- المظاهرات تصل ساحة العباسيين في دمشق
واصلت قوات النظام السوري عمليات الدهم والاقتحامات في مناطق عدة من سورية أمس، في ظل تخوف من ارتكاب مجازر في محافظة ادلب، بحسب مراقبين وناشطين في المعارضة.
في هذا الوقت، وصلت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس الى دمشق حيث التقت وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي اكد لها التزام بلده التعاون مع البعثة، كما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا».
وقد قالت مصادر في الهلال الأحمر السوري أن اموس زارت مدينة حمص بعد ظهر أمس. وأضافت المصادر، لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» إن «اموس قامت بزيارة ميدانية إلى بابا عمرو استغرقت ساعة من الزمن وغادرتها بعد ذلك للتجول في بعض أحياء مدينة حمص» قبل أن تعود بعد ذلك إلى دمشق.
ولم تتوافر مصادر حكومية سورية للتعليق على زيارة اموس إلى حي بابا عمرو ومدينة حمص كما لم تصدر عن مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أي تفاصيل حول نتائج زيارتها.
من ناحيتها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان فريقا من الهلال الأحمر العربي السوري دخل حي بابا عمرو المهدم ووجد ان معظم سكان الحي غادروه بالفعل الى مناطق أخرى في حمص.
وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة لـ «رويترز» في جنيف «مكث الهلال الأحمر العربي السوري داخل بابا عمرو لمدة 45 دقيقة. وجد الفريق ان معظم السكان غادروا بابا عمرو الى مناطق أخرى زارها بالفعل الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري الأسبوع الماضي».
في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن ترك الرئيس بشار الأسد لمنصبه مسألة وقت وإن ما يحدث في سورية «يوجع القلب ويثير الغضب» لكنه عارض دعوة من سناتور أميركي إلى عمل عسكري أميركي لإجباره على التنحي. وفي الأمم المتحدة عقدت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والمغرب ما أطلقت عليه السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس «مناقشات أولية... بشأن ما إذا كانت هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق» بشأن مسودة قرار صاغته الولايات المتحدة.
من ناحيته، قال الرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين أمس ان مسألة منح اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الاسد ليست موضع بحث في روسيا، في اول تعليق له على الازمة السورية منذ انتخابه رئيسا لروسيا.
وردا على سؤال صحافيين هل ان روسيا يمكن ان تمنح اللجوء السياسي للاسد قال بوتين «نحن حتى لم نتطرق الى هذا الامر»، بحسب وكالات روسية.
على الصعيد الفرنسي وبعد أن قالت متحدثة باسم شركة الخطوط الجوية الفرنسية)اير فرانس(ان الشركة علقت رحلاتها الى دمشق نظرا لتدهور الوضع الامني في البلاد وحتى اشعار آخر، أكد الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى على رغبة بلاده في فتح ممرات انسانية في سورية.. مؤكدا أن فرنسا «لن تتدخل (عسكريا) مباشرة في سورية بدون تفويض من مجلس الامن الدولي».
وأضاف ساركوزى في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي «فرانس 2» في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية - «اعتقد ان الامر لن يكون منطقيا.. لن ارسل الجيش الفرنسي بدون تفويض واضح جدا من الامم المتحدة»..موضحا انه لا يمكن ان يتدخل الجيش الفرنسي في بلد اجنبي ولا يوجد تفويض دولي». في الغضون التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الموفد الصيني الى دمشق لي هواشين وابدى تأييده للخطة الصينية الهادفة الى ايجاد حل للازمة في سورية، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
وذكرت الوكالة ان لي هواشين سلم المعلم رسالة من وزير خارجية الصين يانغ جيتشي تتعلق «بعلاقات الصداقة القائمة بين البلدين وبرؤية الصين ذات النقاط الست بشأن ايجاد حل سياسي للأزمة في سورية».
وعبر المعلم عن «ترحيب سورية بالرؤية الصينية» و»استعدادها للتعاون الايجابي معها باعتبارها الطريق نحو ايجاد حل يقوم على وقف العنف من أي مصدر كان وتسهيل جهود الأمم المتحدة في المجال الإنساني والتعاون مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ودعوة كل الأطراف للحوار الوطني الشامل وتسريع عملية الإصلاح التي انطلقت في سورية».
ميدانيا، قال المجلس الوطني السوري في بيان انه «رصد 42 دبابة و131 ناقلة جند انطلقت من اللاذقية متجهة الى مدينة سراقب» في محافظة ادلب، و«أرتالا عسكرية متوجهة نحو مدينة ادلب». التي تضم اكبر تجمع للمنشقين عن الجيش النظامي.
وتوقف المجلس الوطني عند استمرار القصف على معرة النعمان في ادلب التي «سقط فيها العديد من الشهداء»، بحسب البيان. كما طالب «الثوار» في دمشق وحلب وحماة «بالقيام بكافة التحركات لتخفيف الضغط عن أهلنا في ادلب».
ودعا «المجتمع الدولي والجامعة العربية والمنظمات الدولية بالتحرك السريع والعاجل على الأصعدة كافة لعدم تكرار مجازر بابا عمرو التي سقط فيها المئات من الشهداء».
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية شنت حملة مداهمات في بلدة كفر نبل في ادلب اصيب خلالها سبعة مواطنين بجراح اثر اطلاق نار.
بموازاة ذلك، قال نشطاء معارضون محليون إن القوات الحكومية والشبيحة الذين احتلوا بابا عمرو بمدينة حمص قتلوا سبعة منهم طفل عمره عشر سنوات من ذكور عائلة البيريني بالمدي والسكاكين. وقال محمد الحمصي لرويترز «طعنوهم حتى الموت امس. ألقيت جثثهم في منطقة زراعية قرب بابا عمرو». وإلى جانب ذلك قصفت قوات النظام أحياء كرم الزيتون وجب الجندلي ودير بعلبة في حمص أيضا.
وفي دمشق، انتشرت القوات النظامية السورية صباح أمس في حي القابون ونفذت حملة اعتقالات واسعة بعدما تحدثت المعارضة عن خروج اكبر عدد من المظاهرات الليلية في دمشق ومنها واحدة في ساحة العباسيين احدى اشهر ساحات العاصمة. كما اقتحمت قوات عسكرية تضم ناقلات جند مدرعة ودبابات بلدة قارة فيما سمعت أصوات انفجارات في محيط مدينة يبرود في ريف دمشق، وفقا للمرصد السوري.
من ناحيتها ذكرت شبكة شام الاخبارية على صفحتها على موقع فيسبوك ان اهالي مدينة يبرود في ريف دمشق «استيقظوا على اصوات الرصاص وقصف الدبابات ومحاصرة جميع مداخل المدينة». وفي مدينة حلب التي تشهد اخيرا تصاعدا في الحركة الاحتجاجية المعارضة، افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان قوات الامن «نفذت فجرا حملة اعتقالات في الاحياء الساخنة التي تخرج فيها تظاهرات معارضة، واعتقلت عددا كبيرة من الاشخاص».
واوضح المرصد السوري ان هذه الاعتقالات استهدفت «احياء المرجة والفردوس والميسر التي تشهد مظاهرات مناهضة للنظام» مشيرا الى ان الحملة «اسفرت عن اعتقال 37 مواطنا».