعة العربية «إن هناك مؤشرات إيجابية لتغيير في الموقفين الصيني والروسي تجاه الملف السوري، لافتا إلى أن هناك اتصالات تجريها الجامعة العربية مع الجانبين».
وأضاف العربي «أن الوضع في سورية متأزم ويخرج عن المقبول بجميع المعايير، مشيرا إلى أن الدول العربية تسعى منذ 13 يوليو من العام الماضي إلى مطالبة النظام السوري بوقف العنف والإفراج عن المعتقلين والدخول في إصلاح حقيقي، بينما الجانب السوري يعطي كلمات فيها القبول لكن على الأرض لم يتحقق شيء».
وقبل أيام من الاجتماع الوزاري العربي، يصل إلى الرياض اليوم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في زيارة إلى المملكة تدوم عدة ساعات يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لبحث الأوضاع في سورية.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر سعودية مطلعة في الرياض قولها ان الجانبين السعودي والقطري سيناقشان خلال اللقاء «تطورات الأوضاع في سورية والجهود المبذولة لوقف آلة القتل التي يمارسها النظام السوري منذ شهر مارس من العام الماضي والتي أدت إلى قتل الآلاف».
ميدانيا، انتقل تركيز قوات الجيش والأمن السورية من حي بابا عمرو الذي اقتحمته بعد قصف استمر نحو شهر كامل، الى مدينة الرستن التابعة لحمص أيضا. لكن المناطق المتوترة الأخرى مثل إدلب ودير الزور وريف دمشق وحماة وحلب ودرعا لم تكن بأحسن حال من حمص. وقد اسفرت مواجهات الأمس عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا 7 منهم في الرستن وبينهم أربعة أطفال و3 نساء.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان «سبعة أشخاص قتلوا في قذيفة سقطت على منزل في الرستن» موضحا ان بين الضحايا «ستة من أسرة واحدة بينهم سيدة وأربعة أطفال».
وتعرضت المواقع التي تتمركز فيها مجموعات المنشقين في الناحية الشمالية من مدينة الرستن لقصف عنيف منذ ساعات الفجر الأولى، بحسب المرصد.
ويتوقع كثير من الناشطين ان تكثف قوات الجيش النظامي هجومها على الرستن وعلى بلدة القصير التي يسيطر المنشقون على جزء كبير منها وخصوصا بعدما سيطر الجيش على حي بابا عمرو في مدينة حمص الخميس.
وأوضح مدير المرصد ان «هاتين المدينتين مركز للمنشقين في وسط البلاد حيث من المتوقع أن تكونا مسرح المرحلة القادمة من عملية استهداف النظام للمنشقين».
وأشار عبدالرحمن الى ان «احد الضباط المنشقين أعلن في الخامس من فبراير ان الرستن مدينة محررة»، وقال ناشطون معارضون ان قوات النظام السوري استخدمت المدافع والقذائف الصاروخية والمروحيات في قصف المدينة.
من جانبها نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله قوله ان القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد تقوم بارتكاب مجازر ضد الإنسانية في مدينة حمص يوميا، مشيرا إلى أنه يتم ذبح عائلات بأكملها.
وشدد المتحدث على أن حمص تشهد مأساة حقيقية، مشيرا إلى توقف وانقطاع وسائل الاتصالات والانترنت عن العمل منذ ما يقرب من 27 يوما، وكذلك انقطاع الكهرباء والمياه منذ ستة أيام، مما يؤدي إلى مشاكل في عملية توثيق الأحداث. وأضاف العبدالله أن حمص تشهد عواصف ثلجية وسط انعدام كل وسائل التدفئة بسبب انقطاع الكهرباء، مشيرا إلى أن بعض العائلات تقوم بإحراق أثاث المنازل للتدفئة وآخرين يقومون بإحراق القمامة، مؤكدا أن الطقس البارد يكاد أن يقتل أطفال سورية.
وفي المحافظة نفسها أيضا، ذكر المرصد ان قريتي جوسية والنزارية «تعرضتا لسقوط قذائف عدة من قبل القوات السورية التي تمركزت بالمنطقة وبدات حملة مداهمات بحثا عن عناصر منشقة».
