دعا الوسيط الدولي الى سورية الأخضر الإبراهيمي امس في بكين لأن تلعب الصين «دورا نشطا» من اجل المساهمة في وقف العنف في سورية، لدى لقائه وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي.
وقال الابراهيمي متحدثا الى الصحافيين في وزارة الخارجية بحضور يانغ جيشي، انه يأمل ان «تتمكن الصين من لعب دور نشط في إيجاد حل للاحداث في سورية»، بدون إضافة أي تفاصيل أخرى.
من جهته شكر يانغ الإبراهيمي على العمل الذي يقوم به، مبديا أمله بأن تدفع محادثاتهما وهي الثالثة خلال شهرين في اتجاه «تفاهم متبادل» و«معالجة ملائمة للملف السوري».
وقال المتحدث باسم الخارجية هونغ لي ان «الصين تلعب دورا مهما وايجابيا في الدفع في اتجاه حل سياسي للقضية السورية وستواصل العمل مع المجموعة الدولية». ونقلت وسائل إعلام حكومية في الصين عن وزير الخارجية قوله إن على العالم التحرك بسرعة أكبر لدعم جهود الوساطة التي يقوم بها الأخضر الإبراهيمي لأن الوضع آخذ في التدهور. وقالت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) إن وزير الخارجية يانغ كرر دعوة لكل الاطراف في الصراع السوري لوقف إطلاق النار على الفور واتخاذ خطوات نحو تشكيل حكومة انتقالية.
ونقل تقرير الوكالة عن يانغ قوله للإبراهيمي خلال اجتماع في بكين «يجب أن يتعاون المجتمع الدولي بشكل كامل ويدعم جهود الوساطة التي يقوم بها الوسيط الإبراهيمي بشعور أكبر بالحاجة الملحة والمسؤولية».
وأضاف يانغ «على الأطراف المعنية أن تعين في أسرع وقت ممكن ممثلين لهم سلطة لوضع خارطة طريق لعملية التحول السياسي بمساعدة من المبعوث الإبراهيمي والمجتمع الدولي».
من جهة أخرى، أكد نائب وزير خارجية روسيا جينادي جاتيلوف أن موقف بلاده بشأن تسوية الأزمة السورية لم يتغير.
وقال غاتيلوف في تصريحات إن موسكو سوف تربط كافة الخطوات المقبلة لتسوية الأزمة السورية، بالقرارات التي تضمنها البيان الختامي لاجتماع (مجموعة العمل الدولية) المعنية بالشأن السوري الذي عقد في 30 يونيو الماضي بالعاصمة السويسرية جنيف.
وأضاف: «نعتقد أن قرارات لقاء جنيف مازالت حيوية وتشكل قاعدة للتسوية السياسية للأزمة السورية»، لذلك نحن مستعدون ضمن إطار مجموعة العمل لأي شكل من أشكال التشاور.
ورأى أن الإبراهيمي لم يناقش مع المسؤولين في وزارة الخارجية الروسية إمكانية وضع خطة جديدة لتسوية الأزمة السورية.
في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لا تستطيع إنشاء منطقة عازلة في سورية دون قرار دولي.
ودعا أردوغان في مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين المجتمع الدولي إلى القيام بدوره حيال الأزمة، وأكد أنه لا يمكن لبلاده الوقوف مكتوفة الأيدي تجاه ما يجري هناك. وتحدث عن تحمل بلاده الكثير من الضرر بسبب الأزمة السورية حيث تستضيف حاليا نحو 105 آلاف لاجئ سوري. وشدد على أهمية الدور الألماني لحل الأزمة السورية. وأكد أردوغان في كلمته على أن بلاده لاتزال مصرة على اعتذار إسرائيل عن الاعتداء على السفينة التركية «مافي مرمرة» التي قتل على متنها تسعة ناشطين أتراك كانوا في طريقهم لكسر الحصار عن قطاع غزة.
من جهة اخرى، قال رئيس الوزراء التركي ان الاتحاد الأوروبي سيخسر تركيا اذا لم يمنحها العضوية بحلول عام 2023.
وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها أردوغان مؤشرا على الفترة الزمنية التي يمكن فيها لأنقرة ان تستمر في الطريق نحو الانضمام الى الاتحاد الأوروبي وجاءت تعليقاته في وقت تباعد متزايد بين تركيا وكيان سياسي تشعر انه تعامل معها بفتور.
وعندما سئل أثناء حلقة نقاش في برلين مساء أمس الأول بشأن ما اذا كانت تركيا ستصبح عضوا في الاتحاد الاوروبي بحلول عام 2023 رد أردوغان بقوله «ربما لن يماطلوا معنا كل تلك الفترة الطويلة. لكن اذا فعلوا ذلك معنا حتى ذلك الوقت فإن الاتحاد الأوروبي سيخسر وعلى الأقل هم سيخسرون تركيا».
وقال أردوغان ان تركيا التي بها غالبية مسلمة لكنها علمانية والتي يبلغ عدد سكانها 74 مليون نسمة ستعزز الاتحاد الاوروبي.
من جهتها، وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل العنف الحالي في سورية بأنه بمنزلة مشكلة لتركيا. مشيرة لذلك قالت ميركل عقب لقائها برئيس الوزراء التركي في ديوان المستشارية في برلين: «الوضع في سورية يمثل عبئا حقيقيا لتركيا».
وأثنت ميركل على انفتاح تركيا أمام اللاجئين السوريين وشكرت رئيس الوزراء التركي على التعامل بحكمة وأناة مع النزاع السوري ووعدته بمشاركة تركيا في تحمل المسؤولية الناجمة عن الصراع في سورية بصفة تركيا عضوا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تنتمي إليه ألمانيا أيضا.
وقال أردوغان: «نحن في حاجة ملحة للدعم والمساندة من ألمانيا». ووعدت ميركل بزيارة تركيا عام 2013. في هذه الأثناء تظاهر نحو ألفي شخص من العلويين وآخرون من الأكراد في ألمانيا أمس ضد سياسة أردوغان خلال زيارته للعاصمة الألمانية برلين.
وقال الأمين العام للجالية، علي دوجان، إن 70 حافلة تقل علويين من مناطق مختلفة في ألمانيا أتت إلى برلين للتظاهر ضد أردوغان. ويدعم المظاهرة 44 منظمة في ألمانيا. وأضاف دوجان أن أردوغان يزدري حقوق الإنسان ويعادي الأكراد وأصحاب المعتقدات الأخرى.