- مباحثات سعودية ـ قطرية حول الوضع في سورية
واصل الجيش السوري عملياته ضد معاقل الناشطين المناهضين للنظام في عدد من المناطق وسط مخاوف من تكرار مأساة بابا عمرو في الرستن ويبرود والقصير ودير الزور، بينما بدأت الجهود الديبلوماسية تأخذ منحى مختلفا حيث أعلن عن زيارة لموفد الامم المتحدة الخاص كوفي انان لدمشق السبت المقبل.
وأعلن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن أنان سيرافقه، وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة الذي اعلن العربي تعيينه نائبا لموفد الامم المتحدة بالتشاور مع انان. واعلنت سورية ترحيبها بالزيارة. وفي براغ، رأت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان «على المجتمع الدولي ان يتحرك في سورية لايصال مساعدات انسانية الى حمص»، مضيفة «على روسيا ان تساعدنا في بلوغ هذا الهدف وان تقر بضرورة قيام نظام جديد في سورية».
من جانبها اعلنت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس في بيان أمس انها ستتوجه الى سورية غدا في محاولة لتامين وصول المساعدات الانسانية «من دون معوقات».
وقالت اموس ان «السلطات السورية اكدت انه يمكنني زيارة سورية هذا الاسبوع. سأصل الى دمشق في السابع من مارس وسأغادرها الجمعة في التاسع منه».
واوضحت اموس «كما طلب مني الامين العام (للامم المتحدة بان كي مون)، فان هدفي هو الطلب بالحاح من كل الاطراف المعنيين السماح للفرق الانسانية بالدخول من دون معوقات لكي يجلوا الجرحى ويسلموا اللوازم الاساسية». وتعذر على اماندا بيت المتحدثة باسم اموس القول ما اذا كان بإمكان الاخيرة ان تتوجه، اضافة الى دمشق، الى مناطق اخرى في سورية حيث تقع اعمال عنف.
في هذا الوقت، عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالرياض مساء امس جلسة مباحثات مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر بحثا خلالها الاحداث على الساحتين الاقليمية والدولية خاصة الوضع في سورية.
وذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية (و.ا.س) ان الملك عبدالله بحث مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «مجمل الاحداث والمستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية وموقف البلدين منها».
كما بحث الجانبان «آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين».
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه سوف يشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب السبت المقبل بالقاهرة بشأن بحث الأزمة في سورية.
وقال لافروف، خلال لقائه بنظيره الأردني ناصر جودة في موسكو أمس، إنه سيبحث مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية الأزمة في سورية، وأمل أن يقرب الاجتماع من اتفاق بشأن كيفية المساعدة في انهاء اراقة الدماء في سورية لكنه لم يعط اشارة على ان موسكو ستتوقف عن حماية الرئيس بشار الاسد.
واضاف لافروف «اعتقد ان اجتماعنا يمكن أن يتمخض عن اساس مثير للاهتمام بدرجة كبيرة وسنروج له بصورة دولية اوسع».
من جهتها، أعلنت الصين أمس أنها سترسل اليوم مبعوثا لها إلى سورية يمثل وزير الخارجية يانغ جيشي لتبادل وجهات النظر بشأن خطتها التي تتألف من 6 نقاط من أجل حل سياسي للأزمة السورية.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن المتحدث باسم الخارجية ليو وايمين قوله إن لي هوا شين السفير السابق للصين لدى سورية سيزور دمشق من 6 الى 7 مارس الجاري كممثل لوزير الخارجية وسيتبادل الطرفان وجهات النظر بشأن خطة النقاط الـ 6 الصينية.
واضاف أن «الصين تأمل القيام بعمل حقيقي يساهم في تسوية الأزمة السورية بطريقة غير متحيزة وعملية ومقبولة من كل الأطراف المعنية».
ولفت إلى أن الوضع الحالي في سورية يزداد تعقيدا بسبب الاشتباكات بين الأطراف المعنية، مشيرا إلى ان المجتمع الدولي أظهر اختلافا بالآراء بشأن حل الأزمة السورية وهذا غير مساعد لتسوية الوضع في أقرب وقت ولا يؤدي للتعاون والتضامن بين المجتمع الدولي، وقال «نحن دائما نعارض التدخل المسلح أو الضغط لـ «تغيير النظام» في سورية».
