- الطائرات السورية تجدد قصف المدن الثائرة بالقنابل البرميلية
قصف الطيران الحربي السوري مواقع عدة للمقاتلين المعارضين معظم المناطق الثائرة أمس، وواصلت القنابل البرميلية تدمير المنازل وسحق العشرات من المدنيين تحت الأنقاض، إضافة الى من قتلوا بنيران القناصة، بحسب نشطاء المعارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد ان الطائرات العسكرية قصفت مواقع في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق في محافظة دير الزور تزامنت مع نشوب معارك في عدد من أحياء المدينة، كما دمرت عدة منازل في درعا وادلب وحماة وكذلك طال القصف مدينة حمص وريفها، فيما تواصلت الاشتباكات في عدة مناطق.
ومازالت محافظة الرقة تستحوذ على الاهتمام بعد التقدم الميداني الذي حققه مقاتلو الجيش الحر بإعلان سيطرتهم على قرية تل ابيض ومعبرها الحدودي، إضافة الى قرية سلوك. فقد أعلن الجيش الحر انه استهدف مقر المدفعية قرب تل أبيض بالقصف، كما خاضت عناصره اشتباكات عنيفة مع الجيش النظامي في بلدة التركمان التابعة لقرية سلوك بريف الرقة وقامت القوات السورية بقصف جنوب البلدة بالدبابات.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان المقاتلين المعارضين يحاولون السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية في محافظة دير الزور الغنية بالنفط وكذلك على مطار حمدان العسكري القريب» معتبرا ان «سيطرتهم على هذه المدينة ستوجه ضربة قاسية للنظام».
وحاول مقاتلو المعارضة مرارا السيطرة على هذه القاعدة الجوية لكن كثافة القصف تجبرهم على التراجع.
وفي حمص ثالث مدن البلاد قصف الجيش السوري بالطائرات والمدفعية الثقيلة المناطق المحيطة بأحياء جوبر والسلطانية وبابا عمرو، بحسب المصدر. فيما قامت طائرة مروحية بإلقاء القنابل البرميلية المتفجرة والمليئة بمادة الـ «تي ان تي» على قرية الغنطو وقرية آبل ما تسبب في دمار عدة منازل وفقا لما أعلنته شبكة شام الاخبارية.
كما قصفت الطائرات العسكرية جبل الأكراد لاسيما قرية بيت عوان في ناحية ربيعة باللاذقية.
وفي حلب اندلعت معارك في العديد من احياء هذه المدينة إلا انها كانت اقل عنفا من الأيام السابقة. وأطلق المعارضون قذائف هاون من حي بستان القصر في حلب على حي الجميلية الواقع تحت سيطرة القوات النظامية.
أما في ريف حلب فقد استهدف الطيران الحربي قرى حيان وبيانون ورتيان باستخدام الرشاشات الثقيلة وبراميل الـ «tnt» المتفجرة.
من جانب آخر، أعلن العقيد أحمد عبدالوهاب من الجيش السوري الحر لوكالة «فرانس برس» ان المعارضين المسلحين دمروا مقاتلتين لسلاح الجو السوري كانتا على ارض المطار في بلدة اورم غرب محافظة حلب. ولم يكن بالإمكان التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل، وفيما يعلن النظام السوري انه يسحق يوميا عشرات من معارضيه المسلحين الذين يصفهم عادة بالـ «إرهابيين»، أعلن عبدالوهاب ان القوات النظامية تفقد السيطرة على المزيد من الأراضي.
وقال العقيد المنشق في قرية اطمة القريبة من الحدود التركية، وآمر كتيبة من 850 رجلا «نسيطر على القسم الأكبر من البلاد. وفي غالبية المناطق الجنود يبقون داخل ثكناتهم».
وأضاف «مع او من دون مساعدة خارجية يمكن ان تقدم الينا، ان سقوط النظام مسألة أشهر وليس سنوات».
وتابع: «لو كانت لدينا مضادات للطيران وللدبابات فعالة، لتمكنا سريعا من التقدم، لكن الدول الأجنبية لا تقدم لنا هذه المعدات، وحتى من دونها سننتصر، سيكون ذلك أطول، هذا كل ما في الأمر». ويحاول مسلحو المعارضة رغم عدم توازن القوى بينهم وبين قوات الجيش السوري والقصف المستمر على معاقلهم، توسيع المنطقة التي يسيطرون عليها خصوصا في شمال غرب البلاد.
من ناحية ثانية، وقع انفجاران عنيفان في منطقة الزاهرة الجديدة مفرق مكرو الست باتجاه المحلق الجنوبي في دمشق، بحسب صفحة الثورة السورية ونشطاء المعارضة.