وأضاف «كما تعرضت قريتا الصالحية والنهرية لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة».
وفي حمص كذلك، قال شاهد من «رويترز»: إن قوات سورية قصفت بلدة القصير الحدودية ما دفع السكان إلى الفرار إلى لبنان سيرا على الأقدام بحثا عن الأمان. ونقلت «رويترز» عن هؤلاء انهم كانوا جالسين في منازلهم عندما بدأ فجأة القصف وفروا، ونقل عنهم قولهم إن القصف كان بالدبابات ونيران الأسلحة.
وقد أكد متحدث باسم المفوضية العليا لشؤون للاجئين التابعة للأمم المتحدة لـ «رويترز» أمس ان ما يصل إلى ألفي لاجئ يفرون من العنف في سورية ويعبرون الحدود إلى شمال لبنان.
وتابع جان بول كافاليري نائب ممثل المفوضية في لبنان لـ «رويترز»: «بين ألف وألفي (سوري) يعبرون من سورية إلى لبنان».
وتابع المرصد في بيان ان شابا قتل في بلدة الجلمة بريف حماة، برصاص الأمن الذي نفذ حملة مداهمات واعتقالات في بلدة حيالين، كما استشهد شخص في دير الزور وأصيب نجله بجروح اثر إطلاق الرصاص على سيارتهما.
وفي ريف ادلب (شمال غرب)، ذكر المرصد «دارت اشتباكات فجرا في بلدة كفرنبل بجبل الزاوية بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة هاجمت احد الحواجز في البلدة تبعه إطلاق نار من رشاشات متوسطة وثقيلة».
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل مدني وجندي من الجيش النظامي واصابة عناصر من المجموعات المنشقة، بحسب المرصد.
في هذه الأثناء، تستمر الحملة العسكرية في ريف درعا، حيث انتشرت القوات العسكرية في بلدة المليحة الغربية وأطلقت الرصاص من الرشاشات الثقيلة خلال اشتباكات مع منشقين، بحسب ما ذكر عبدالرحمن. وأضاف الناشط الحقوقي انه تم خطف احد الضباط في أجهزة المخابرات كما توفي مواطن من بلدة انخل متأثرا بجروح أصيب بها الجمعة اثر إطلاق الرصاص عليه خلال كمين نصبته له قوات الأمن السورية.
كما اطلقت قوات حفظ النظام قنابل مسيلة للدموع لتفريق أكثر من 1000 طالب كانوا يتظاهرون في كلية الزراعة بجامعة حلب. وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن مقتل أحد الطلاب.
وفي دمشق، تجمع سوريون موالون للنظام امام السفارة الروسية أمس شاكرين لموسكو دعمها للرئيس بشار الأسد وداعين الروس الى التصويت في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس في روسيا لمصلحة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين.
الى ذلك، قال ناشطون معارضون ان دبابات تابعة للجيش السوري نشرت في مدينة دير الزور الشرقية لدعم القوات وعناصر الشبيحة الموالية للرئيس بشار الأسد التي تعرضت لهجوم من المعارضين بعد مقتل ثلاثة متظاهرين مطالبين بالديموقراطية. وقال احد الناشطين واسمه ابو عبدالرحمن لـ «رويترز» من دير الزور ان دبابات روسية قديمة من طراز تي-54 وعربات مدرعة اتخذت مواقع عند الميادين الرئيسية. وأضاف انه كل نصف ساعة او نحو ذلك تسمع أصوات إطلاق نار من قبل الجيش السوري الحر في اتجاه حواجز الطرق التي تتولى حراستها شرطة الأمن والشبيحة.
وتقول مصادر المعارضة ان أسلحة تهرب الى المدينة من العراق للمعارضين الذين يعملون في إطار الجيش السوري الحر.
وتقول مصادر المعارضة انه تم تسليح وتنظيم مقاتلي الجيش السوري الحر في دير الزور خلال الشهرين الماضيين في الوقت الذي كانت فيه القوات الموالية للأسد تركز على محاولة إخماد الثورة في حمص.