قالت علا صالح، المذيعة السورية التي أعلنت انشقاقها مؤخرا وانضمامها للانتفاضة الشعبية، إن العاملين في وسائل الإعلام الرسمية السورية، من يبثون أكاذيب النظام لدعمه في الفتك بشعبه، «شركاء» في سفك الدم السوري. وأبدت صالح، في مقابلة مع مقدمة البرنامج على شبكة «سي ان ان»، كريستيان أمانبور، أسباب تأخر انشقاقها بعد قرابة عام ونصف العام من اندلاع الانتفاضة الشعبية المناهضة للنظام: «إنه الخوف.. لهذا السبب لم انشق مبكرا، ما جعلني أقدم على الخطوة هو إحساسي بالمسؤولية كانسانة، وكمواطنة سورية تشهد كيف يذبح النظام الشعب البريء ويقصف المدنيين في القرى والبلدات بالطائرات وقذائف المورتر». وتحدثت المذيعة السابقة، وهي من الطائفة العلوية، عن الرقابة الصارمة التي يفرضها النظام على وسائل الإعلام الرسمية التابعة له، والتعتيم الكامل على أخبار التظاهرات التي لم يسمح بالإشارة إليها إلا بعد مرور ثلاثة أشهر من بدء الانتفاضة. وأضافت: «اعتقدت أنها خطوة للأمام، فلثلاثة أشهر لم تكن هناك إشارة مطلقا لما يحدث في شوارع سورية، رغم سقوط الكثير من الشهداء الأبرياء». وأشارت صالح إلى مصطلحات تدخل في خانة المحظورات بالإعلام السوري، كـ «المظاهرات» و«الثورة»، والقيود المفروضة على استخدام مصطلحات أخرى، مضيفة: «كلمة مؤامرة كنا نستخدمها فقط في الإشارة لكل من هو ضد النظام وسورية، كما كنا نشير للمتظاهرين بالإرهابيين أو الجماعات المسلحة».
وتابعت: «الإعلام السوري مصاب بـ «الشيزوفرينيا» (انفصام الشخصية) فيما يتعلق بما يحدث للنظام والرئيس بشار الأسد». واستطردت: «كنت أعاني وأشعر بالذنب، وكأنني شريك للنظام في الفتك بالشعب السوري.. بالنسبة لي كل من يعمل في الإعلام السوري هو قاتل، فحين تكذب لدعم الأسد في ذبح المدنيين، فأنت حينئذ تستخدم الإعلام لقتل السوريين».