وتعرضت مدينة يبرود في ريف دمشق لقصف مدفعي حيث سقطت قذيفتين بجانب دار البيان وقذائف عدة في منطقة مزارع ريما، واتهمت شبكة شام الاخبارية بدورها القوات النظامية باستهداف مجلس عزاء في معضمية الشام بريف العاصمة بقذيفة هاون ما أدى الى سقوط قتيل على الأقل وعدد من الجرحى بينهم حالات خطرة.
ولليوم الثامن على التوالي انهالت قذائف الفوزديلكا والقذائف العنقودية على قرية مشمشان بريف ادلب وقامت طائرات الهيلوكوبتر في نواحي مطار أبوالضهور برمي البراميل المتفجرة على قرية البويضي المجاورة لأبي الضهور ما تسبب في وقوع مجزرة حصيلتها 5 نساء و3 أطفال، بحسب المعارضة.
كما استهدفت القوات السورية بالمدفعية الثقيلة الأبنية السكنية في مدينة سلقين بريف إدلب وسقط عدد من الجرحى جراء القصف.
ومازالت تداعيات الاشتباكات في سورية تؤثر على دول الجوار حيث ذكرت السلطات التركية أن قذائف هاون سقطت بين قريتي أريجان وغل ورن الحدودية مع سورية جراء هذه الاشتباكات التي تدور بين الجيش السوري النظامي و«الجيش السوري الحر» في قرية تل أبيض الحدودية.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن عبدالحكيم أيهان رئيس بلدية قضاء أقجة قلعة التابع لولاية أورفا بجنوب تركيا قوله في بيان إن اشتباكات تدور في قرية تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة شمال سورية لاسيما بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على معبر تل أبيض الحدودي المقابل لمعبر «أقجة قلعة» الحدودي التركي واستيلائهم على مديرية الأمن ومبنى تابع للمخابرات السورية.
وأضاف أيهان أن «قذائف هاون سقطت في المنطقة وأصيب سكان المنطقة بالهلع فيما هرعت قوات الأمن إلى المكان للوقوف على الحادث».
وأشار إلى أن الأهالي في حالة قلق خشية إصابتهم جراء الاشتباكات التي تصل آثارها أحيانا داخل الأراضي التركية متمنيا انتهاء هذه الحرب في أقرب وقت ليعيش الجميع بسلام.
المعارضة السورية: خلافات بين بشرى الأسد وشقيقها بشار سبب تركها دمشق إلى دبي
من جهة أخرى أكد نشطاء ومعارضون سوريون أن بشرى الأسد الشقيقة الوحيدة للرئيس السوري بشار الأسد، استقرت في دبي برفقة أولادها، بحسب ما قال مقيمون سوريون لوكالة فرانس برس.
وبشرى أرملة احد «صقور» النظام الأمني في سورية اللواء آصف شوكت الذي قتل في 18 يوليو الماضي مع ثلاثة آخرين من كبار المسؤولين الأمنيين في تفجير استهدف مقر خلية الأزمة للنظام.
وأوضح المقيمون السوريون ان بشرى التي درست الصيدلة وباتت في الخمسينيات من العمر سجلت أولادها الخمسة في إحدى المدارس الخاصة في دبي.
وقال أيمن عبدالنور صاحب موقع «كلنا شركاء» الالكتروني المعارض ان بشرى التي لا تشغل أي منصب رسمي في بلادها تركت سورية بسبب اختلاف في وجهات النظر مع شقيقها.
وأضاف ان «الأسد يعتبرها معارضة لأنها لم توافق على أفعاله فاتهمها انها اقرب الى المعارضة» رغم ان زوجها اصف شوكت كان متهما بأنه أحد أكثر رجال النظام دموية. وكانت مصادر في المعارضة السورية تحدثت عن خلافات أخرى ولكن بين بشرى والسيدة الأولى أسماء الأسد التي خطفت الأضواء في الآونة الأخيرة.
يذكر ان بشرى الأسد سبق ان استقرت في أبوظبي العام 2008 لمدة عام برفقة اولادها.
وبانتقالها الى دبي، لم يتبق مع الرئيس السوري في دمشق سوى شقيق واحد هو العميد ماهر الأسد.
وماهر قائد الحرس الجمهوري، وحدات النخبة التي تدافع عن النظام، والفرقة الرابعة التي يتهمها المعارضون بأنها الأداة الرئيسية للقمع.
والشقيقان الآخران متوفيان وهما باسل الذي قضى في حادث سيارة العام 1994 وكان الخليفة المحتمل لوالده الذي حكم سورية بين العامين 1970 و2000، في حين توفي مجد العام 2009 اثر تداعيات مرضية.