ميدانيا، تستمر اعمال العنف في عدد من المناطق السورية، حاصدة مزيدا من القتلى، في ظل استمرار عمليات الاقتحام والاعتقالات التي تنفذها قوات النظام.
فقد استمر قصف قوات النظام على مدينة الرستن في محافظة حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ورأى عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال من حمص مع وكالة فرانس برس ان «ما يجري في الرستن هو نفس ما جرى في بابا عمرو: حصار وقصف مدفعي ومن راجمات الصواريخ»، مشيرا في الوقت نفسه الى ان القصف امس أقل حدة من قبله.
وقال العبدالله ان «عناصر الجيش السوري الحر مازالوا في الرستن، لن يستسلموا بسهولة، لان احدا لا يريد ان يكرر ما جرى في بابا عمرو»، مؤكدا حصول عمليات «قتل للشبان واغتصاب لفتيات ونساء، ونهب بيوت».
وقال العبدالله «الشباب الموجودون على الارض هم الذين يقررون الانسحاب او الصمود، ما نعرفه حتى الآن هو ان آخر كلام لهم انهم سيبقون في الرستن حتى لا يتكرر ما جرى في بابا عمرو»، الذي تتهم المعارضة قوات النظام بارتكاب مجازر وعقاب جماعي فيه، كما استمر القصف على مدينة القصير في حمص، بحسب ناشطين.
وقال انس ابو علي من الجيش الحر ان «القصير تقصف بالدبابات والراجمات»، مضيفا ان «الوضع حذر ويدعو للقلق»، وان «القصير فارغة تقريبا من السكان».
واضاف «سنقاوم انها قضية حياة او موت، سندافع بكل ما اوتينا من قوة، كل العالم تخلى عنا، لكننا لن نتخلى عن طريق الثورة».
وافاد ناشطون بأن القوات النظامية السورية قامت بحملة مداهمات واعتقالات في حيي جوبر والسلطانية المجاورين لبابا عمرو.
واوضح الناشط ابو يزن الحمصي ان كل شاب «فوق 14 عاما مرشح للاعتقال»، مشيرا الى ان «احدا من الذين اعتقلوا خلال الايام الماضية لم يخرج بعد».
وفي ريف دمشق، افاد المرصد وناشطون عن عملية اقتحام نفذتها قوات النظام صباحا لمدينة يبرود.
وذكر المرصد ان مواطنا قتل في المدينة، واشارت لجان التنسيق المحلية في بيان الى ان عملية الاقتحام ترافقت مع قصف وانقطاع تام للاتصالات.
واشار الناطق باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي الى وجود «الكثير من المجندين الذين تخلفوا عن الالتحاق بالخدمة في المدينة، وعسكريين في الجيش لجأوا اليها بعد الانشقاق، لانها كانت تعد آمنة نسبيا».
أما محافظة ادلب التي شهدت انشقاق عدد من الضباط والمجندين، فقد قتل فتى في الرابعة عشرة من عمره برصاص قناصة في مدينة سراقب، وفقا للمرصد.
وفي محافظة درعا، افاد المرصد عن مقتل «مواطن من قرية المليحة الغربية قضى تحت التعذيب على ايدي قوات الامن السورية».
وقال ناشطون سوريون معارضون ان قتالا عنيفا اندلع خلال الليل بين قوات مدرعة موالية للنظام ومعارضين شنوا هجمات منسقة على حواجز طرق للجيش في درعا. وقال احد الناشطين واسمه ماهر عبد الحق لـ «رويترز» من درعا ان الجيش السوري الحر هاجم عدة نقاط تفتيش وتحصينات في الشوارع في وقت واحد وان الدبابات ترد باطلاق قذائف مضادة للطائرات من عيار 14 مليمترا على الاحياء السكنية كما يقوم قناصو الجيش بإطلاق النار على اي شيء يتحرك حتى الاكياس المصنوعة من النيلون.