نفى المجلس الوطني السوري المعارض وجود خلافات حادة في مؤتمر المعارضة السورية في العاصمة القطرية (الدوحة) الذي انطلقت فعالياته أمس الأول الذي خصص لتجديد قيادته وتوسيع قاعدته.
وقال أسامة المنجد المتحدث باسم المجلس في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس من قطر إن المجلس الوطني يسعى إلى الدخول في مفاوضات مع فصائل المعارضة الأخرى لتشكيل حكومة انتقالية.
من جانبه، قال جورج صبرا المتحدث باسم المجلس لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من الدوحة، إن المجلس يتعرض لضغوط هائلة للدخول في حوار سياسي مع النظام السوري، مشيرا إلى رفض كثيرين من قادة المعارضة لهذا الطلب، ورفض صبرا الحديث عن الجهة التي تمارس الضغوط على المجلس. وأوضح صبرا أن النقاشات في الدوحة لا تركز فقط على توسيع المجلس، الأمر الذي يؤكد أعضاء المجلس استعدادهم له، وإنما أيضا يجد الأعضاء أنفسهم محاصرين بأفكار لا يمكنهم قبولها.
في غضون ذلك، اكدت مصادر ديبلوماسية ومعارضون ان الاجتماع الموسع للمعارضة الذي يعقب اجتماعات المجلس الوطني بعد غد في الدوحة أيضا يحظى باحتضان دولي قوي للدفع نحو تحقيق وحدة المعارضة وافراز قيادة جديدة لها تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام بشار الاسد. وبحسب هذه المصادر، فان الاجتماع سيشكل انطلاقة عملية سياسية قد تستمر اسابيع في العاصمة القطرية ويشارك فيه ممثلون عن دول كبرى.
ويبحث اجتماع الخميس مبادرة المعارض السوري رياض سيف التي تحظى بدعم اميركي وخليجي من اجل انشاء «هيئة المبادرة الوطنية السورية» التي اذا ما قامت فستشكل «قيادة سياسية جديدة» للمعارضة السورية.
وقال مصدر ديبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان «قطر بدأت بتوجيه دعوات الى عدد من المسؤولين البارزين في عدة دول عربية وغربية لحضور اجتماع فصائل المعارضة السورية الذي يبدا في الدوحة الخميس».
وتوقع المصدر حضور عدد من الموظفين الكبار ووزراء خارجية الدول الراعية للمعارضة السورية في حربها مع نظام الرئيس بشار الاسد بالاضافة الى المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي والامينين العامين لكل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي. من جهته، توقع رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا الذي عبر أمس الأول عن الاستياء من محاولات تجاوز المجلس الذي كان يعد حتى الآن الهيئة المعارضة الرئيسية، ان تحتضن الدوحة «حضورا رسميا خارجيا لدعم هذا الاتجاه» القاضي بتوحيد المعارضات السورية المشتتة بين عدة كيانات سياسية في «قيادة سياسية واحدة». واستبعد عبد الباسط سيدا ان يسفر يوم واحد من المفاوضات عن شيء محدد.
وقال لوكالة فرانس برس «الخميس وحده لن يمكننا من الخروج بشيء على الارجح». واضاف «قد نستمر هنا الى آخر الشهر». وأيده في ذلك الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون الذي قال «من المحتمل ان يظل اجتماع الخميس مفتوحا حتى التوصل الى صيغة تفاهم حول المبادئ الرئيسية».
وقال مصدر من المجلس لفرانس برس ان مكونين من المعارضة هما هيئة التنسيق وحزب العمل الشيوعي لن يحضرا اجتماع الدوحة. وأبدى عدد من قيادات المجلس الوطني السوري تحفظهم على «الصيغة» المحددة «لهيئة المبادرة الوطنية السورية» التي يقودها رياض سيف.
وقد شدد عبد الباسط سيدا على ان «المجلس الوطني السوري هو الركن الاساس والضامن الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مرحلة ما قبل سقوط النظام».
وأكد ان «المجلس الوطني يطالب بنسبة 40% من مكونات القيادة الجديدة». وقال برهان غليون من جهته ان «المبادرة جيدة في روحيتها لكن طريقة طرحها سيئة وهي توحي وكأنها قرار مسقط على نضالات الشعب السوري ولذلك فهي تحتاج الى حوار عميق». وسارع صاحب المبادرة رياض سيف الى طمأنة المتوجسين منها.
وقال لوكالة فرانس برس ان «المبادرة ليست بديلا عن المجلس الوطني لكن المجلس الوطني يجب ان يكون جزءا مهما منها، فاسقاط النظام يلزمه الف مجلس وطني». وفي هذا الاطار ايضا، أجرى رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب مباحثات مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو حول الازمة السورية والمساعي التي تبذلها المعارضة السورية لتوحيد صفوفها.
وذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان امس أن حجاب وصل إلى تركيا تلبية لدعوة من الجانب التركي لبحث موضوعات تتعلق بالتطورات في سورية وأزمة اللاجئين السوريين في تركيا.